.
صحيفة
الدكتور خليل محمد: لا يوجد في بلادنا ما نفخر به في الوقت الحاضر غير الثقافة
بواسطة: bayyna
بتاريخ : الاثنين 2-02-2014 08:55 مساء
* المشكلـة أن الذيـن يصلـون إلـى السلطـة
لا يملكـون استراتيجيـة واضحـة يعملـون بهـا
يعتبر الاستاذ خليل محمد ابراهيم من العراقيين الذين ابدعوا وتركوا بصمة في
جو الثقافة العراقية، وكونه احد اللغويين المرموقين الذي يشار له بالبنان
وله مناصب عديدة وهو عضو في اتحاد الادباء وأستاذ جامعي -ولد في بغداد 943
كُفَ بصره في عام 944 درس في معهد الأمل قسم المكفوفين حتى أنهي الصف
الرابع الابتدائي.
أتم دراسته الابتدائية في مدرسة الكرادة الشرقية الابتدائية الأولى
المسائية، أتم دراستيه المتوسطة والإعدادية في ثانوية المشرق المسائية
للبنين. نال درجة البكالوريوس بتقدير جيد جداً في كلية الشريعة جامعة
بغداد. نال درجة ماجستير في الأدب الجاهلي بتقدير جيد جداً من قسم اللغة
العربية كلية الآداب جامعة بغداد. نال درجة الدكتوراه في الأدب الأندلسي
بتقدير جيد جداً من قسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة بغداد. التقته
«البينة الجديدة» في اتحاد الادباء ضمن احدى الفعاليات التي يقيمها الاتحاد
فكان معه هذا الحوار.
حاوره / احمد جبار غرب
*كيف ترى مسار الثقافة في بلدنا؟
- يمكن القول هذا السؤال؛ سؤال واسع فضفاض، يمكن أن توضع تحته بعض الأسئلة
مثل:-
عن مسار الثقافة؛ في أي وقت تسأل؟، ثم عن أية ثقافة تسأل؟، وما هو المقصود
بكلمة (الثقافة)؟
فلو فرضْنا أنك تسأل عن مسار الثقافة في الوقت الحاضر، فالمؤكد أنه لا يوجد
في بلادنا ما نفخر به/ في الوقت الحاضر/ غير الثقافة، فعندنا مجموعة كبيرة
من المنتديات، والمجالس الثقافية، وعندنا صحف ومجلات سيارة، إلى جانب
مجلات علمية أو مجلات محكمة، ومعها إذاعات كثيرة، وقنوات تلفزيونية متعددة/
فضائية وأرضية/، فكل ذلك محتاج إلى ثقافة المثقفين، لكن المشكلة؛ أن
المثقف؛ قليلا ما يتمكن من الوصول إلى هذه المضان، لأنه مفكر؛ يتجنّب فكرة
تسول اللقاء الثقافي أو إعداد الصفحة الثقافية أو البرنامج الثقافي/ إذاعيا
كان أم تلفزيونيا/ وهكذا تجد الكثير من المنشور؛ محتاجا إلى تقويم وتصويب،
وهكذا، فمثل كل شيء/ في بلادنا/ تجد الكفاءات كثيرة وكبيرة، لكنك تجد
الشخص غير المناسب؛ مسيطرا، فيضيع الوقت والجهد والمال، وهي قضية خطيرة.
من هنا كانت إحدى مشكلات نشر الثقافة، فقليلا ما تصل منجزاتنا الثقافية إلى
المثقفين داخل العراق الحبيب، فكيف بخارجه؟!.
ولتوضيح هذه المسألة؛ كثيرا ما ينشر الكاتب كتابه بمئة نسخة أو بما هو أكثر
بقليل، لمجرد القول إن عنده كتابا مطبوعا، فما هو تأثير هذا الكتاب؟!.
وكيف يمكن وصوله إلى الناس، بغير الوسائل الإلكترونية؟! وهكذا تضيع ثقافتنا
بل تتم سرقتها بلا حسيب أو رقيب.
*المثقف العراقي يعاني الغبن ليس الان وإنما منذ عقود طويلة هل نعاني فجوة
حضارية أم عقدا مركبة تتحكم فينا اقصد المثقف دائما مهمش وليس له دور مؤثر
بسب إهماله؟.
- هذا من التعميم الذي يحتاج إلى توضيح فتخصيص، فالمثقفون، ليسوا كتلة
واحدة متلاصقة؛ إنهم متعددون؛ متنوّعون، وربما كان كل مثقف جاد؛ أنموذجا
خاصا قائما بذاته، لذلك يقع المعمِّمون/ في مسألة الثقافة وغيرها/ في مزالق
ينبغي التخلص منها، فالمثقفون/ في العادة/ ينقسمون إلى قسمين رئيسين؛
أحدهما مساند للسلطة، أو عامل معها؛ ساكت عنها وعمّا تفعل، ليتمكن من إطعام
نفسه وعياله، وهؤلاء تقتلهم ضمائرهم التي تعلم أنهم على غير صواب، فيأتي
النوع الثاني من المثقفين المعارضين، وهؤلاء مطاردون من السلطة، لوقوفهم
ضدها؛ مشردون بفعلها؛ مسجونون بل قد يُعدمون بفضلها، وهو أمر طبيعي، فكيف
يمكن الاستفادة من الثقافة؟!
يبدو لي أنه ينبغي للدولة التي تحترم نفسها، وتريد التقدم؛ أن تقبل رأي
المثقف/ كان معها أم لم يكُن/ فالدنيا دول، ولكل زمان دولة ورجال، وبذلك،
فقد يقول المثقف ما لا ينفع زيدا، لكنه ينفع عمرا يوم يبلغ السلطة؛
المشكلة؛ أن الذين يصلون إلى السلطة، لا يملكون استراتيجية يعملون بها،
فالأمريكان/ حين دخلوا العراق المسكين/ كانوا يعرفون ما يُريدون، وقد حققوا
الكثير مما عرفوا أنهم يُريدونه، لكن ماذا فعل أهل البلد؟!.
لقد كانوا/ ولا يزالون/ يتخبّطون، فلو كانوا قد استفادوا من المثقفين
المخالفين للسلطة/ في حينه/ لفرّقوا بين ما يجب عمله، وما يمكن عمله،
ولتحقق الكثير، لكنهم لم يستفيدوا من خبرائهم المشردين، ولا استفادوا من
معارفنا ونحن نعلم مشكلاتنا، فضاعوا، وضيّعوا الناس، في مسائل قد لا تكون
لها أهمية، ولا حل لهذه المشكلة إلا بالرجوع إلى المثقفين، وهو ما لا
يفعلونه على قطع رقابهم.
*باعتبارك متخصصا في اللغة العربية وأستاذا فيها كيف تراها في الإعلام
والخطابات الرسمية وفي واقعنا وفي تعاملاتنا معها؟.
- مرة أخرى؛ هناك تعميم في موضع التخصيص، فلا أحد يزعم أن كل الإعلاميين؛
متمكنون من اللغة العربية، وتمكنهم من اللغة؛ مختلف، فلكل منهم مستواه،
وأنت تتطلع على أسئلة تأتيني، فترى أنني أصححها للمتسائل، فعلى ماذا يدل
هذا؟!.
*في آخر كلام قلته انك تملك مشروعا أو رؤية لتصحيح بعض المسارات الثقافية
لو أتيحت لك الفرصة؟
- من المؤكد؛ أن لي ما أقوله أو أفعله، لو أتيحت لي الفرصة، فأنا أدعو
لتحسين أحوال الأدباء، وتمكين الاتحاد ما ليس متمكنا منه، وهو ما دعوْت
الاتحاد إلى مناقشته، بعد إعدادي ورقة عمل، لندوة أو ورشة عمل، كما أنني
أدعو لتمكين الناس من اللغة العربية، ولا سيما الأطباء والمهندسون والعلماء
والإعلاميون؛ ناهيك عن الشعراء والأدباء، ولو أتيح لي شيء من ذلك، ما
تأخرت.
*أنت تسأل سؤالا وتجيب عليه؟
- إذا كان لي أن أسأل سؤالا ثم أجيب عنه، فإنما يكون سؤالي (كيف يتحقق
التغيير؟
وما هو التغيير الذي ننتظره؟)
أقول هذا لأن الكثير من الناس؛ يُريدون التغيير، ولأن الكثير من الإعلام
السيء؛ يُركز على التغيير، وكأن التغيير/ بحد ذاته/ هدف، لا ينبغي التخلي
عنه، وأحيانا؛ يكون التغيير غير مناسب إذا كانت المستشفى/ مثلا/ جيدا، لكن
ألا ينبغي أن تتغير نحو الأحسن؟!.
هذا هو السؤال، فهناك مَن لا يؤمن بالتغيير، لأنه يرى أنه (ليس بالإمكان؛
خير مما كان)، وهي مسألة فيها نظر كثير، لكن هناك مَن يرى أن بالإمكان؛
الكثير مما هو خير مما كان/ ونحن منهم/ فماذا تُريد أنتْ؟.
أتريد مَن لا يؤمن بالتغيير؟ أم تُريد من يؤمن بالتغيير أي تغيير؟ أم تُريد
التغيير، لما هو أفضل؟، على هذا الأساس؛ يكون العمل، فحينما لا تُريد
التغيير، فماذا يمكن أن يعمل لك المُغيّرون؟!. وحين تبتغي التغيير
العشوائي، فلا بد من أن تتحمل النتائج، فمَن يدري ماذا سيحدث بعد
العشوائية؟!، أما حين تُريد التغيير، وأنت تعرف ما تُريد، ثم يقوم التغيير
على أسس علمية، فإنه ينتج خيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق