صحيفة فنون الاليكترونية
رحيل الشاعر اللبناني جوزف حرب صاحب «سأظل أفخر أني عربي»
برحيل الشاعر الكبير جوزف حرب، يطوي الشعر اللبناني إحدى صفحاته الأكثر إشراقا. عن 70 عاما تركنا صاحب قصيدة «سأظل أفخر أني عربي» ومضى، فيما العروبة تتلوى ألما وجسدها مضرج بالدماء. سرقه المرض الذي عانى منه، في غفلة من محبيه، ومن الثورات العنيفة والانشغالات اليومية. لم يكن أحد مشغولا بما يعانيه جوزف حرب، وبزياراته المتكررة للمستشفى. الحزن كان كبيرا على أنسي الحاج، الرجل الذي توقف عن الكتابة واحتجب عن عشاقه، ويلازم السرير. الشعر اللبناني ليس بخير هذه الأيام.. عمالقته متعبون ومنهكون، سعيد عقل غائب عن المشهد هو الآخر بعد أن وصل إلى المائة عام. انسحب في سنواته الأخيرة بعد إقامة طويلة في بيروت إلى بيته الجنوبي، بعيدا عن الضجيج، مكرسا وقته للكتابة، وهو صاحب ما بات يعرف بأكبر ديوان شعر عربي إثر إصدار مجموعته الشعرية المحبرة التي تجاوزت 1700 صفحة. نعاه «اتحاد الكتاب اللبنانيين»، كما نعاه وزير الثقافة اللبناني غابي ليون قائلا: «تفقد الساحة الأدبية اللبنانية أحد أهم أعلامها.. فقد أسهمت كتاباته في ترسيخ النمط الشعري اللبناني المغنى، إذ ارتبطت قصائده بصوت الكبيرة فيروز، وأهلته وفرة شعره ليكون صاحب أطول قصيدة وأضخم ديوان شعري في العالم العربي: «المحبرة».
يقول جوزف حرب في ديوانه: «أجمل ما في الأرض أن أبقى عليها» وكأنه يودعنا:
عندما قلنا لموتانا:
* انهضوا
* إنا كشفنا سر
* هذا الموت في الأرض أخيرا
* نهضوا
* لم يجدوا الأبيض فينا
* لم نكن أجنحة أو دويات!
* لم نكن ماء أيادينا
* ولا كنا طحينا أو
* بنفسج
**
* دوران الأرض ما زال طوافا
* حول شمس
* الخبز والورد
* إنا نتلوى ليس خصرا راقصا
* بل ألم مر
* كبحر يتموج
* ليس في الأرض لعيد نايه
* أو لعروس
* نقر دملج:
* هتف الموتى وقد حنوا
* إلى الأسود فيهم
* يا غياب
* ثم لفتهم
* عباءات الضباب
* دخلوا الأضرحة استلقوا
* على الأكفان فيهم
* وتغطوا بالتراب
رحيل الشاعر اللبناني جوزف حرب صاحب «سأظل أفخر أني عربي»
برحيل الشاعر الكبير جوزف حرب، يطوي الشعر اللبناني إحدى صفحاته الأكثر إشراقا. عن 70 عاما تركنا صاحب قصيدة «سأظل أفخر أني عربي» ومضى، فيما العروبة تتلوى ألما وجسدها مضرج بالدماء. سرقه المرض الذي عانى منه، في غفلة من محبيه، ومن الثورات العنيفة والانشغالات اليومية. لم يكن أحد مشغولا بما يعانيه جوزف حرب، وبزياراته المتكررة للمستشفى. الحزن كان كبيرا على أنسي الحاج، الرجل الذي توقف عن الكتابة واحتجب عن عشاقه، ويلازم السرير. الشعر اللبناني ليس بخير هذه الأيام.. عمالقته متعبون ومنهكون، سعيد عقل غائب عن المشهد هو الآخر بعد أن وصل إلى المائة عام. انسحب في سنواته الأخيرة بعد إقامة طويلة في بيروت إلى بيته الجنوبي، بعيدا عن الضجيج، مكرسا وقته للكتابة، وهو صاحب ما بات يعرف بأكبر ديوان شعر عربي إثر إصدار مجموعته الشعرية المحبرة التي تجاوزت 1700 صفحة. نعاه «اتحاد الكتاب اللبنانيين»، كما نعاه وزير الثقافة اللبناني غابي ليون قائلا: «تفقد الساحة الأدبية اللبنانية أحد أهم أعلامها.. فقد أسهمت كتاباته في ترسيخ النمط الشعري اللبناني المغنى، إذ ارتبطت قصائده بصوت الكبيرة فيروز، وأهلته وفرة شعره ليكون صاحب أطول قصيدة وأضخم ديوان شعري في العالم العربي: «المحبرة».
يقول جوزف حرب في ديوانه: «أجمل ما في الأرض أن أبقى عليها» وكأنه يودعنا:
عندما قلنا لموتانا:
* انهضوا
* إنا كشفنا سر
* هذا الموت في الأرض أخيرا
* نهضوا
* لم يجدوا الأبيض فينا
* لم نكن أجنحة أو دويات!
* لم نكن ماء أيادينا
* ولا كنا طحينا أو
* بنفسج
**
* دوران الأرض ما زال طوافا
* حول شمس
* الخبز والورد
* إنا نتلوى ليس خصرا راقصا
* بل ألم مر
* كبحر يتموج
* ليس في الأرض لعيد نايه
* أو لعروس
* نقر دملج:
* هتف الموتى وقد حنوا
* إلى الأسود فيهم
* يا غياب
* ثم لفتهم
* عباءات الضباب
* دخلوا الأضرحة استلقوا
* على الأكفان فيهم
* وتغطوا بالتراب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق