شعر / رياض الدليمي
بين شرقٍ وغربٍ
يَكتبُ الحوتُ مسلاتهِ
بِلّونِ جفنٍ ازرقٍ
يَميلُ في لحظةِ الوهجِ
إلى ألوانٍ سبعْ .
يقصُ حكايةَ مآتمِ
سواحلَ الأطلسِ
وكيفَ اِغتصبَ الموجَ
وهدرَ دمَ الجوزِ والبلوطِ .
يحكي
عن أجسادٍ شرقيَّةٍ تَسَمنتْ باليودِ
وبمساحيقِ فساتينِ الثعابينْ
لقد حَمّرتْ الأطلسياتُ شفاههنَّ
بِلونِ الطحالبِ الحُمرِ .
لم يسمعْ الشرقيُّ صوتَ أنثى
أو عقربةً صحراويَّةً عانساً ،
تنادي هيتَ لكْ ....
صرخوا
جئنا إليكنَّ بِجلودِنا المقهورةِ
وعيونٍ جَفَّ دمعُها
ساهرةً على حيتانِ الأنبياءِ
وشقاوةِ الآلهةِ .
جئنا
بِوجوهِنا المكفهرّةِ
وعشقِنا لسمرةِ التينِ ،
نلوذُ بأرواحِنا التي أُنتهكتْ في حضرةِ الأنبياءِ
وقداسةِ الزقوراتِ
أُنتهكتْ بأِسمِ الإسفارِ
والأذكارِ
بأِسمِ نُعومةِ العَنبرِ
وعطورِ القشِ والطلعِ
ومراضاةِ الآلهةِ .
جئنا يا بناتُ طارق
عندَ مضايقِ البحارِ
نتوسدُ الطحالبَ
هنا
نبحثُ عن وطنٍ مهاجرٍ
مثلنا
بين شرقٍ وغربٍ
لاجئاً من غزارةِ المطرِ
وحِلكةِ ليلٍ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق