صحيفة فنون العراقية
نص منقول عن
Fadia Al-Khechen
العدالة العراقية
فاديا الخشن..ثمة حقائق تتعلق بالمشهد الثقافي العربي الراهن ترتسم بالأفق ،على ضوء الرهانات الثقافية التي تمهد لطموحات ثقافية عديدة، وتوسع لاستحقاقات، تتعلق بإشكالية العلاقة بين ما ينبض من ثقافتنا على أرض
الواقع، وما يتطلع إليه المثقف الواعي. ولأني لست شغوفة بالعمل التنظيري حول الوضع الثقافي العربي عبر بعده الكارثي، ولأني مع توسيع رقعة المساهمة، في رفع سقف الشخصية الثقافية العربية، مع الابتعاد عن العقل التبريري، الذي قد يضعها في حالة من المراوحة والاستوثان. من هنا ارتأيت البدء با لاشارة، إلى تأثير الأيديولوجيات والإنتكاسات السياسية على الوضع الثقافي عموما الأمر الذي يفضي إلى ضرورة البحث عن الذات الثقافية العربية، من أين؟ وإلى أين؟ ما لها؟ وما عليها؟ كيف؟ ولماذأ؟ وليس من باب وضع القيود على العقل العربي، وثقافته بل من أجل ألا يضيع هذا العقل، ولا تضيع ثقافته في غياهب التغييب والتضليل والتعتيم فتتوه تحت بريق التسلط الثقافي الغربي. حيث أن المثقف العربي لم يتوان، عن الاضطلاع على العديد من التنويعات الثقافية الغربية، ولم ينكر على الآخر حضوره الثقافي - الذي كان يتمحور في كثير من الحالات - حول نظريات ورهانات وتداعيات وتجريبات ضمن آليات مهندسة ومنتظمة الأمرالذ ي يغني الثقافة العربية لكن شريطة ألا تقع تحت وطأة ستبداد هذا الحضور الثقافي الغربي والذي ينعكس سلبا على عملية بناء الجسور الثقافية بين الأطياف و نستنتج مما سبق أن المثقف العربي ما زال من وجهة نظري الخاصة - كالباحث عن ظله فيما أن ظله يتبعه. فهو حتى حين يمسك به أو يتلبسه يكاد لا يراه. طبعا هذا قد ينطبق على بعض المثقفين و يستثنى البعض الآخر فالتعميم خطأ فادح حيث يصح لي القول (بان المثقف العربي يرى إلى ثقافته من خلال مرايا مقعرة) اي من خلال قدع ثقافي وسياسي من خلال قدع يريه الغير البعيد فلا يرى ذاته. يزهد بالقريب ويشكك به مدونا لثقافته - في كثير من الحالات - هزائم استباقية -أي بصريح العبارة - ما زال مثقفنا يروج لسواه محاولا طمس معالم ثقافته الخاصة إنها حالة من انعدام الوزن حالة من حالات التبعية الثقافية التي لم يتخلص اشخاصها بعد من عقدة النقص فعلى الرغم من انفتاحنا على الثقافات الغربية التي تتصدر بطون كتبنا وصدور صحفنا لم نسع إلى أن تكون ثقافتنا مؤثرة هي الأخرى وسبل التأثير عديدة بحاحة إلى بحث خاص ولعل أهمها التركيز على النتاجات الثقافية الواعية الواثقة التي تساهم في عملية تطور المشهد الثقافي العربي وتحسين ادائه والدفع بركبه قدما ليتخذ مكانة مرموقة ضمن الحراك الثقافي الخاص والعالمي محاولة الابتكار لا التقليد الأعمى ولأني لست بموضع الضابط ولا الناصح سوف اكتفي بالإشارة لبعض النقاط التي يمكن ان يتلمسها أي مثقف نخبوي حيث لا يمكن أن نطعم ذائقتنا الثقافية بنتاجات ثقافات أخرى متنوعة إن لم نكن في نجوة من الإندفاع العمائي والمرضي نحوها وبحمية حقيقية من التبعية لها؟؟ لن اتحدث عن مثقف الدولة ودوره في هذه العجالة لان هذا بحث خاص هو الآخر يحتاج أن نفرد له ملفا خاصا لأنه بالفعل بحاجة الى دراسة مستفيضة ولكن هذا لن يمنعني من الإشارة إلى: 1_ أن توسيع عملية ترجمة نتاجات مثقفينا وذلك بوضع آليات لتسهيل هذه العملية زمنيا وماليا وأمنيا سوف يساهم بشكل إيجابي في عملية تأثيرنا الثقافي على الثقافات الأخرى وسيوسع من رقعة دور ثقافتنا وأهميتها ضمن المنظومة الثقافية العالمية على أن يتم اختيار الترجمات من قبل قامات ثقافية شاهقة ومعلمة ونزيهة ليتعرف الغرب على نتاجنا من خلال مثقفينا الحقيقيين لا من خلال من يزمر لهم الاعلام المأجور ويطبل ولا من خلال مثقفيه بل موظفيه إن صح التعبير. 2_ أن نعنى بنتاج مبدعينا أولا فلا نحتفل بمئوية مدام بوفاري على سبيل المثال لا الحصر على حساب مئات الأعمال الثقافية المحلية المكدسة في الادراج بل مئات الروايات الرائعة العظيمة التي لم تر النور مهملة طي النسيان الأسباب عديدة أهمها ضيق ذات يد المثقف و جشع دور النشرالتي باتت تسوق لأعمال ثقافية غاية بالاسفاف اندفاعا وراء الكسب غير المشروع والانغماس المرضي بتسليع الثقافة وتبضيعها مع استثناء بعض الدور التي ما زالت تقيم وزنا لقيمة العمل الثقافي وغنه لفجع حقا أن ندرك أن عدد الكتب المطبوعة في اللعة الإسبانية في عام واحد يفوق عدد الكتب المطبوعة باللغة العربية من زمن العصر العباسي حتى يومنا هذا حسبما ذكر الكاتب سفيان الخزرجي. إذن كما ننشر ونترجم للثقافات الأخرى ينبغي أن نحظى بحق نشر وترجمة نتاجنا الثقافي المحلي الجيد. 3_ أن نعمل على أن يكون نتاجنا الثقافي المحلي بمستوى التأثير شكلا ومضمونا فلا نهمل على سبيل المثال أول رواية رقمية للكاتب الروائي المبدع محمد سناجلة كذلك أن لا نقف مشدوهين فاغري الفم أمام أية رواية غربية مهملين ابداعاتنا المحلية فلنقرأ معا على سبيل المثال التالي: لا تغلقي الهواء بوجهي دعيني أطاردك في حدائق الموبايل كلما لمستك من أرقامك في الموبايل أشعر كأنني أمتطي حصانا من الشجن هذه المقاطع إنها ليست لكاتب فنلندي يود تسجيل السبق في عالم الكتابة الرقمية إنها مقاطع من قاموس العاشقين للشاعر العراقي أسعد الجبوري الذي قدم ألف رسالة عشق عبر الموبايل أي إنها بالواقع تجربة متطورة حاولت زج الشعر في قلوب الناس وإدخاله إلى غرف نومهم هل ثمة دور نشر أو شركات تبنت هذا العمل أسوة بدار نشر بنغوين والحديث هنا يطول ويطول كذلك قصيدة الكومبيوتر يا زوجي الموبايل يا حبي ليست يالسيرة الذاتية للشاعرة ولا هي قصة صغيرة جدا لناتالي ساروت ولا مقاطع لايملي ديكنسون إنها لكاتبة هذه الكلمات. ولأني لا أهدف بذكر المثالين الترويج لعملينا أعودلاشير إلى ضرورة متابعة المستجدات التي تطرأ على نتاجات مثقفينا مع النظر باهتمام كبيرلقيمتها القيمية سواء على الصعيد المحلي أو العالمي كيلا نساهم في طمس معالمها وكي نساهم في دفعها باتجاه التخلص من عقد النقص القديمة التي حاول الغرب أن يكرسها راصدا لها الكثير الكثير ولاسباب اقتصادية بحتة.
العدالة العراقية
نص منقول عن
Fadia Al-Khechen
العدالة العراقية
فاديا الخشن..ثمة حقائق تتعلق بالمشهد الثقافي العربي الراهن ترتسم بالأفق ،على ضوء الرهانات الثقافية التي تمهد لطموحات ثقافية عديدة، وتوسع لاستحقاقات، تتعلق بإشكالية العلاقة بين ما ينبض من ثقافتنا على أرض
الواقع، وما يتطلع إليه المثقف الواعي. ولأني لست شغوفة بالعمل التنظيري حول الوضع الثقافي العربي عبر بعده الكارثي، ولأني مع توسيع رقعة المساهمة، في رفع سقف الشخصية الثقافية العربية، مع الابتعاد عن العقل التبريري، الذي قد يضعها في حالة من المراوحة والاستوثان. من هنا ارتأيت البدء با لاشارة، إلى تأثير الأيديولوجيات والإنتكاسات السياسية على الوضع الثقافي عموما الأمر الذي يفضي إلى ضرورة البحث عن الذات الثقافية العربية، من أين؟ وإلى أين؟ ما لها؟ وما عليها؟ كيف؟ ولماذأ؟ وليس من باب وضع القيود على العقل العربي، وثقافته بل من أجل ألا يضيع هذا العقل، ولا تضيع ثقافته في غياهب التغييب والتضليل والتعتيم فتتوه تحت بريق التسلط الثقافي الغربي. حيث أن المثقف العربي لم يتوان، عن الاضطلاع على العديد من التنويعات الثقافية الغربية، ولم ينكر على الآخر حضوره الثقافي - الذي كان يتمحور في كثير من الحالات - حول نظريات ورهانات وتداعيات وتجريبات ضمن آليات مهندسة ومنتظمة الأمرالذ ي يغني الثقافة العربية لكن شريطة ألا تقع تحت وطأة ستبداد هذا الحضور الثقافي الغربي والذي ينعكس سلبا على عملية بناء الجسور الثقافية بين الأطياف و نستنتج مما سبق أن المثقف العربي ما زال من وجهة نظري الخاصة - كالباحث عن ظله فيما أن ظله يتبعه. فهو حتى حين يمسك به أو يتلبسه يكاد لا يراه. طبعا هذا قد ينطبق على بعض المثقفين و يستثنى البعض الآخر فالتعميم خطأ فادح حيث يصح لي القول (بان المثقف العربي يرى إلى ثقافته من خلال مرايا مقعرة) اي من خلال قدع ثقافي وسياسي من خلال قدع يريه الغير البعيد فلا يرى ذاته. يزهد بالقريب ويشكك به مدونا لثقافته - في كثير من الحالات - هزائم استباقية -أي بصريح العبارة - ما زال مثقفنا يروج لسواه محاولا طمس معالم ثقافته الخاصة إنها حالة من انعدام الوزن حالة من حالات التبعية الثقافية التي لم يتخلص اشخاصها بعد من عقدة النقص فعلى الرغم من انفتاحنا على الثقافات الغربية التي تتصدر بطون كتبنا وصدور صحفنا لم نسع إلى أن تكون ثقافتنا مؤثرة هي الأخرى وسبل التأثير عديدة بحاحة إلى بحث خاص ولعل أهمها التركيز على النتاجات الثقافية الواعية الواثقة التي تساهم في عملية تطور المشهد الثقافي العربي وتحسين ادائه والدفع بركبه قدما ليتخذ مكانة مرموقة ضمن الحراك الثقافي الخاص والعالمي محاولة الابتكار لا التقليد الأعمى ولأني لست بموضع الضابط ولا الناصح سوف اكتفي بالإشارة لبعض النقاط التي يمكن ان يتلمسها أي مثقف نخبوي حيث لا يمكن أن نطعم ذائقتنا الثقافية بنتاجات ثقافات أخرى متنوعة إن لم نكن في نجوة من الإندفاع العمائي والمرضي نحوها وبحمية حقيقية من التبعية لها؟؟ لن اتحدث عن مثقف الدولة ودوره في هذه العجالة لان هذا بحث خاص هو الآخر يحتاج أن نفرد له ملفا خاصا لأنه بالفعل بحاجة الى دراسة مستفيضة ولكن هذا لن يمنعني من الإشارة إلى: 1_ أن توسيع عملية ترجمة نتاجات مثقفينا وذلك بوضع آليات لتسهيل هذه العملية زمنيا وماليا وأمنيا سوف يساهم بشكل إيجابي في عملية تأثيرنا الثقافي على الثقافات الأخرى وسيوسع من رقعة دور ثقافتنا وأهميتها ضمن المنظومة الثقافية العالمية على أن يتم اختيار الترجمات من قبل قامات ثقافية شاهقة ومعلمة ونزيهة ليتعرف الغرب على نتاجنا من خلال مثقفينا الحقيقيين لا من خلال من يزمر لهم الاعلام المأجور ويطبل ولا من خلال مثقفيه بل موظفيه إن صح التعبير. 2_ أن نعنى بنتاج مبدعينا أولا فلا نحتفل بمئوية مدام بوفاري على سبيل المثال لا الحصر على حساب مئات الأعمال الثقافية المحلية المكدسة في الادراج بل مئات الروايات الرائعة العظيمة التي لم تر النور مهملة طي النسيان الأسباب عديدة أهمها ضيق ذات يد المثقف و جشع دور النشرالتي باتت تسوق لأعمال ثقافية غاية بالاسفاف اندفاعا وراء الكسب غير المشروع والانغماس المرضي بتسليع الثقافة وتبضيعها مع استثناء بعض الدور التي ما زالت تقيم وزنا لقيمة العمل الثقافي وغنه لفجع حقا أن ندرك أن عدد الكتب المطبوعة في اللعة الإسبانية في عام واحد يفوق عدد الكتب المطبوعة باللغة العربية من زمن العصر العباسي حتى يومنا هذا حسبما ذكر الكاتب سفيان الخزرجي. إذن كما ننشر ونترجم للثقافات الأخرى ينبغي أن نحظى بحق نشر وترجمة نتاجنا الثقافي المحلي الجيد. 3_ أن نعمل على أن يكون نتاجنا الثقافي المحلي بمستوى التأثير شكلا ومضمونا فلا نهمل على سبيل المثال أول رواية رقمية للكاتب الروائي المبدع محمد سناجلة كذلك أن لا نقف مشدوهين فاغري الفم أمام أية رواية غربية مهملين ابداعاتنا المحلية فلنقرأ معا على سبيل المثال التالي: لا تغلقي الهواء بوجهي دعيني أطاردك في حدائق الموبايل كلما لمستك من أرقامك في الموبايل أشعر كأنني أمتطي حصانا من الشجن هذه المقاطع إنها ليست لكاتب فنلندي يود تسجيل السبق في عالم الكتابة الرقمية إنها مقاطع من قاموس العاشقين للشاعر العراقي أسعد الجبوري الذي قدم ألف رسالة عشق عبر الموبايل أي إنها بالواقع تجربة متطورة حاولت زج الشعر في قلوب الناس وإدخاله إلى غرف نومهم هل ثمة دور نشر أو شركات تبنت هذا العمل أسوة بدار نشر بنغوين والحديث هنا يطول ويطول كذلك قصيدة الكومبيوتر يا زوجي الموبايل يا حبي ليست يالسيرة الذاتية للشاعرة ولا هي قصة صغيرة جدا لناتالي ساروت ولا مقاطع لايملي ديكنسون إنها لكاتبة هذه الكلمات. ولأني لا أهدف بذكر المثالين الترويج لعملينا أعودلاشير إلى ضرورة متابعة المستجدات التي تطرأ على نتاجات مثقفينا مع النظر باهتمام كبيرلقيمتها القيمية سواء على الصعيد المحلي أو العالمي كيلا نساهم في طمس معالمها وكي نساهم في دفعها باتجاه التخلص من عقد النقص القديمة التي حاول الغرب أن يكرسها راصدا لها الكثير الكثير ولاسباب اقتصادية بحتة.
العدالة العراقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق