تم الزواج يوم 3/6/1921 وعادا الزوجان الشابان إلى أرض الوطن بعد أن قضيا شهر عسل ممتع وهادئ بين طبيعة وشواطئ مدينة نيس الجميلة، عادا ليجدا الفيللا تشع بالأنوار المتموجة ذات الألوان المختلفة التي مدت أسلاكها الكهربائية على سور الحديقة فتشابكت وتعانقت مع أشجار الفواكه الموجودة بالحديقة وكذا مع بعض شجر الورد والياسمين، والموسيقى الأندلسية التي تملأ المكان صخبا، والكل يتمايل معها أو يصفق بيديه أو يضرب الأرض برجليه بهدوء ونظام انسجاما مع الموسيقى.
كانت الفيللا تعج بالمدعوين المنتشرين في أرجاء الحديقة الفيحاء، هنا وهناك جماعات وأزواج فرحين مبتهجين يتجاذبون الأحاديث المختلفة، لكنها تدور في الغالب حول التواجد الأوربي الآثم داخل التراب الوطني، وكل يبدي رأيه حول هذا التوسع الإمبريالي اللامعقول الذي جعل من الدول العربية سوقا كبيرا لتوريد كل ما يطمح له من خام ومواد أولية وكذا التقسيم الإجرامي الذي تتعرض له هذه الدول لأجل تفريق وحدتها وإضعاف سيادتها
وقوتها حتى يجثم عليها كأسد ضار حين يجثم على فريسته المريضة الضعيفة......
هذه الإمبريالية الإستعمارية التي استولت على كل ما هو جميل في حياة الإنسان العربي الذي شب على البساطة والصدق الطبيعي من خلال معانقته لكل ما هو فطري وطبيعي في هذه الحياة...
كان في استقبال العروسين اللذين أذهلتهما المفاجأة غير المنتظرة، الوالد الحنون السيد صالح البدوي الذي رحب بهما بترحاب كبير وفرحة عارمة مهنئا ومباركا هذه الزيجة السعيدة التي يتمنى منها الخير والذرية الصالحة، التي يتعطش لها، لضمها، لمداعبتها وملاعبتها، للانضمام إلى عالمها الصغير.
الحلقة الثالثة
بقلم خديجة منادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق