تبدأ كتابة النص بالافتتاح وهو المشهد الذي يمكن أن يجعل المتلقي يتمسك بموقعه للمتابعة أو مغادرة المكان لقضاء حاجاته أو أن يضغط على أزرار الانتقال إلى محطة أخرى . وهذا المشهد في النص يكون له رقم (1) ويحدد وقته ( ليلي أم نهاري ) ومكانه ( خارجي أم داخلي ) . وبعد ذلك شرحا وافيا للمكان والموجودات داخل هذا المكان من شخصيات وغيرها ، ثم حجم اللقطة وحركة الكاميرا وزاوية التصوير وحركة تلك الموجودات أمام الكاميرا . على سبيل المثال :
المشهد الأول
===========
خارجي ليلي
شارع المدينة العام لقطة طويلة ( ل . ع )
الشارع شبه خالي من المارة
إلا من بعض السيارات والمارة بين الحين والآخر أصوات المحركات وتساقط الأمطار والأقدام
بقع مصابيح الشارع الذاوية في خط مستقيم
شبابيك المنازل والشقق مغلقة غير مضاءة
أبواب المحلات مغلقة إلا ما ندر
المطر ينهمر بغزارة تنعكس صور قطراته عبر
إضاءة الشارع والسيارات المارة
إضاءة بين الحين والآخر لضوء البرق صوت الرعد
هدوء تام إلا ما تحدثه العجلات وأرجل المارة
تتحرك الكاميرا مرتفعة إلى الأعلى ( تلت أب ) موسيقى خاصة تنذر بوقوع كارثة
حتى تستقر على منظر الشارع كامل الامتداد
تدخل الكادر سيارة مسرعة
ماء يتطاير من تحت عجلاتها على أحد المارة صوت السيارة مع صوت رشقة
الذي راح يولول وهو يمسح
رأسه ووجهه الرجل : ( كلمات غير مفهومة )
تتوقف السيارة عند مقدمة الكادر
تفتح باب السيارة
لقطة قريبة ( ل. ك)
حذاء جلدي ثمين يخرج ليلامس الأرض المبللة
تستقر أقدام على الأرض
لقطة طويلة ( ل.ع) إلى إحدى البنايات
لقطة قريبة (ل.ك) فتح مظلة شمسية
مؤثر صوت فتح
المظلة يظهر تحتها وجه محتقن غاضب
عينان تنذران بالشر .. يضع السيجارة في فمه
ينفث سحابة من الدخان
يركز النظر
تتصاعد الموسيقى
لقطة متوسطة ( ل . م)
إحدى الشقق تسدل ستارتها
وأطفأت إنارتها
لقطة قريبة (ل . ك) تنفرج أساري
صمت مطبق
عقب السيجارة يسقط على الأرض
تدخل إحدى أحذية الرجل
تسحقها بقسوة وتخرج من الكادر
يظل عقب السيجارة بالكادر وقد خمدت ناره
صوت الأقدام
( قطع )
يرفع السيجارة من بين شفتيه يرميها
هذا نموذج في كتابة مشهد يمكن أن يكون ذروة العمل والجسر الذي يوصلنا الى الحدث النامي في خلق بداية توتر وقلق وتوقع ومنذ اللقطة الأولى .وكل نص لابد وا ن له فكرة .
------------------------------------
من كتابي ( فن الكتابة ) طبع 200
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق