بين الشعر د . محمد الأسطل والشاعرة رشا السيد أحمد
" طوفان الروح "
لم يبقَ غيرُنا
تعالِي نُضرمَ النارَ في دفءِ دَمِك
اعطنِي صفحةً غيرَ مكتوبة
لأنَّنِي تعلمتُ الرَّسمَ بالإيحاء
تعلمتُ أشياءَ عن اللاشيء
أيَّتُها الأبَديّةُ الشَّقراء :
امنَحِينِي نِصفَ نَظرَةٍ ..
عَلى سَرحَةٍ شَدِيدَةِ الإيحاءِ
أو
امنَحِينِي مَعبَدًا يَشرَبُنِي حَتى الكُسُوفِ
آهٍ كَم تُرهِقُنِي إيماءاتٌ لا تَنام
تُرهِقُنِي تاءُ الخَجَلِ أكثَر
سلامٌ عَلى مُشمُشٍ ...
صارَ سِربًا مِنَ الكَلِمات
****
فلسفةُ المَجاز :
هاك قلبي فَضاءٌ من بياض
خُطَ فيه ماشِئتَ من الموسيقى الزّرقاء
خُطَ فيه ماشِئتَ من أبجديتكَ
نسرٌ يُحلقُ حيثُما يَشاءُ
يَخطُ بِأبجديةِ التبرِ ناراً
وثلجاً وأطواقَ ماءٍ
فتبرقُ
القَوافي في دَمي
أجيجاً ..
فلستُ أدري ...
كيفَ يَتمظهرُ الوجودُ جَنةً وملهاة
كلما زارني من غياهبِ المُستحيلِ
توأمُ الروحِ
ذاكَ الكنارُ الغريد ؟!
فكلما طارَ في أوراقي
تصيرُ الحروفُ بين يديّ عَصافيرَ
لا تكفُ عن الشّدوِ
يصيرُ الحبرُ دفّاقًا من وريدي
يّاسميناً يزهرُ حدائقَ ملونةَ الأطياف
فوقَ البياض
****
وحدي أنا
سأكونُ قشرةَ الرِّيح
وحدي سأكونُ المسافرَ على جسدي
سأكونُ الحبَ بلانملٍ ينام
أذوِي من شدةِ الحنطة
كإطلالةٍ تهوِي على الكَفّ
إطلالةٌ يصعبُ طَيَّها
*****
تُبرقُ حيثُما تخطُّ الأَحرُفَ
فَلسفةٌ تَحتويني بين سَطرين
ريشةٌ تُحلقُ في فضاءِ من الأحداق
تتوهُ بينَ شُموعِ اللازَورد
تغرقُ بِهمسكَ المُسافر
طيفًا من الألوان
*****
ثمة شيءٌ يقذفُني في دمِك
أريدُكِ أن تنهضِي
فاللّيلُ ضحيلٌ قربَ كاحِلك الواطئ
حيثُ البجع يَصفِّرُ بملاقط الحنين
طائشًا برئتيكِ ..
ألهثُ ألفَ نورسٍ ونورس
مدينة شركسيّة تنبلجُ الآن في صدري
*****
رُويدكَ ..
رُويدكَ على قَلبيّ
يتوهُ بينَ مساكب الرياحينِ
فَراشةٌ بِالكنايةِ تَحترقُ
عَاتبني
فَفجري قِنديلٌ بِلا زغبٍ
ولا أجنحةُ ريشٍ تَقطعُ به
مسافاتِ الشوقِ عاتبني
أحبُ أن أَغتَسلَ بالموجِ
مَسكوناً بالريحِ و بالبرقِ
عاتبني
وأشرعْ الأبوابَ لِسِنجابٍ الهمس
أفرشُ له القَلبَ أوكاراً
وبندقاً من السَهرِ
****
أيّها المُنمّشون الصّغار ،
المطرُ يتساقطُ من كلِ شيء
ترعرَعوا في العَراء
اصغوا إلى محكمة التّناص
أحكُمُ ويُحكَمُ عليّ
أسنو ويُغشى عليّ
*****
مَركبٌ يُشرعُ على حروفِ القصيدةِ يرومها
سَكرةً ..
غماماً .. من لكنةِ الحروفِ يَسّرقُها
دَوحهُ .. يستحيلُ عطراً
يَتكاثفُ بأنفاسِ الاقترافِ
زهراتُ حَلم لحياة
فَتنجدلُ ضَفائرُ الياسمين بِحروفكَ إسّطُورةً
رُويدكَ على قَلبي
تضيعهُ فَلسفةُ المَجازِ
رويدكَ سَرَقني التكوين مُقترفاً
أنفاسَ النَرجِسِ
وكيفَ تُجاريهِ الريشةُ بِالرسمِ ؟
*****
أيَّتها الأحاسيسُ في صمتِ الزَّيزفون :
أنت بلانهاية
ستطاردك دواةُ أفلاطون
لتتحولي إلى فمٍ مفتوح
لكِ المجدُ بين الشفتين والمدى المنظور
لكِ المجدُ ..
كجلدٍ يرتعش
لن نفهم جيدًا ..
جملةً تريدُ أن تقضُمَ اللَّيل
ليبقى الكلامُ ..
بذرةً ..
تقفزُ على الرَّمل !
*****
يا حب :
علمني كيف أنبتُ ريشاً للقصائد
وعطرا في زهرِك
علمني كيف يصير الكونُ ..
في كفي جورية حمراء
وشغب قبلة تائهة
كيف ينب البحر على سطور البصمات ..
دون أن تخونني الفصول
مجّنونةٌ ...
تلكَ الياسمينةُ بِهوائها البَحريّ
تَرتدي الشَّذا ظلَ هدوء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق