الكاتب الديني
الكاتب الديني هو الذي يكتب موضوعا دراميا دينيا . وهذا النوع من اكثر الأنواع خطورة والتزاما وحذرا لأنه يتعامل مع ما يعتقد به المشاهد وما يؤمن به وما يتخذه منهجا مقدسا لحياته وما لهذا الموضوع من طرح اذا كان بالإمكان الخطاء أو الاجتهاد في المواضيع الأخرى فهنا لابد من أن يكون الكاتب بدرجة وعي كبيرة والتزام اكبر في اختيار المفردة أو التركيبة الجملية في الحوار ناهيك عن الموضوع المتناول والشخصيات التي تجسد هذا الموضوع والبناء الدرامي للأحداث . يجب على الكاتب أن يكون مؤهلا فكريا وسلوكيا لتقديم مادة درامية لا تخضع إلى الإساءة لمعتقد أو رمز ولا تنحاز إلى فئة دون أخرى ولا تترجم الأحداث إلى ما يثير الإساءة أو النظرة القاصرة لمجريات الأحداث وتدخل الرأي الشخصي غير المستند على حقائق منطقية والمشاهد بأمس الحاجة لتلقي معلومات روحية ناضجة صادقة من خلال أعمال درامية توفر له أجواء الاطمئنان. وهذا لا يتأتى إلا من خلال :
1- عمق إدراك الكاتب بالموضوع الذي يطرحه إدراكا علميا دقيقا .
2 -الابتعاد عن كل ما يثير الشك أو الظنون أو يتقبل التأويلات .
3 -دعم الموضوع المطروح بالنصوص والروايات المعتمدة .
4 - الابتعاد عن الآراء الشخصية وغير المقبولة عند طرف من الأطراف إلا بالأدلة والحجج الدامغة.
5 -الابتعاد عن كل ما من شانه أن يولد الفرقة والعداء أو التعصب .
6- تناول الجوانب المضيئة والم حركة للمشاعر نحو الاخوة والتضامن .
7-ان لا ينسى الظروف المحيطة به في تناول الموضوع .
وهذا يؤكد لنا بان الكاتب يجب أن يكون بمواصفات خاصة تختلف عن مواصفات عامة للكاتب الدرامي لكي يقدم فكر يحمل قيم روحية وقدسية مجسدة في أحداث وشخوص تستطيع أن تؤدي عملها في التأثير الوجداني وهي بذلك لابد من أن تؤدي بهذا الكاتب أن يبذل جهدا غير اعتيادي في البحث والدراسة .
والنقاش ليتسنى له طرح موضوعه بشكل ناجح ومقبول . ولا يكفي أن يدعي البعض بنجاح عمل هنا أو هناك بالاعتماد على أهل الاختصاص من العلماء ( أشخاص أو جمعيات أو مؤسسات ) ومهما كان عمله ناجحا فان الكاتب المتخصص في علوم الدين إذا كتب في الدراما الدينية لابد من أن يكون عمله اكثر نجاحا لأنه اكثر دقة واكثر صدقا مثله مثل غيره من الاختصاصات .وهنا لابد من الإشارة إلى أن الكاتب الديني أيضا يمكن أن نتوسع في تصنيفه إلى كاتب شخصيات دينية وكاتب حوادث دينية وربما كاتب تشريع أو فقه وغير ذلك أيضا . ليكون هنالك تخصص دقيق اكثر ملائمة لكتابة الدراما . وهذا ليس غريبا كما يظنه البعض أو يعتقد بان هذا بعيد عن الواقع ولا يشكل الحقيقة التي تقول بان كل كاتب درامي يستطيع أن يكتب في أي موضوع وفي كل الاختصاصات وهنا ينسى أن العالم يسير نحو التخصص الدقيق والتحولات السريعة في وسائل الاتصال وتفرعاتها والعلوم يجعل من هذا الفن واحدا الضروريات التي لابد وان يتحقق فيه الاختصاص الدقيق لكي يعطي ثمارا اكثر نضجا واكبر فائدة فكاتب الحوادث غير كاتب الشرع وغير كاتب الفقه ولا يشبه الكاتب التعليمي في هذا المجال . فالحوادث التي مرت على الأقوام والشعوب لها ارتباطات تاريخية وتأثيرات مستقبلية ألقت بظلالها على أجيال تلك الأقوام وأولئك الشعوب . وصارت جزءا من مكونات شخصيتها ومنهلا يرجع إليها وقت الحاجة . وهذا ما يجعل الكاتب أن يكون اكثر مصداقية وأدق علمية عندما يكون متخصصا بتلك الأحداث في مناقشتها ومطابقتها للروايات المختلفة والوقوف على الحقائق وتفاصيلها ما دام هنالك من تعامل معها وفق معطيات كثيرة جعلت قلمه يسير وفق تلك المعطيات لتكون بين أيدي الأجيال . وقد تنوعت وتلونت وانتشر الضباب حولها وكذلك الشخصيات التي اختلف في تقييمها وإعطاءها حقها بعيدا عن التأثيرات . وحتى علوم وطقوس وأدبيات تلك الأقوام والشعوب لم تسلم من تلك المعطيات . وهنا يبرز دور الكاتب الدرامي ليستل الحادثة أو الشخصية من بين التراكمات لينفض عنها الغبار ويبعد عنها الضبابية ويقدمها درسا معاصرا بعيدا عن الانحياز والاستسلام لما قدمه الآخرون والسير على خطاهم وسط ذلك الضباب أو وفق تلك الاجتهادات والآراء غير المرتكزة على الأمانة التاريخية والمستفيضة بالبحث والدراسة والنقاش . وهذا ما يجعل الأديان والمعتقدات اكثر وضوحا واقرب فهما واسهل إدراكا . وبالتالي كشفا للحقائق وتنقيتها مما علق بها خلال تبادل الحقب وتأثير تلك الحقب عليها من فكر معادي أو مداهن أو مغالي ليكون الحدث أو الشخصية وغيرها اكثر وضوحا واقرب للحقيقة .
ومن التجارب أن فريق أو فرد من المتخصصين يقدم موضوعا إلى جهة إنتاجية أو إلى كاتب درامي بطريقة تتناسب والمادة العلمية والجهة التي تقدمها . ويكون الطرف المتخصص مواكبا للعمل بصفة مستشار ولا تنتهي مسئوليته عند مراجعة النص . وهذا ينطبق على الأنواع الأخرى من تاريخية أو تراثية أو تعليمية التي سنتحدث عنها .
-----------------------------------------------
من كتابي ( فن الكتابة ) طبع 2009
الكاتب الديني هو الذي يكتب موضوعا دراميا دينيا . وهذا النوع من اكثر الأنواع خطورة والتزاما وحذرا لأنه يتعامل مع ما يعتقد به المشاهد وما يؤمن به وما يتخذه منهجا مقدسا لحياته وما لهذا الموضوع من طرح اذا كان بالإمكان الخطاء أو الاجتهاد في المواضيع الأخرى فهنا لابد من أن يكون الكاتب بدرجة وعي كبيرة والتزام اكبر في اختيار المفردة أو التركيبة الجملية في الحوار ناهيك عن الموضوع المتناول والشخصيات التي تجسد هذا الموضوع والبناء الدرامي للأحداث . يجب على الكاتب أن يكون مؤهلا فكريا وسلوكيا لتقديم مادة درامية لا تخضع إلى الإساءة لمعتقد أو رمز ولا تنحاز إلى فئة دون أخرى ولا تترجم الأحداث إلى ما يثير الإساءة أو النظرة القاصرة لمجريات الأحداث وتدخل الرأي الشخصي غير المستند على حقائق منطقية والمشاهد بأمس الحاجة لتلقي معلومات روحية ناضجة صادقة من خلال أعمال درامية توفر له أجواء الاطمئنان. وهذا لا يتأتى إلا من خلال :
1- عمق إدراك الكاتب بالموضوع الذي يطرحه إدراكا علميا دقيقا .
2 -الابتعاد عن كل ما يثير الشك أو الظنون أو يتقبل التأويلات .
3 -دعم الموضوع المطروح بالنصوص والروايات المعتمدة .
4 - الابتعاد عن الآراء الشخصية وغير المقبولة عند طرف من الأطراف إلا بالأدلة والحجج الدامغة.
5 -الابتعاد عن كل ما من شانه أن يولد الفرقة والعداء أو التعصب .
6- تناول الجوانب المضيئة والم حركة للمشاعر نحو الاخوة والتضامن .
7-ان لا ينسى الظروف المحيطة به في تناول الموضوع .
وهذا يؤكد لنا بان الكاتب يجب أن يكون بمواصفات خاصة تختلف عن مواصفات عامة للكاتب الدرامي لكي يقدم فكر يحمل قيم روحية وقدسية مجسدة في أحداث وشخوص تستطيع أن تؤدي عملها في التأثير الوجداني وهي بذلك لابد من أن تؤدي بهذا الكاتب أن يبذل جهدا غير اعتيادي في البحث والدراسة .
والنقاش ليتسنى له طرح موضوعه بشكل ناجح ومقبول . ولا يكفي أن يدعي البعض بنجاح عمل هنا أو هناك بالاعتماد على أهل الاختصاص من العلماء ( أشخاص أو جمعيات أو مؤسسات ) ومهما كان عمله ناجحا فان الكاتب المتخصص في علوم الدين إذا كتب في الدراما الدينية لابد من أن يكون عمله اكثر نجاحا لأنه اكثر دقة واكثر صدقا مثله مثل غيره من الاختصاصات .وهنا لابد من الإشارة إلى أن الكاتب الديني أيضا يمكن أن نتوسع في تصنيفه إلى كاتب شخصيات دينية وكاتب حوادث دينية وربما كاتب تشريع أو فقه وغير ذلك أيضا . ليكون هنالك تخصص دقيق اكثر ملائمة لكتابة الدراما . وهذا ليس غريبا كما يظنه البعض أو يعتقد بان هذا بعيد عن الواقع ولا يشكل الحقيقة التي تقول بان كل كاتب درامي يستطيع أن يكتب في أي موضوع وفي كل الاختصاصات وهنا ينسى أن العالم يسير نحو التخصص الدقيق والتحولات السريعة في وسائل الاتصال وتفرعاتها والعلوم يجعل من هذا الفن واحدا الضروريات التي لابد وان يتحقق فيه الاختصاص الدقيق لكي يعطي ثمارا اكثر نضجا واكبر فائدة فكاتب الحوادث غير كاتب الشرع وغير كاتب الفقه ولا يشبه الكاتب التعليمي في هذا المجال . فالحوادث التي مرت على الأقوام والشعوب لها ارتباطات تاريخية وتأثيرات مستقبلية ألقت بظلالها على أجيال تلك الأقوام وأولئك الشعوب . وصارت جزءا من مكونات شخصيتها ومنهلا يرجع إليها وقت الحاجة . وهذا ما يجعل الكاتب أن يكون اكثر مصداقية وأدق علمية عندما يكون متخصصا بتلك الأحداث في مناقشتها ومطابقتها للروايات المختلفة والوقوف على الحقائق وتفاصيلها ما دام هنالك من تعامل معها وفق معطيات كثيرة جعلت قلمه يسير وفق تلك المعطيات لتكون بين أيدي الأجيال . وقد تنوعت وتلونت وانتشر الضباب حولها وكذلك الشخصيات التي اختلف في تقييمها وإعطاءها حقها بعيدا عن التأثيرات . وحتى علوم وطقوس وأدبيات تلك الأقوام والشعوب لم تسلم من تلك المعطيات . وهنا يبرز دور الكاتب الدرامي ليستل الحادثة أو الشخصية من بين التراكمات لينفض عنها الغبار ويبعد عنها الضبابية ويقدمها درسا معاصرا بعيدا عن الانحياز والاستسلام لما قدمه الآخرون والسير على خطاهم وسط ذلك الضباب أو وفق تلك الاجتهادات والآراء غير المرتكزة على الأمانة التاريخية والمستفيضة بالبحث والدراسة والنقاش . وهذا ما يجعل الأديان والمعتقدات اكثر وضوحا واقرب فهما واسهل إدراكا . وبالتالي كشفا للحقائق وتنقيتها مما علق بها خلال تبادل الحقب وتأثير تلك الحقب عليها من فكر معادي أو مداهن أو مغالي ليكون الحدث أو الشخصية وغيرها اكثر وضوحا واقرب للحقيقة .
ومن التجارب أن فريق أو فرد من المتخصصين يقدم موضوعا إلى جهة إنتاجية أو إلى كاتب درامي بطريقة تتناسب والمادة العلمية والجهة التي تقدمها . ويكون الطرف المتخصص مواكبا للعمل بصفة مستشار ولا تنتهي مسئوليته عند مراجعة النص . وهذا ينطبق على الأنواع الأخرى من تاريخية أو تراثية أو تعليمية التي سنتحدث عنها .
-----------------------------------------------
من كتابي ( فن الكتابة ) طبع 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق