الأحد، 30 مارس 2014

الصمت الناطق.../ مقال .../ الكاتب .../ محمد لفطيسي .../ المغرب ....

الصمت الناطق
وجوه تحمل ألف علامة نطق، تجلس، تركب، تدور، تحلق. هي بألف صمت ناطق...
قيل في زمن لم يكتب تاريخه، هذا شعب بهوية مزدوجة، ولكن المؤرخ انتحر بمجرد انهاء الجملة؛ لأن قلمه لم يعتد أن يلتبس له المعنى...
قرر الحكيم الذي كشف عن الجثة أن يدقق في التاريخ الذي بدأ الرجل في كتابته، فكانت الفاجعة مزدوجة، فقد الحكيم عقله عند أول تجربة خضته.
كان الناس في شوارع الاعتباط عقلاء في الظاهر، حمقى في الشطارة والعبارة والحضارة؛ فمن يأكل على غير جوع، وبدون توقيت لازم، ومن يشبع بغير شبع موصوف، ومن يصوم من غير هدف مقصود. كانت الفضيلة تحث على الرذيلة باحتيال، وتبرم النصر لدعم الخساسة في جنح الظلام، واعتمد النفاق محاميته المجاملة بفطنة البلادة، والفطرة اعتذرت لحضور عقيقة التطهير.
في جمعهم الملتف في ساحات الاجتماع العام، يرفض الأغلب منهم النصيحة لانها مدوية، ويقبلون دوي مدافع الظلم، ويشحذون سكاكين الهجوم على النجاح؛ ويعللون" ولد الحرام..الكلبة..لمساخيط.."
وفي السر حقد دفين على الكلام وعلى الصمت، وبينهما همهمات الصمت الناطق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق