الأربعاء، 16 أبريل 2014

مصائر مرتبطة.../ مقال .../ محرر صحيفة فنون الفنان والكاتب ..../ محمد لفطيسي .../ المغرب ....

مصائر مرتبطة
بعيدا عن مضمون كتاب " المصطفى جماهري" الذي يحمل هذا العنوان بالفرنسية، فقط ومن وحيه، بدا لي ما يلي
يرتبط رجل بامرأة بمصير حياة، يعمرون فيها، أو يموت أحدهم؛ فيندم طرف على فراقه، ويبكي لعدم وجود أحسن منه، لانه يرى فيه كمال النخوة والمروءة والشهامة. بينما اليوم يتخلى الرجل والمرأة عن بعضها دون ندم أو ارتباط...
ما الذي تغير؟!
يرتبط الصانع بمعلمه، يموت فيبكيه ويتحسر على عطائه وفنه وعمقه. واليوم يفترقان منذ اللحظة الأولى ويسب طرف الآخر دون حشمة أو وقار...تغير ملحوظ...
يرتبط الملاح بربانه طول حياة العمل، عندما يتقاعد احدهما، يبكي الطرف الباقي على ظهر السفينة بالدمع الحار؛ وكأن البحر لم يعد يعرف الطاقم المتبقي...واليوم الحزن يركب السفينة قبل الملاحين ينزلون منها بسرعة مايركبون فيها...الملاحة اليوم تعاني من وجود ربابنة آباء...
يرتبط التلميذ بمعلمته أو معلمه أو أستاذته أو أستاذه، وبعد التخرج أو الانتقال يتفارقان بالود والمحبة والاعتراف والتوافق، ولكن اليوم ثقافة العداء والانتقام هي التي تسري في الكيان؛ وكأن العداوة انتصرت على التربية...
وهلم امثلة في الوظيفة والقضاء والشرطة والدرك والمهن والأحلام والأقلام، كلما تقاعد رجل أو امرأة كان البكاء هو المسيطر في التكريمات، جيل يرحل بتقاليده ومصائره المرتبطة، ليحل جيل يواجه تحدي العنف الذي يسري الى كل القطاعات...والعهدة على كل واحد فينا أن يأخذ العبرة من الدول المجاورة، حيث مجلس المتقاعدين وازن في توجيه الشباب في المهن والتسيير وحل المشاكل في المهن والوظائف...يا ليت الدرس وصل؟!
محمد لفطيسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق