الأحد، 9 فبراير 2014

مراكز ثقافية عراقية في الخارج ( جريدة الصباح ) توفيق التميمي /مشاركة الفنان محرر صحيفة فنون قاسم ماضي




مراكز ثقافية عراقية في الخارج

( جريدة الصباح ) توفيق التميمي
اثار حديث المخرج والممثل العراقي المغترب في الولايات المتحدة الاميركية قاسم ماضي خلال الاحتفاء به وبتجربته المسرحية من قبل اللجنة المسرحية المسؤولة عن نشاطات وفعاليات المسرح في المركز الثقافي البغدادي ،شجونا والاما عما يجري في المركز الثقافي العراقي في واشنطن بما يمكن اعتباره انموذجا متقاربا مع ما يجري في مراكز ثقافية عراقية أخرى في عواصم العالم المختلفة وما تواجهه من مشاكل وعقبات تحول دون اداء مهامها الثقافية الملقاة على عاتقها، والتي تبرز في مقدمتها تعيين ادارت لاعلاقة لها بالهم الثقافي،او لها علم أو المام بالخارطة الثقافية العراقية سواء في المدينة التي تعيش فيها او الاسماء البارزة بالثقافة العراقية بشكل عام، لان اغلبية هذه المراكز المرتبطة اداريا بوزارة الثقافة عادة ما تأتي في سياق المحاصصات وعلاقات القربى التي تتشكل على ضوئها بنية دوائر ومؤسسات الدولة العراقية الاخرى، ولكن قد يبدو أن الفشل في ادارة هذه المراكز تترتب عليه نتائج اكثر خطورة من بقية المؤسسات التي لاتعني بالشأن الثقافي، تقف في مقدمتها الفشل في تقديم الصورة المثلى للثقافة العراقية بشقيها الداخل والخارج الى جمهورها من الجاليات العراقية والعربية اولا والى الجمهور الاجنبي الغريب عنها ثانيا، ويمكن ان تتهيأ لنا فرصة نادرة في التعريف بمعالم ثقافتنا من خلال هذه المراكز وعبر تفعيل النشاطات الثقافية والفنية والمعرفية والاستفادة من الطاقات الثقافية والكفاءات والمواهب العراقية المتواجدة في هذه البلدان واستقطابها وتوفير الدعم المالي الضروري في تنمية هذه النشاطات والفعاليات التي تعطي معنى وقيمة لمثل هذه المراكز الثقافية .وكثيرا ما يتحدث المثقفون المغتربون عن صعوبات الحياة واعبائها المالية التي تحول دون اسهامهم او توظيف مواهبهم الثقافية في تنشيط مثل هذه المراكز .
ومن هنا لايمكن ان تدار مثل هذه المراكز بعقليات لاعلاقة لها بالهم الثقافي، ولاتملك رؤية لتفعيل المساحة الثقافية وتجسير المسافة بين المثقف المغترب وبلاده البعيدة عبر اقامة المهرجانات والمعارض والملتقيات الثقافية المشتركة بينهما .يقول ماضي ((انه خلال عقود طويلة من اقامته في الولايات المتحدة الاميركية قابل العشرات من اعضاء الوفود التي تاتي موفدة من دوائر الصحة والامانة والنفط والتربية والتعليم العالي وغيرها من الدوائر، ولكنه لم يقابل مسرحيا او فنان تشكيليا او شاعرا او معرفيا جاء الى هنا بدعوة من المركز الثقافي العراقي لادامة الصلة بين ثقافة الداخل والخارج، وكان من نتيجة ذلك ان تقدمت المراكز الثقافية العربية في العالم على العراق في تقديم رموزها الثقافية وإبراز جوانبها المضيئة والذي يمتلك العراق الكثير منها )).
اعتقد ان مثل هذا الامر الخطير المتعلق بكيفية ادارة مثل هذه المراكز الثقافية وتفعيل ادوارها يجب ان لايترك فقط على عاتق وزارة الثقافة وحدها، بل يجب المبادرة لتعيين مجلس استشاري ثقافي منتخب من بين المؤسسات الثقافية العراقية المدنية العاملة في مختلف صنوف الثقافة ومجالاتها الرسمية وغير الرسمية تاخذ على عاتقها ترشيح الاسماء الثقافية الجديرة بادارة هذه المؤسسات وتفعيلها واداء رسالتها كسفارة ثقافية عراقية في هذا البلد او ذاك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق