مداخلتي في أصبوحة المتنبي
الحلاج ومحاولة تفجير اللغة
مايهمني في هذا الأرث التاريخي بالأضافة الى البعد الوجودي المتمثل بأليات الكشف الصوفي والبعد السياسي الذي أوصلَ الحلاج الى هذه النهاية المُفجعة هو البعد اللغوي لهذه التجربة شعرا ونثرا ...
أن أهم مايميز هذه التجربة هو التجريب ومحاولة تفجير اللغة ,والمراد بمحاولة تفجير اللغة هو سعيه للتخلص التام من أساليب الصياغة اللغوية الشائعة في عصره وطموحه الكبير الى استبدال اللفظ الذي أهترئ من كثرة التداول بلفظ يتخلق بحرية من خلال السياق الجديد في خلق المعاني والصور الجديدة واستخدام التدوير في اللغة ..
أن الأبداع اللغوي عند الحلاج ذاتي بأمتياز هذه الذاتية جعلته ينفرد بأيجاد تراكيب لغوية غير متداولة في الشعر العربي مثل(ياعين عين وجودي) أو (ياكل كلي)..حيث يقول
ياعين عين وجودي يامدى هممي .........يامنطقي وعباراتي وايمائي
ياكل كلي وياسمعي ويابصري.............ياجملتي وتباعيضي واجزائي
ويقول
ياجملة الكل التي كلها..............أحبُ من بعضي ومن سائري
هذا لايعني ان الحلاج بقى حبيس هذا التشكيل اللغوي انما تضخم الأنا المرتبطة بالنور الألهي هي التي تدعوه الى مثل هذا التشكيل اللغوي لكنه لايجد ضيرا في أن يعود الى الرومانسية الجميلة ليعطي بعدا جماليا وصورا اكثر قربا من الأخر كما في قصيدته المشهورة
والله ماطلعت شمسٌ ولاغربُت......الا وحبكَّ مقرونٌ بأنفاسي
ويختمها بهذا البيت الذي نسبوه خطئا لأبي نؤاس
مالي وللناس كم يلحونني سفها......ديني لنفسي ودين الناس للناس
بلغ الحلاج أقصى غايات الأنفجار اللغوي من خلال النص النثري الوحيد الذي وصل الينا والذي يعد واحدا من اروع النصوص التي انتجها التصوف على مدار الزمن (كتاب الطواسين)
يعتبر الحلاج أن الحروف هي المادة الأولية للوجود قبل ان تكون المادة الأولية في اللغة وان الرموز التي تشكلها هذه الحروف تمثل لب الحقيقة ,هذه الحقيقة التي لايمكن أدراكها الا من خلال النسب والأضافات للذات الأولى ولن تحصل على صيرورتها الااذا أضفناها للذات الألهية الموجودة في الأزل..
ربما ماقدمة في فصل (طاسين الأزل والألتباس) في تحليله لأسم أحد ملائكته (عز وجل) وهو (عزازيل) يعطي مثالا نحو اسلوبه المبتكر في التحليل الوجودي للأسم حيث يقول
(الألف أزادة في ألفته والزاي الثانية لزهدة في رتبته والياء حيث يهوي الى صحيفته واللام لمجادلته في تلبيته )
على هذا النحو سعى الحلاج الى الرجوع الى بكارة اللغة ومادتها الأولى (الحروف) والى دلالات المفردة المميزة لحقيقة الشئ(الأسم) ليفتح بابا عظيما سوف يُعرف في التراث العربي بعلم(الأسماء والحروف)
الحلاج ومحاولة تفجير اللغة
مايهمني في هذا الأرث التاريخي بالأضافة الى البعد الوجودي المتمثل بأليات الكشف الصوفي والبعد السياسي الذي أوصلَ الحلاج الى هذه النهاية المُفجعة هو البعد اللغوي لهذه التجربة شعرا ونثرا ...
أن أهم مايميز هذه التجربة هو التجريب ومحاولة تفجير اللغة ,والمراد بمحاولة تفجير اللغة هو سعيه للتخلص التام من أساليب الصياغة اللغوية الشائعة في عصره وطموحه الكبير الى استبدال اللفظ الذي أهترئ من كثرة التداول بلفظ يتخلق بحرية من خلال السياق الجديد في خلق المعاني والصور الجديدة واستخدام التدوير في اللغة ..
أن الأبداع اللغوي عند الحلاج ذاتي بأمتياز هذه الذاتية جعلته ينفرد بأيجاد تراكيب لغوية غير متداولة في الشعر العربي مثل(ياعين عين وجودي) أو (ياكل كلي)..حيث يقول
ياعين عين وجودي يامدى هممي .........يامنطقي وعباراتي وايمائي
ياكل كلي وياسمعي ويابصري.............ياجملتي وتباعيضي واجزائي
ويقول
ياجملة الكل التي كلها..............أحبُ من بعضي ومن سائري
هذا لايعني ان الحلاج بقى حبيس هذا التشكيل اللغوي انما تضخم الأنا المرتبطة بالنور الألهي هي التي تدعوه الى مثل هذا التشكيل اللغوي لكنه لايجد ضيرا في أن يعود الى الرومانسية الجميلة ليعطي بعدا جماليا وصورا اكثر قربا من الأخر كما في قصيدته المشهورة
والله ماطلعت شمسٌ ولاغربُت......الا وحبكَّ مقرونٌ بأنفاسي
ويختمها بهذا البيت الذي نسبوه خطئا لأبي نؤاس
مالي وللناس كم يلحونني سفها......ديني لنفسي ودين الناس للناس
بلغ الحلاج أقصى غايات الأنفجار اللغوي من خلال النص النثري الوحيد الذي وصل الينا والذي يعد واحدا من اروع النصوص التي انتجها التصوف على مدار الزمن (كتاب الطواسين)
يعتبر الحلاج أن الحروف هي المادة الأولية للوجود قبل ان تكون المادة الأولية في اللغة وان الرموز التي تشكلها هذه الحروف تمثل لب الحقيقة ,هذه الحقيقة التي لايمكن أدراكها الا من خلال النسب والأضافات للذات الأولى ولن تحصل على صيرورتها الااذا أضفناها للذات الألهية الموجودة في الأزل..
ربما ماقدمة في فصل (طاسين الأزل والألتباس) في تحليله لأسم أحد ملائكته (عز وجل) وهو (عزازيل) يعطي مثالا نحو اسلوبه المبتكر في التحليل الوجودي للأسم حيث يقول
(الألف أزادة في ألفته والزاي الثانية لزهدة في رتبته والياء حيث يهوي الى صحيفته واللام لمجادلته في تلبيته )
على هذا النحو سعى الحلاج الى الرجوع الى بكارة اللغة ومادتها الأولى (الحروف) والى دلالات المفردة المميزة لحقيقة الشئ(الأسم) ليفتح بابا عظيما سوف يُعرف في التراث العربي بعلم(الأسماء والحروف)
إلغاء إعجابي · · مشاركة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق