جلس الحلم ينتظر ان يطل من فوهة التطلع حالما بوجود، واجهه الكرسي واجما ينقض له العهود، فكانت مقامة الحوار الذي لم يكتب له الخلود، لرد كل واحد على الآخر الرد المردود
الحلم: ياكرسيا فارغا في قاعة انتظار، ويا يأسا ملتصقا كعجين رغيف افطار، من غير خميرة نضج وانضار، هوتك النفوس، واتخذتك خلودا للجلوس، من عشقك مات بسلطته، ومن نافس عليها هلك لحسرته.
الكرسي: انا شرف للجالسين، وعبرة للشامتين، كلما هواني هاو، كان في طمعي غاو، دوخت الرجال فعشقوني، والنساء لزهوهن طلبوني، ما من دار أو شقة صغيرة، تجد الكراسي فيها مديرة، الكل يعشق الجلوس، ومن بقي بدون تمنى ان تكون له نقود، ويحتفي بنوع من فصيلتي منذ الجدود...
الحلم: انا في العقل شغل شاغل، وفي السر البطل الشامل، من تخلى عني مات بحسرة الأمل، ومن نالني حازني بالعمل، كلما كبر المرء، زاد اتساع حلمه بتطور البدء، في مشارع وازنة، تقوده لحياة الكنوز الفاتنة...
الكرسي: بحت ونلت مرادي، فالكرسي حلم من يريد ترقية الايادي، كل من اتسعت أحلامه، زادت كراسيه وأعماله، وان كان كاتبا تنوعت أقلامه، وارتقى كلامه، وتحضر سلامه، ومن زاد ماله، كثرت اعماله، فكان لزاما معاشرة الكراسي، فنحن شعب الجلوس والتناسي...
غضب الحلم لانهزامه، والكرسي مفتخرا بالتزامه، راح يودعه على جولة التلاقي، لأخذ رأي الطاولات والآفاق، متأملا كل واحد شحذ همته، والانطلاق صوب تحفته، منتصرا لقضيه، بازا لخصمه ببلاغته...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق