من تكون تلك المرأة
غسلت يديها باكر من تراب المحبة، أدركت أنها ستكون في عالم وحل، تقدمت الى شركة الحياة بطلب عضوية عادي؛ لكن المسؤول عن الملف قلبه من كل الجهات، وأدرك انها كائن يجب التحقق من هويته، ووافق لكل الذكور ـ وان كان البعض منهم بعلامة أنثى بالدخول ـ .
كانت الشركة عتيقة وآلياتها قد مسها بعض الصدأ، كثيرا ما كانت اللجان الذكورية تدعوها الى تجديد ترسانتها العملية، ولكن رؤوسا كبيرة تدعو الى ترك الآلة القديمة على حالها، لم تجد بعض الشركات الفرعية للبناء الا أن تستمر في صفع الصغيرات لتعلمهن الطاعة في الاوراش، وهناك من ضبط متلبسا يبحث في لحم امرأة، ومن تجرأ فضرب لها ماكينة الاشتغال ـ أو ما يسمى في عرف الجهلة عقلا ـ . بينما كثيرون من رجال البناء يضربون لها جوانب اطارها ـ أو ما تعتبره زمرة العسس القتالي جسدا ـ . لقد ثارت ثائرة خادمات في شقق مبنية بعالم الغرائب، ضدا على سرقة محافظ الدراسة وصهرها في مطابخ الاذلال، أو خدمة مصنفة ضمن اغتيال الانسانية المشاغبة.
فكرت يوما أن تجمع من أحسسن بضربات موجعة من عمال ورشات بناء البيت عنوة، كتبت جملة على حائطها الجسدي، وهناك من حقن النفس بالتحدي، كانت لهم سندا في ذلك زعيمة حلم التصالح مع الجماد، ظلت تردد: كلنا بني آدم، وحلمنا ان نتفاهم. كان يوما رائعا قيلت فيه خطبة مكتوبة بلغة الصم، ليفهمها الجميع. فض الاجتماع بفرحة منقوصة، لان أغلب العضوات اللواتي يحملن وشما غائبات، والسر الكبير خوف تحملنه أن يلتهم الاسمنت الصلب صوتهن...ونداء خفي من داخل الورشات ينطق ملتبسا؛ أنقذونا يا نساء تحدي الورشات...الاسمنت غول حضارة العالم الذي لايحترم خادمات الحياة في الشركة الكبرى للبناء والتغليف والتعبئة الوجودية...
محمد لفطيسي8..03..201
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق