قام الراية المنصورة بمشاركة المنشور الخاص به.
الابنة المجهولة
بدرية .. جرح العقاد الغامض
روي قريبه سيد العقاد عن حبه
لـ «فوزية» وحكاية ابنته بدرية التي انتحرت بعد وفاته
هذه السطور ليست نبشا لقبر ولا محاولة لتشويه، ولا لتقزيم عملاق من عمالقة الفكر الإنسانى والإسلامى، إنما هى مجرد محاولة للوقف علي حقيقة الابنة المجهولة (بدرية ).. الجرح الغامض فى حياة هذا العملاق.. تلك القصة التي أثارت ولازالت تثير الكثير من اللغط والأقاويل فرغم رحيل العقاد منذ نصف قرن.. إلا أن أمر ابنته المجهولة لم يحسم بعد .. ولذلك سنعمل علي تتبع هذا الأمر في أكثر من مصدر لعلنا نصل في النهاية إلي قول قاطع إما مع وإما ضد.
قال كمال النجمى فى كتاب الهلال العدد 555 " القلم الأسلاك الشائكة ":
" روى لى قريبه.. سيد العقاد، أن العقاد أحب السيدة فوزية نوعاً من الحب وأوجب على نفسه نفقتها ثم فوجئ بأنها حملت منه فلم يطلب منها إجهاض الحمل حتى ولدت بنتاً جاءت صورة وجهها كصورة وجه العقاد تماماً مع شىء من جمال أنثوى، وقد نشرت الصحف صورة هذه الفتاة بعد وفاته، وتعهد العقاد البنت وأمها بالنفقة والرعاية، وكان من فرط شعوره بالحنان الأبوى نحو ابنته أن يغسل ملابسها بيديه فلا يترك حتى ملابسها الداخلية، وهى يومئذ طفلة تتسخ ملابسها بسرعة وتتلوث بالقاذورات، فكان يغسل هذه القاذورات بيديه ثم ينشر الغسيل بيديه أيضاً على الحبال فى شرفة الشقة التى تسكنها البنت وأمها ومعهما شخص اضطر أن يكتب باسمه شهادة ميلاد هذه البنت "
وذكرأنيس منصور تلميذه المقرب جداً فى كتابه: " فى صالون العقاد كانت لنا أيام "
أن بدرية دخلت غرفة العقاد بعد موته وألقت بنفسها عليه وراحت تبكى وتصرخ فى حالة جنونية وانكفأت على الأرض تلعق التراب تحت قدميه ثم تلعق أحذيته واحداً واحدا ثم تكشف عن قدميه وتقبلهما وتصرخ: أين أنت يا بابا أين ذهبت.. أنت لم تقل إنك سوف تموت.. حرام عليك.. لماذا لم تقل حتى أموت معك.. لا حياة بعدك..
ثم هجمت على الزجاجات التى كان يتعاطها وراحت تصبها فى حلقها ومزقت ملابسها وشعرها وألقت بحذائها من النافذة ونزعت من الشماعة بيجامة للأستاذ وراحت تلف نفسها فيها ثم أمسكت حذاءً له ووضعته فى قدميها واندفعت من الباب إلى السلم فتدحرجت عليه ونزف الدم من رأسها ثم اختفت.. وظهرت السيدة فوزية -أمها- وسألت عامر العقاد.. ابن أخيه.
هل ترك الأستاذ وصية ؟
- لا وصية.
- وهل ترك مالاً ؟
- ولماذا يترك لكم مالاً ؟
- أنا زوجته..
- امش اخرجى يابنت ال (... )
ولما رأى البواب أن الجميع يدفعونها خارج الشقة وبعيداً عن البيت أمسكها من يدها وأوقف لها أحد التاكسيات.
و بعد فترة دق جرس التليفون وكانت السيدة فوزية التى تتحدث، قالت: بدرية انتحرت، بلعت زجاجة حبوب منومة وماتت فى دار الشفاء.
ونزلت سماعة التليفون ولم يهتم أحد كثيراً بما حدث لبدرية، وكان الأستاذ يسمى بدرية (الكتكوتة)، وكانت تزوره مرة أو مرتين كل أسبوع، ويحرص الأستاذ على ألا يكون أحد فى البيت. وكانت السيدة فوزية قد وكلت عنها د.على الرجال المحامى ليدافع عن حقوقها. وبعد شهور من الوفاة لم تثبت أن لها حقوقا، فنزلت عن كل دعاواها. فلا زواج، لأنها متزوجة ولا عقداً عرفياً، ولا شىء يثبت بنوة الطفلة للأستاذ ! "
يقول جهاد علاونه فى الحوار المتمدن:إن المرأة التي عشقهاالعقاد ويقال إنه أنجب منها بنتا هي.. فوزية مصطفى القدسى، وحين حضرت العقاد الوفاة بجلطة قلبية تبعتها جلطة أخرى أقل منها حدة قبيل منتصف ليلة الأربعاء 11/2/1964م فى ذلك الوقت أخبر تلميذه..محمد خليفة التونسي. فوزيه بنبأ وفاة العقاد، حضرت فوزية وابنتها بدرية إلى غرفة نوم العقاد وبكتا بكاءا شديدا.. وبحثتا عن وصيته ولم تجداها،فقد أحرقها عامر العقاد لأن العقاد أوصى لبدرية ابنة فوزية بشيء من ميراثه.
كانت فوزيه زوجة لمحمد رشاد المراسي!
وكان العقاد يطلق على فوزيه لقب (الكتكوتة) لأنها أنقذته في شبابه من ورطة مالية وأعطته 600 جنيه مصري.كان يعشقها وتعشقه قبل أن تتزوج واستمرت العلاقة بينهما بعد الزواج وحملت منه ببدرية التى أقدمت على الانتحار في نفس اليوم الذي مات فيه العقاد.يقول شهود عيان إنهم رأوا بدرية تبكي وهي تمسك بجثته وتصرخ وتقول (سبتني لوحدي يا بابا.. ليه يا بابا ).وشيع جثمانها في نفس اليوم الذي شيع فيه جثمانه إلى مثواه الأخير في أسوان عقب ظهر يوم الجمعة 13/2/1964.
كانت وصية العقاد على النحو التالي:
17كتابا من كتبه ل بدريه محمد رشاد المراسي.. ابنة فوزيه.
و5 كتب من كتبه ل الأستاذ محمد خليفة التونسي.. تلميذه.
و ثلاثة كتب من كتبه لأحمد حمزه..خادمه الخاص.
وروى د. محمد عباس.. أن العقاد الذي منحناه كثيرا من القداسة.. خاصة من أجل عبقرياته. دعنا الآن من أنه كان لا يصلى الجمعة بل جعل ندوته الأسبوعية وقتها..عاشر خادمة له وأنجب منها بنتا اسمها بدرية.. وكان شغوفا بها جدا لكنه لم يشأ الاعتراف بها فبحث عن رجل زوََّجه بالخادمة و سُجلت بدرية باسمه فأصبح لها أبان: أب حقيقي هو العقاد.. وأب رسمي مزيف هو زوج الخادمة.. وعاش الثلاثة في بيت واحد. بعد فترة أشار أصدقاء العقاد عليه أن الوضع لا يمكن أن يستمر هكذا فاستأجر شقة بعيدة لابنته وأمها وخصص للقائهما عصر كل يوم خميس(لم تذكر المراجع مصير الزوج).. وظل الوضع هكذا حتى زيارتهما الأخيرة.. ذهبت بدرية وأمها فإذا بالعقاد جسد مسجى على فراش الموت.. أصيبت بدرية بانهيار عصبي فراحت تصرخ وارتدت بيجامة "العقاد".. وعبأت أدوية أبيها في جيوبها.. وكان الناس قد علموا وابتدأ توافدهم.. فطردت الأم وابنتها بعنف دام (دام يعني دم من جرح في الأم أثناء طردها وضربها)..في اليوم التالي اتصلت الأم بهم نائحة: بدرية ابتلعت كل أدوية أبيها.. وماتت.. انتحرت..
وتم الاتصال بوزير الصحة آنذاك- وأظنه كان نور الدين طراف- الذي أمر بدفن الجثة دون تشريحها إكراما للعقاد.
ولولا احتراق مكتبتي لحققت الرواية بأرقام الصفحات وتجدها فى
- أنيس منصور.. (في صالون العقاد كانت لنا أيام).
- كمال النجمي.. كتاب الهلال رقم 555 ( القلم والأسلاك الشائكة ).
- عامر العقاد)..عمي.. العقاد).
- د.محمد عباس.. ( بغداد عروس عروبتكم).
قال مصطفى أمين في كتابه (الـ 200 فكرة ) إن العقاد لم يتزوج طوال حياته وقد أحرق أهله وصيته بعد وفاته، التي أوصى بها مِن ميراثه لفتاة مصرية كانت قد تركتها أمها كوصية منها إلى العقاد كرد جميل على معاملتها الحسنة له في أيام عسره إذ أن المنزل الذي كان يقطن به العقاد في شارع السلطان سليم رقم 13تعود ملكيته أصلاً إلى والدة هذه الفتاة، التي انتحرت بعد وفاته وبعد حرق وصيته،وقال الناس إنها ابنته، وفي ذلك أقوال لا نستطيع إثباتها، ولربما أنها حيلة من الفتاة وأمها.
وحينما سئل رجاء النقاش عن الأمر فأجاب إنه لا يزال يبحث في هذه القضية وبعد ذلك وصل إلى معطيات نشرها في دبي الثقافية وملخصها:
أنه في سنة 1933م توفي تاجر من أصل شامي كان جارا للعقاد وكان محباً للأدب وقد ترك أسرة من ثلاث بنات وولد، توفي الولد بعد أبيه ومنذ ذلك الحين اتخذت الزوجة العقاد مستشارا للأسرة ومرت بالعقاد ظروف قاسية وحورب حتى في رزقه وفكر فى الانتحار،لكنه رأى أن ذلك لا يليق به وأخذ يبيع مكتبته بأبخس الأثمان وخلت يده من كل شيء وعاد إليه كابوس الانتحار وبالفعل أحضر مادة سامة قرر أن يتناولها إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه. وإذا بجارته زوجة جاره الراحل تقدم له (600) جنيه كانت تدخرها لزواج ابنتها الكبرى وقد رد المبلغ بعد حين وبدأت الحكاية تكبر، تزوجت المرأة من رجل ثان ووضعت طفلة أسمتها (بدرية) من زوجها الثاني و تكفل بها العقاد فكانت تناديه (بابا) وعندما مات العقاد تعرضت بدرية لصدمة كبيرة فقررت الانتحار.
ويعترف النقاش أن في المسألة لغز لم يحل حتى الآن.. تساؤلات كثيرة تركها العقاد بعد وفاته.
هل أوصى لها بشيء ؟
من الذي أخبرها أنه ليس أباها؟
أين اختفت الوصية؟
ولم كان العقاد يحبها حباً شديداً ولا يبخل عليها..بل إنه كان لديه تسجيلات صوتية لها يأنس إليها إذا غابت عنه؟.
رحم الله العقاد إن كان محسناً
وغفر له إن كان مسيئا وشفَّع فيه العبقريات.
بدرية .. جرح العقاد الغامض
روي قريبه سيد العقاد عن حبه
لـ «فوزية» وحكاية ابنته بدرية التي انتحرت بعد وفاته
هذه السطور ليست نبشا لقبر ولا محاولة لتشويه، ولا لتقزيم عملاق من عمالقة الفكر الإنسانى والإسلامى، إنما هى مجرد محاولة للوقف علي حقيقة الابنة المجهولة (بدرية ).. الجرح الغامض فى حياة هذا العملاق.. تلك القصة التي أثارت ولازالت تثير الكثير من اللغط والأقاويل فرغم رحيل العقاد منذ نصف قرن.. إلا أن أمر ابنته المجهولة لم يحسم بعد .. ولذلك سنعمل علي تتبع هذا الأمر في أكثر من مصدر لعلنا نصل في النهاية إلي قول قاطع إما مع وإما ضد.
قال كمال النجمى فى كتاب الهلال العدد 555 " القلم الأسلاك الشائكة ":
" روى لى قريبه.. سيد العقاد، أن العقاد أحب السيدة فوزية نوعاً من الحب وأوجب على نفسه نفقتها ثم فوجئ بأنها حملت منه فلم يطلب منها إجهاض الحمل حتى ولدت بنتاً جاءت صورة وجهها كصورة وجه العقاد تماماً مع شىء من جمال أنثوى، وقد نشرت الصحف صورة هذه الفتاة بعد وفاته، وتعهد العقاد البنت وأمها بالنفقة والرعاية، وكان من فرط شعوره بالحنان الأبوى نحو ابنته أن يغسل ملابسها بيديه فلا يترك حتى ملابسها الداخلية، وهى يومئذ طفلة تتسخ ملابسها بسرعة وتتلوث بالقاذورات، فكان يغسل هذه القاذورات بيديه ثم ينشر الغسيل بيديه أيضاً على الحبال فى شرفة الشقة التى تسكنها البنت وأمها ومعهما شخص اضطر أن يكتب باسمه شهادة ميلاد هذه البنت "
وذكرأنيس منصور تلميذه المقرب جداً فى كتابه: " فى صالون العقاد كانت لنا أيام "
أن بدرية دخلت غرفة العقاد بعد موته وألقت بنفسها عليه وراحت تبكى وتصرخ فى حالة جنونية وانكفأت على الأرض تلعق التراب تحت قدميه ثم تلعق أحذيته واحداً واحدا ثم تكشف عن قدميه وتقبلهما وتصرخ: أين أنت يا بابا أين ذهبت.. أنت لم تقل إنك سوف تموت.. حرام عليك.. لماذا لم تقل حتى أموت معك.. لا حياة بعدك..
ثم هجمت على الزجاجات التى كان يتعاطها وراحت تصبها فى حلقها ومزقت ملابسها وشعرها وألقت بحذائها من النافذة ونزعت من الشماعة بيجامة للأستاذ وراحت تلف نفسها فيها ثم أمسكت حذاءً له ووضعته فى قدميها واندفعت من الباب إلى السلم فتدحرجت عليه ونزف الدم من رأسها ثم اختفت.. وظهرت السيدة فوزية -أمها- وسألت عامر العقاد.. ابن أخيه.
هل ترك الأستاذ وصية ؟
- لا وصية.
- وهل ترك مالاً ؟
- ولماذا يترك لكم مالاً ؟
- أنا زوجته..
- امش اخرجى يابنت ال (... )
ولما رأى البواب أن الجميع يدفعونها خارج الشقة وبعيداً عن البيت أمسكها من يدها وأوقف لها أحد التاكسيات.
و بعد فترة دق جرس التليفون وكانت السيدة فوزية التى تتحدث، قالت: بدرية انتحرت، بلعت زجاجة حبوب منومة وماتت فى دار الشفاء.
ونزلت سماعة التليفون ولم يهتم أحد كثيراً بما حدث لبدرية، وكان الأستاذ يسمى بدرية (الكتكوتة)، وكانت تزوره مرة أو مرتين كل أسبوع، ويحرص الأستاذ على ألا يكون أحد فى البيت. وكانت السيدة فوزية قد وكلت عنها د.على الرجال المحامى ليدافع عن حقوقها. وبعد شهور من الوفاة لم تثبت أن لها حقوقا، فنزلت عن كل دعاواها. فلا زواج، لأنها متزوجة ولا عقداً عرفياً، ولا شىء يثبت بنوة الطفلة للأستاذ ! "
يقول جهاد علاونه فى الحوار المتمدن:إن المرأة التي عشقهاالعقاد ويقال إنه أنجب منها بنتا هي.. فوزية مصطفى القدسى، وحين حضرت العقاد الوفاة بجلطة قلبية تبعتها جلطة أخرى أقل منها حدة قبيل منتصف ليلة الأربعاء 11/2/1964م فى ذلك الوقت أخبر تلميذه..محمد خليفة التونسي. فوزيه بنبأ وفاة العقاد، حضرت فوزية وابنتها بدرية إلى غرفة نوم العقاد وبكتا بكاءا شديدا.. وبحثتا عن وصيته ولم تجداها،فقد أحرقها عامر العقاد لأن العقاد أوصى لبدرية ابنة فوزية بشيء من ميراثه.
كانت فوزيه زوجة لمحمد رشاد المراسي!
وكان العقاد يطلق على فوزيه لقب (الكتكوتة) لأنها أنقذته في شبابه من ورطة مالية وأعطته 600 جنيه مصري.كان يعشقها وتعشقه قبل أن تتزوج واستمرت العلاقة بينهما بعد الزواج وحملت منه ببدرية التى أقدمت على الانتحار في نفس اليوم الذي مات فيه العقاد.يقول شهود عيان إنهم رأوا بدرية تبكي وهي تمسك بجثته وتصرخ وتقول (سبتني لوحدي يا بابا.. ليه يا بابا ).وشيع جثمانها في نفس اليوم الذي شيع فيه جثمانه إلى مثواه الأخير في أسوان عقب ظهر يوم الجمعة 13/2/1964.
كانت وصية العقاد على النحو التالي:
17كتابا من كتبه ل بدريه محمد رشاد المراسي.. ابنة فوزيه.
و5 كتب من كتبه ل الأستاذ محمد خليفة التونسي.. تلميذه.
و ثلاثة كتب من كتبه لأحمد حمزه..خادمه الخاص.
وروى د. محمد عباس.. أن العقاد الذي منحناه كثيرا من القداسة.. خاصة من أجل عبقرياته. دعنا الآن من أنه كان لا يصلى الجمعة بل جعل ندوته الأسبوعية وقتها..عاشر خادمة له وأنجب منها بنتا اسمها بدرية.. وكان شغوفا بها جدا لكنه لم يشأ الاعتراف بها فبحث عن رجل زوََّجه بالخادمة و سُجلت بدرية باسمه فأصبح لها أبان: أب حقيقي هو العقاد.. وأب رسمي مزيف هو زوج الخادمة.. وعاش الثلاثة في بيت واحد. بعد فترة أشار أصدقاء العقاد عليه أن الوضع لا يمكن أن يستمر هكذا فاستأجر شقة بعيدة لابنته وأمها وخصص للقائهما عصر كل يوم خميس(لم تذكر المراجع مصير الزوج).. وظل الوضع هكذا حتى زيارتهما الأخيرة.. ذهبت بدرية وأمها فإذا بالعقاد جسد مسجى على فراش الموت.. أصيبت بدرية بانهيار عصبي فراحت تصرخ وارتدت بيجامة "العقاد".. وعبأت أدوية أبيها في جيوبها.. وكان الناس قد علموا وابتدأ توافدهم.. فطردت الأم وابنتها بعنف دام (دام يعني دم من جرح في الأم أثناء طردها وضربها)..في اليوم التالي اتصلت الأم بهم نائحة: بدرية ابتلعت كل أدوية أبيها.. وماتت.. انتحرت..
وتم الاتصال بوزير الصحة آنذاك- وأظنه كان نور الدين طراف- الذي أمر بدفن الجثة دون تشريحها إكراما للعقاد.
ولولا احتراق مكتبتي لحققت الرواية بأرقام الصفحات وتجدها فى
- أنيس منصور.. (في صالون العقاد كانت لنا أيام).
- كمال النجمي.. كتاب الهلال رقم 555 ( القلم والأسلاك الشائكة ).
- عامر العقاد)..عمي.. العقاد).
- د.محمد عباس.. ( بغداد عروس عروبتكم).
قال مصطفى أمين في كتابه (الـ 200 فكرة ) إن العقاد لم يتزوج طوال حياته وقد أحرق أهله وصيته بعد وفاته، التي أوصى بها مِن ميراثه لفتاة مصرية كانت قد تركتها أمها كوصية منها إلى العقاد كرد جميل على معاملتها الحسنة له في أيام عسره إذ أن المنزل الذي كان يقطن به العقاد في شارع السلطان سليم رقم 13تعود ملكيته أصلاً إلى والدة هذه الفتاة، التي انتحرت بعد وفاته وبعد حرق وصيته،وقال الناس إنها ابنته، وفي ذلك أقوال لا نستطيع إثباتها، ولربما أنها حيلة من الفتاة وأمها.
وحينما سئل رجاء النقاش عن الأمر فأجاب إنه لا يزال يبحث في هذه القضية وبعد ذلك وصل إلى معطيات نشرها في دبي الثقافية وملخصها:
أنه في سنة 1933م توفي تاجر من أصل شامي كان جارا للعقاد وكان محباً للأدب وقد ترك أسرة من ثلاث بنات وولد، توفي الولد بعد أبيه ومنذ ذلك الحين اتخذت الزوجة العقاد مستشارا للأسرة ومرت بالعقاد ظروف قاسية وحورب حتى في رزقه وفكر فى الانتحار،لكنه رأى أن ذلك لا يليق به وأخذ يبيع مكتبته بأبخس الأثمان وخلت يده من كل شيء وعاد إليه كابوس الانتحار وبالفعل أحضر مادة سامة قرر أن يتناولها إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه. وإذا بجارته زوجة جاره الراحل تقدم له (600) جنيه كانت تدخرها لزواج ابنتها الكبرى وقد رد المبلغ بعد حين وبدأت الحكاية تكبر، تزوجت المرأة من رجل ثان ووضعت طفلة أسمتها (بدرية) من زوجها الثاني و تكفل بها العقاد فكانت تناديه (بابا) وعندما مات العقاد تعرضت بدرية لصدمة كبيرة فقررت الانتحار.
ويعترف النقاش أن في المسألة لغز لم يحل حتى الآن.. تساؤلات كثيرة تركها العقاد بعد وفاته.
هل أوصى لها بشيء ؟
من الذي أخبرها أنه ليس أباها؟
أين اختفت الوصية؟
ولم كان العقاد يحبها حباً شديداً ولا يبخل عليها..بل إنه كان لديه تسجيلات صوتية لها يأنس إليها إذا غابت عنه؟.
رحم الله العقاد إن كان محسناً
وغفر له إن كان مسيئا وشفَّع فيه العبقريات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق