السبت، 25 أكتوبر 2014

حينما تكون المرآة ممثلة عن الورود..... شـــــادية................بقلم الشاعر : كنعان الموسوي



دلعٌ كما يهفوا النســــيمُ العـــاطـرُ
كالافــــقِ يُغــريهِ الطـلوعُ الباهــــرُ

كالأمنـــــياتِ على صـــباحٍ مفعــمٍ
بالعـيدِ والاشـــواقُ طفـلٌ طاهــــرُ

أبدتْ غصــونَ البانِ حين تكسَّــرتْ
رقصــاً فغـــنَّت للجمـــالِ أزاهـــــرُ

وشدى النسيمُ غداةَ لاعبها الهوى
كأساً واسـكرَها الظــلامُ الســاهرُ

مســكيّةُ النفحـــاتِ احــلا منظـراً
ممَّــــا يريدُ بها الخـــيالُ الشـــاعرُ

هــامت بها الارواحُ حينَ تبسَّــمتْ
فجراً وتاهــتْ بالجـــمالِ مَشـــاعرُ

ضمَّــتْ الى الاغراءِ صــوتاً ساحراً
فــي عـــالمٍ بالرائعـــاتِ لســـاحرُ

وشَــدَتْ بانغــامِ الشـــبابِ خُـرافةً
غيــــداءَ غــــنَّاها الغـــرامُ الغــامرُ

وأنـا وأمــــنيةُ الشــــباب لواعـــجٌ
فاضـت ففاض بنا الزمــانُ العــــابرُ

اذ كـــلّما مـرَّت بذاكــــرةِ الهـــوى
عشــقاً... يهيمُ ودمعُــهُ يتقـــاطرُ

وقفة مع فنان / يوسف شاهين


يوسف شاهين (25 يناير 1926- 27 يوليو 2008) مخرج سينمائي مصري ذو شهرة عالمية، معروف بأعماله المثيرة للجدل، وبرباعيته السينمائية التي تتناول سيرته الذاتية (إسكندرية... ليه؟ - حدوتة مصرية - إسكندرية كمان وكمان - إسكندرية - نيويورك).
هو "يوسف جبرائيل شاهين"، مسيحي كاثوليكي، ولد لأسرة من الطبقة الوسطى، في 25 يناير 1926 في مدينة الإسكندرية لأب لبناني كاثوليكي من شرق لبنان في مدينة زحلة وأم من أصول يونانية هاجر إلى مصر في القرن التاسع عشر[1][2][3]، وكمعظم الأسر التي عاشت في الإسكندرية في تلك الفترة فقد كان هناك عدة لغات يتم التحدث بها في بيت يوسف شاهين. وعلى الرغم من انتمائه للطبقة المتوسطة حيث قالت الفنانة محسنة توفيق في إحدى الحوارات "أن أسرته كافحت لتعليمه"، كانت دراسته بمدارس خاصة منها كلية فيكتوريا، والتي حصل منها على الشهادة الثانوية. بعد اتمام دراسته في جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين في معهد پاسادينا المسرحي (پاسادينا پلاي هاوس - Pasadena Play House) يدرس فنون المسرح.
بعد رجوع شاهين إلى مصر، ساعده المصور السينمائي ألڤيزي أورفانيللي (Alvise Orfanelli) بالدخول في العمل بصناعة الأفلام. كان أول فيلم له هو بابا أمين (1950). وبعد عام واحد شارك فيلمه ابن النيل (1951) في مهرجان أفلام كان. في 1970 حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان قرطاچ. حصل على جائزة الدب الفضي في برلين عن فيلمه إسكندرية ليه؟ (1978)، وهو الفيلم الأول من أربعة تروي عن حياته الشخصية، الأفلام الثلاثة الأخرى هي حدوتة مصرية (1982)، إسكندرية كمان وكمان (1990) وإسكندرية - نيويورك(2004). في 1992 عرض عليه چاك لاسال (Jacques Lassalle) أن يعرض مسرحية من اختياره ل- كوميدي فرانسيز (Comédie Française). اختار شاهين أن يعرض مسرحية كاليجولا لألبير كامو والتي نجحت نجاحًا ساحقـًا. في العام نفسه بدأ بكتابة المهاجر (1994)، قصة مستوحاه من شخصية النبي يوسف ابن يعقوب. تمنى شاهين دائمًا صنع هذا العمل وقد تحققت أمنيته في 1994. ظهر شاهين كممثل في عدد من الأفلام التي أخرجها مثل باب الحديد وإسكندرية كمان وكمان.
في 1997، وبعد 46 عامًا و5 دعوات سابقة، حصل على جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان في عيده ال-50 عن مجموع أفلامه (1997)، منح مرتبة ضابط في لجنة الشرف من قبل فرنسا في 2006.
وبمناسبة الاحتفال بمئوية السينما المصرية شكل مركز الفنون التابع لمكتبة الإسكندرية عام 2006 لجنة فنية مؤلفة من النقاد أحمد الحضرى، كمال رمزى وسمير فريد لاختيار أهم 100 فيلم مصري روائي طويل ممن تركوا بصمة واضحة خلال هذه المسيرة الطويلة واختير عدد سبعه من أفلامه ضمن هذه القائمة وهي: صراع في الوادى، باب الحديد، الناصر صلاح الدين، الأرض، العصفور، عودة الابن الضال وإسكندرية ليه
هناك ما يقارب من 37 فيلم طويل وخمسة أفلام قصار حصيلة حياته المهنية نال عدة أفلام منها جوائز وترشيحات لمختلف الجوائز في العالم، أهمها جائزة الإنجاز العام من مهرجان كان السينمائي.

وفيما يلي قائمة بالأفلام الروائية الطويلة التي أخرجها يوسف شاهين:
بابا أمين (1950): بطولة فاتن حمامة وحسين رياض وكمال الشناوي وماري منيب وفريد شوقي وهند رستم [5]. وهو أول أفلام يوسف شاهين (أخرجه ولم يكن عمره يتجاوز الـ24 عامًا)، وقد اعتمد على الفانتازيا التي كانت غريبة على السينما المصرية، حيث يصور الفيلم حياة شخص بعد الموت.[6]
ابن النيل (1951)
المهرج الكبير (1952)
سيدة القطار (1952)
نساء بلا رجال (1953)
صراع في الوادي (1954)
شيطان الصحراء (1954)
صراع في الميناء (1956)
ودعت حبك (1957)
أنت حبيبي (1957)
جميلة بوحيرد (1958)
باب الحديد (1958)
حب إلى الأبد (1959)
بين يديك (1960)
رجل في حياتي (1961)
نداء العشاق (1961)
الناصر صلاح الدين (1963)
فجر يوم جديد (1964)
بياع الخواتم (1965)
رمال من ذهب (1966)
الناس والنيل (1968)
الأرض (1969)
الاختيار (1970)
العصفور (1972)
عودة الابن الضال (1976)
إسكندرية... ليه؟ (1978)
حدوتة مصرية (1982)
وداعاً بونابارت (1985)
اليوم السادس (1986)
إسكندرية كمان وكمان (1990)
المهاجر (1994)
المصير (1997)
الآخر (1999)
سكوت حنصور (2001)
إسكندرية - نيويورك (2004)
هي فوضى (2007) [5]

كما أخرج يوسف شاهين ستة أفلام قصيرة هي:
عيد الميرون (1967)
سلوى (1972)
الانطلاق (1974)
القاهرة منورة بأهلها (1991)
11/9/2001 (2002)
لكل سينماه (2007)

منذ بداية مشواره مع السينما، استخدم شاهين الموسيقى والغناء كعنصرين أساسيين في أفلامه منذ فيلمه الأول "بابا أمين" وحتى آخر أفلامه "هي فوضى". في تلك الأفلام تعامل مع عدد كبير من المؤلفين والملحنين والمطربين وكان يشارك في اختيار الأغاني والموسيقى التي تخدم فكرة. تعاون شاهين مع فريد الأطرش وشادية وقدمهما في صورة مختلفة في فيلم "أنت حبيبى" عام 1957، وقدم مع فيروز والأخوان رحبانى فيلم "بياع الخواتم" عام 1965 واختار ماجدة الرومى لبطولة فيلم عودة الابن الضال عام 1976 ولطيفة قى "سكوت هنصور" عام 2001.
ويمثل محمد منير حالة خاصة، لأنه أكثر المطربين مشاركة بصوته وأدائه في أفلام يوسف شاهين فقدم معه «حدوتة مصرية» عام ١٩٨٢ أتبعها بفيلم «اليوم السادس» بعدها بأربعة أعوام، ثم فيلم «المصير» عام ١٩٩7. وخلال تلك المسيرة لحن شاهين أغنيتين الأولى هي «حدوتة حتتنا» في فيلم «اليوم السادس» وأدّاها الفنان محسن محيي الدين، والثانية هي «قبل ما» للطيفة في فيلمه «سكوت هانصور» من كلمات كوثر مصطفي وتوزيع الموسيقار عمر خيرت
ظهرت لقطة ليوسف شاهين يصرخ في أحد مساعديه «يمين إيه ح تخش في الحيط» في فيلم حدوتة مصرية، لشاهين مبرره في الظهور في مشاهد أفلامه، لأنه يؤمن بضرورة التعبير عن رأيه. لكنه ظهر في أفلام أخرى كممثل كأدائه الرائع لشخصية «قناوي» في «باب الحديد» ومشاهده القصيرة في «إسماعيل ياسين في الطيران» إخراج فطين عبد الوهاب، وظهر في لقطة خاطفة في فيلم (ابن النيل) أثناء نزول محمود المليجي على السلم هاربا من البوليس، ويبدو أن عباراته لإسماعيل «هايل يا سمعة.. كمان مرة.. عايز ضرب واقعي» اشتهرت لتتحول إلى أحد أشهر افيهات السينما التاريخية، كما قام شاهين بالتمثيل في أفلام أخرى من إخراجه مثل فيلم «فجر يوم جديد» و«اليوم السادس» و«إسكندرية كمان وكمان». كان آخرها ظهوره في فيلم "ويجا" مجاملة لتلميذه خالد يوسف.

ويعرف عن شاهين معارضته للرقابة والتطرف وكذلك للحكومة المصرية وللإسلاميين، فيقول شاهين الذي يعتبر نفسه جزءاً من جيل الليبراليين المصريين أنه ما زال يكافح ضد الرقابة المحافظة سواءً من جانب الدولة أو المجتمع
كان ليوسف شاهين آراء سياسية واجتماعية واضحة، ففي الفترة بين 1964 و 1968 عمل يوسف شاهين خارج مصر بسبب خلافاته مع رموز النظام المصري، وقد عاد إلى مصر بوساطة من عبد الرحمن الشرقاوي. كما كان شاهين معارضا للرئيس حسني مبارك، وكذلك لجماعات ما يسمى "الإسلام السياسي" [11].. كما تتضح اراءه في عدد كبير من أفلامه كفيلم "باب الحديد" الذي صدم الجماهير بتقديمه صورة محببة للمراة العاهرة، وفيلم "العصفور" سنة 1973 الذي كان يشير إلى أن سبب الهزيمة في حرب 1967 يكمن في الفساد في البلد. كما أثار فيلم المهاجر عام 1994 غضب الأصوليين لانه تناول قصة يوسف ابن يعقوب عليهما السلام. كما تنوعت أفلام شاهين في مواضيعها فمن أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم صراع في الوادي - الأرض - عودة الابن الضال - إلى أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل - جميلة - وداعاً بونابرت - إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل - باب الحديد - الاختيار - فجر يوم جديد.
في مساء يوم 15 يونيو 2008، أُصيب يوسف شاهين بنزيف متكرر بالمخ، وفي 16 يونيو 2008 دخل يوسف شاهين في غيبوبة وأدخل إلى مستشفى الشروق بالقاهرة. طالب خالد يوسف الذي أخرج مع شاهين فيلم "هي فوضى..؟" باستئجار طائرة خاصة لنقل شاهين إلى فرنسا أو بريطانيا لتلقي العلاج.[12]، ولاحقا في ذلك اليوم نقل شاهين علي متن طائرة إسعافات ألمانية خاصة إلي باريس، حيث تم إدخاله إلي المستشفي الأمريكي بالعاصمة الفرنسية، ولكن صعوبة وضعه حتمت عليه الرجوع إلى مصر

توفي يوسف شاهين عن 82 عاما في الساعة الثالثة فجر يوم الأحد 27 يوليو 2008 بمستشفى المعادى للقوات المسلحة بالقاهرة، بعد دخوله في حالة غيبوبة لأكثر من ستة اسابيع وأقيم له قداس في كاتدرائية القيامة ببطريركية الروم الكاثوليك بمنطقة العباسية بالقاهرة ودفن جثمانه في مقابر الروم الكاثوليك بالشاطبي في مدينته الإسكندرية التي عشقها وخلدها في عدد من أفلامه [ وأقيم العزاء يوم 29 يوليو في مدينة السينما بالقاهرة . وقد نعاه قصرا الرئاسة في مصر وفرنسا حيث وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالمدافع عن الحريات

منقول

جين راسل.... وليصمت الاغراء.............. بقلم الشاعر : كنعان الموسوي /// العراق




من ها هنا بدءَ الرحـيلْ
والى هنا حيث الافـولُ

حيثُ احتراقُ الروحِ حــينَ الانتـظـارُ المســتحيلُ
والثغرُ... يرتجفُ الكــــلامُ.. فمـا الذي عنها يقولُ
القلبُ ضجَّ على الاسى والطرف يغرقهُ المسيلُ
وانـــا و وردي وحـــدةٌ ســـوداءُ يحــرقُها الـذبولُ
يا ايها الكـاسُ المقدَّسُ والمـُـــنى ظـمأٌ طــَـويلُ
ظمــأٌ انا.. والــــروحُ توقٌ.. والهــوى أمـلٌ قَــتيلُ
من اينَ لي صبرٌ فيسكنُ في دمي هذا العـويلُ
وأكتِّمُ الحبَّ القــديمَ.. ولوعــتي عشـقٌ مَهـولُ
لا لستُ بالسَّـالي ولا الناسي وانْ لحَّ العــذولُ

وقفة مع فنان / رامبرانت مصارع الظل والنور


يموت العظام... ولكن تبقى أعمالهم خالدة ...
هذا رامبرانت من أعظم فناني هولندا عاش في القرن السابع عشر الميلادي بين عام 1606-1669م في عصر الباروك الفني في أوروبا. ولقد تعلم فن الرسم والتصوير في صغره على يد أعظم وأشهر فناني هولندا انذاك. وبدأ حياته بحماس فني شديد وحب كبير لأعمال الفنية وفاقت قدراته الفنية عدة فنانين مجتمعين,

حيث تميز بسرعته ومهارته ودقته وبراعته في تكوين الأعمال الفنية ورسمها , وهو من أبرز فناني البورتريه في أوروبا وله محاولات عديدة جبارة في رسم الشخصيات المختلفة , وذلك لأنه وقع أسيرا للجمال البشري المتمثل في الجسد الإنساني, وكان بارعا في رسم الوجوه لدرجة أنه يسبر بريشته أغوار النفس البشرية ولم ينقل الوجوه كما هي مثلما يفعل بقية الفنانين بل نقلها وهو منقبا ومحللا عن النفس الإنسانية ويعكس ما فيها من جوانب سيكولوجية دفينة يظهرها بألوانه الداكنة ويصارع بفرشاته المحملة بالضوء غموض الظلام وتتفاعل المتضادات عندها بإبداع ليس له حدود وينتج أبرع أعماله التي تعتبر من الكنوز الفنية المحفوظة الآن في المتاحف الأوروبية والعالمية.
فالنور عند رامبرانت يأتي أحيانا من داخل اللوحة وأعماله غارقة في اللون الداكن وفرشاته مغطاة بالألوان العميقة وضرباتها السريعة المحملة بالخبرة, واجزم بالقول أن رامبرانت استطاع أنسنة النور بحسه المرهف أي أنه يعطي النور طابعا إنسانيا مختلفا.
والمتأمل لحياة رامبرانت يجد فيها قصة درامية واسعة ونهاية تراجيدية حزينة لحياة إنسان مظلوم وفنان مقهور , فقد بدأ حياته بالبذخ والكرم وحب الحياة ورسم الأثرياء وحياتهم المليئة بالملذات والشهوات وانتهى معبرا عن حياة الفقراء والمتسولين ومدفونا بينهم. فلقد كان لجدارية حراس الليل التي رسمها عام 1642م دورا كبيرا في القضاء على مستقبل رامبرانت الفني , عندما لم تعجب الجدارية بعض الحراس الذين رأوا أنه لم يوفهم قدرهم في رسم اللوحة ولم يبرزهم بالشكل الذي يرضي غرورهم معتبرا نفسه فنانا حرا وليس مقاولا يتحرك مثلما يملى عليه صاحب العمل. وأخذوا يشوهون صورته وسمعته الشخصية ويتهموه بالفسق والفجور , وفي عز هذه الأزمة تموت زوجته وعشيقته ساسكيا وطردوه من بيته والقوا بأثاثه في الطريق واشهروا إفلاسه وأخذوا مقتنياته الغالية وهي عبارة عن أعمال فنية مختلفة لمجموعة من الفنانين الأوربيين والشرق آسيويين وأعمال أساتذته وباعوها لنفسهم وغيرهم في مزاد رخيص بأبخس الأثمان . واضطر بعد
ذلك إلى السكن في بيت حقير في حي قديم, وكتب عليه أن يرى سمعته الشخصية وتاريخه الفني يتهاوى أمام ناظريه ولكن ما بيده حيلة.
ولكن الغريب في ذلك أن رامبرانت كان كلما ازداد عليه الظلم والطغيان وقسوة الظروف كان يزداد تألقا في عطائه وإنتاجه الفني فقد رسم آنذاك مجموعة واسعة من روائع الأعمال. وظل نظره يأخذ في التناقص شيئا فشيئا حتى وصل إلى مرحلة قريبة من العمى وكان يرسم لوحات كبيرة ضعف المساحات التي كان معتادا للرسم عليها وقد انعكست على الوانه قسوة الظروف ومرارة الظلم وهوان الفقر ويتضح ذلك على أعماله الأخيرة مثل اخر بورتريه شخصي رسمه لنفسه حيث حمّل وجهه معاناة السنين وكبر العمر وتراكمات الحزن واليأس والتعاسة والإحساس بالظلم والقهر. ويعتبر رامبرانت من أكثر الفنانين الذين رسموا أنفسهم حيث رسم بورتريهات شخصية لخمس مراحل من حياته كانت أكثرها مفعمة بالحياة والشعور بالسعادة.
وكانت نهايته تعيسة في عام 1669م حين دفن في مراسم جنازة حقيرة وألقي بجسده في مقابر الفقراء والمتسولين في هولندا.
منقول

السبت، 11 أكتوبر 2014

اصــــــــــــوات فــــي ذاكــــــرة التاريـــــــــخ : مــــلك محـــــــمد : اعــــــــــــداد ///حســــــــن نصــــــــــراوي /// العراق




المطربة ملك محمد إسمها الحقيقي هو (زينب محمد أحمد الجندي) من مواليد حي الجماليّة بالقاهرة في 28 أب - أغسطس - عام 1902 وشهرتها ملك محمد وهي مطربة وملحّنة وعازفة عود جيّدة،بدأت الغناء عام 1925 وقد توفّيت في القاهرة بتاريخ 28 آب - أغسطس عام 1983
يذكر بعضهم أنها انضمّت إلى فرقة أمين صدقي وقدّمت عددا من الروايات ( المقصود بالروايات آنذاك هي المسرحيات الغنائيّة والمسرحيات بصورة عامّة) ويذكر آخرون أنها عملت في تخت المطربة الشهيرة منيرة المهديّة إلى جانب المطربة المعروفة فتحيّة أحمد ولكنّها شقّت طريقها بسرعة واستقلّت بعملها في دار عرض خاصّة بها باسم أوبرا ملك ، هذا وقد أُعجب بها أمير الشعراء أحمد شوقي جدا وقدّم لها كثيرا من قصائده ولحّنت بعضها كما لحّن آخرون البعض الآخر ومنهم محمد القصبجي وكذلك قام السنباطي أيضا بتقديم أحد ألحانه لها .

أطلق عليها حسني الخطاط والد الفنانتين نجاة الصغيرة وسعاد حسني إسم مَلَك وسرعان ما إنتشر هذا اللقب وأصبحت تُعرف به وباسم ملك محمد وفيما بعد بالسيّدة ملك محمد ، كما أطلق عليها الكاتب المعروف والصحفي البارز محمد التابعي لقب مطربة العواطف وذاع لقبها هذا في الوسط الفني الذي عُرفت به.
إحترق مسرحها في أحداث حريق القاهرة عشيّة قيام الثورة المصريّة عام 1952مما حدا بها إلى الإعتزال .
ويتداول أهالي بغداد أحاديث كثيرة عنها ومنها أن رئيس الوزراء الأسبق نوري السعيد عندما كان يتردّد على مصر قبل الثورة المصريّة تعرّف عليها وسمعها فأُعجب بها كثيرا ومما يُذكر أنه يُقال أن رئيس الوزراء المذكور كان له إلمام بالموسيقى والمقامات ويروي أحد الأهالي أنه شهد له موقفا انتقد فيه أحد قرّاء المقام لقرائته مقام الإبراهيمي بصورة غير سليمة ولمّا احتدّ النقاش بينه وبين أحد الحاضرين لم يتردّد الباشا( وهذا هو اللقب الذي كان يُحب أن يُنادى به ) من أن يقوم يتأدية المقام كاملا بصوته هو وهذا يبيّن مدى عمق اطّلاعه بالأنغام والمقامات والسلالم الموسيقيّة ويُقال أنه كان يُفضّل طريقة أداء أهالي المعظّم ( أي منطقة الأعظميّة)على باب الشيخ أو المناطق الأخرى ويعرف قرّاء المقام أن هناك تباين بسيط بين طرق الأداء المختلفة ببغداد وهو أمر جائز في التفاصيل الصغيرة أو ببعض الميانات وأحيانا في الأجناس رغم أن المقام العراقي عبارة عن مؤلّفة موسيقيّة متكاملة تستعرض كافّة الإنتقالات التي وصلتنا دون تغيير وباتباع الهيكل العام المتعارف عليه ،ولهذا فإن إعجابه بالسيّدة ملك لم يكن اعتباطيّا وربّما تعاطف معها بسبب الأحداث التي أحاطت بها إبّان الثورة المصريّة وبعدها ولهذا كلّه فقد عمل على استقدامها من مصر ويذكر لي أحدهم أنّه أقام لها استقبالا كبيرا جدا حتّى خُيّلَ لبعض الناس أن البلاد تستقبل أحد القادة أو السياسيين الكبار .
وبعد أن أقامت في بغداد استعادت نشاطها وقدّمت للإذاعة العراقيّة بضعة أغاني جديدة وهي بالضبط لا تزيد عن أربعة أغاني جميلة ما زال أهل بغداد يردّدونها وكانت تُبثّ إحداها وهي صباح الخير يا لولة كل صباح تقريبا ولكنّ السيدة ملك قدّمت أغاني لا تقلّ جمالا عن صباح الخير ومنها أنا في انتظارك يا ورد وأغنية يا حلوة الوعدِ ما نسّاكِ ميعادي وأخرى هي زين زين وتوجد على النت أي في مواقع طربيّة متنوّعة لها أكثر من عشرين أغنية منها ما هو قديم جدا أي في مطلع حياتها الفنيّة ولكنها قدّمت سابقا مسرحيات غنائيّة لم نسمعها أو لم تصل إلينا .
وعندما حضرت إلى بغداد كان يُعرف عنها جدّيتها في العمل الفنّي ودقّتها في الإلتزام بالمقامات الموسيقيّة والأوزان والإيقاعات وكان العازفون يعملون لها ألف حساب كما أنها عملت في بعض ملاهي بغداد وكانت تتمتّع بحسن وجمال فائق ولهذا فإن بعضهم كان يذهب إلى الملهى فقط للتمتّع بالنظر إلى حسنها وجمالها وقد شغلت أهالي بغداد بها كثيرا، ولم تكن هي المطربة الأولى التي قدمت إلى بغداد للعمل فيها كمطربة بل كانت هناك المطربة الكبيرة والموهوبة نرجس شوقي التي تركت لجمهور الغناء والطرب العراقيين أغاني ممتعة وجميلة جدا لا سيما أنها أتقنت اللهجة العراقية وتدرّبت على المقامات العراقيّة وأقصد هنا السلالم والنغم وليس المقام العراقي كما استطاعت أن تتقن الأداء على وزن وإيقاع الجورجينا وهو من أوزان الوحدة الطويلة والصعبة بالنسبة للأذن غير العراقيّة ولكن السيدة ملك استطاعت أن تقدّم نوعا راقيا ومختلفا عمّا كان الغناء العراقي يدور في فلكه وكل العراقيين إلى يومنا هذا يتذكّرون أغانيها خصوصا صباح الخير يا لولة وهي من ألحانها وأدائها حيث كانوا يستمعون لها يوميّا كلّ صباح كما أسلفنا ، وتوجد تسجيلات لها وهي تؤدّي بعض أعمالها على العود ولكن هذه التسجيلات في الغالب تم القيام بها في أواخر حياتها ومنها ما تم إنجازه قبل وفاتها ببضعة أيّام ولا يُعتبر هذا أفضل أداء لها ولا أفضل نموذج لصوتها لأنها كانت في العقد التاسع من عمرها ولا يعبّر ذلك عن معدن صوتها ولا قدراتها الموسيقيّة ومع ذلك يستطيع السامع أن يميّز معدن ذلك الصوت المدرّب تدريبا جيّدا.
{ حســــــــن نصـــــــراوي }
اصــــــــــــوات فــــي ذاكــــــرة التاريـــــــــخ : مــــلك محـــــــمد
**************************************************
اعــــــــــــداد : حســــــــن نصــــــــــراوي
************************************************
المطربة ملك محمد إسمها الحقيقي هو (زينب محمد أحمد الجندي) من مواليد حي الجماليّة بالقاهرة في 28 أب - أغسطس - عام 1902 وشهرتها ملك محمد وهي مطربة وملحّنة وعازفة عود جيّدة،بدأت الغناء عام 1925 وقد توفّيت في القاهرة بتاريخ 28 آب - أغسطس عام 1983
يذكر بعضهم أنها انضمّت إلى فرقة أمين صدقي وقدّمت عددا من الروايات ( المقصود بالروايات آنذاك هي المسرحيات الغنائيّة والمسرحيات بصورة عامّة) ويذكر آخرون أنها عملت في تخت المطربة الشهيرة منيرة المهديّة إلى جانب المطربة المعروفة فتحيّة أحمد ولكنّها شقّت طريقها بسرعة واستقلّت بعملها في دار عرض خاصّة بها باسم أوبرا ملك ، هذا وقد أُعجب بها أمير الشعراء أحمد شوقي جدا وقدّم لها كثيرا من قصائده ولحّنت بعضها كما لحّن آخرون البعض الآخر ومنهم محمد القصبجي وكذلك قام السنباطي أيضا بتقديم أحد ألحانه لها .

أطلق عليها حسني الخطاط والد الفنانتين نجاة الصغيرة وسعاد حسني إسم مَلَك وسرعان ما إنتشر هذا اللقب وأصبحت تُعرف به وباسم ملك محمد وفيما بعد بالسيّدة ملك محمد ، كما أطلق عليها الكاتب المعروف والصحفي البارز محمد التابعي لقب مطربة العواطف وذاع لقبها هذا في الوسط الفني الذي عُرفت به.
إحترق مسرحها في أحداث حريق القاهرة عشيّة قيام الثورة المصريّة عام 1952مما حدا بها إلى الإعتزال .
ويتداول أهالي بغداد أحاديث كثيرة عنها ومنها أن رئيس الوزراء الأسبق نوري السعيد عندما كان يتردّد على مصر قبل الثورة المصريّة تعرّف عليها وسمعها فأُعجب بها كثيرا ومما يُذكر أنه يُقال أن رئيس الوزراء المذكور كان له إلمام بالموسيقى والمقامات ويروي أحد الأهالي أنه شهد له موقفا انتقد فيه أحد قرّاء المقام لقرائته مقام الإبراهيمي بصورة غير سليمة ولمّا احتدّ النقاش بينه وبين أحد الحاضرين لم يتردّد الباشا( وهذا هو اللقب الذي كان يُحب أن يُنادى به ) من أن يقوم يتأدية المقام كاملا بصوته هو وهذا يبيّن مدى عمق اطّلاعه بالأنغام والمقامات والسلالم الموسيقيّة ويُقال أنه كان يُفضّل طريقة أداء أهالي المعظّم ( أي منطقة الأعظميّة)على باب الشيخ أو المناطق الأخرى ويعرف قرّاء المقام أن هناك تباين بسيط بين طرق الأداء المختلفة ببغداد وهو أمر جائز في التفاصيل الصغيرة أو ببعض الميانات وأحيانا في الأجناس رغم أن المقام العراقي عبارة عن مؤلّفة موسيقيّة متكاملة تستعرض كافّة الإنتقالات التي وصلتنا دون تغيير وباتباع الهيكل العام المتعارف عليه ،ولهذا فإن إعجابه بالسيّدة ملك لم يكن اعتباطيّا وربّما تعاطف معها بسبب الأحداث التي أحاطت بها إبّان الثورة المصريّة وبعدها ولهذا كلّه فقد عمل على استقدامها من مصر ويذكر لي أحدهم أنّه أقام لها استقبالا كبيرا جدا حتّى خُيّلَ لبعض الناس أن البلاد تستقبل أحد القادة أو السياسيين الكبار .
وبعد أن أقامت في بغداد استعادت نشاطها وقدّمت للإذاعة العراقيّة بضعة أغاني جديدة وهي بالضبط لا تزيد عن أربعة أغاني جميلة ما زال أهل بغداد يردّدونها وكانت تُبثّ إحداها وهي صباح الخير يا لولة كل صباح تقريبا ولكنّ السيدة ملك قدّمت أغاني لا تقلّ جمالا عن صباح الخير ومنها أنا في انتظارك يا ورد وأغنية يا حلوة الوعدِ ما نسّاكِ ميعادي وأخرى هي زين زين وتوجد على النت أي في مواقع طربيّة متنوّعة لها أكثر من عشرين أغنية منها ما هو قديم جدا أي في مطلع حياتها الفنيّة ولكنها قدّمت سابقا مسرحيات غنائيّة لم نسمعها أو لم تصل إلينا .
وعندما حضرت إلى بغداد كان يُعرف عنها جدّيتها في العمل الفنّي ودقّتها في الإلتزام بالمقامات الموسيقيّة والأوزان والإيقاعات وكان العازفون يعملون لها ألف حساب كما أنها عملت في بعض ملاهي بغداد وكانت تتمتّع بحسن وجمال فائق ولهذا فإن بعضهم كان يذهب إلى الملهى فقط للتمتّع بالنظر إلى حسنها وجمالها وقد شغلت أهالي بغداد بها كثيرا، ولم تكن هي المطربة الأولى التي قدمت إلى بغداد للعمل فيها كمطربة بل كانت هناك المطربة الكبيرة والموهوبة نرجس شوقي التي تركت لجمهور الغناء والطرب العراقيين أغاني ممتعة وجميلة جدا لا سيما أنها أتقنت اللهجة العراقية وتدرّبت على المقامات العراقيّة وأقصد هنا السلالم والنغم وليس المقام العراقي كما استطاعت أن تتقن الأداء على وزن وإيقاع الجورجينا وهو من أوزان الوحدة الطويلة والصعبة بالنسبة للأذن غير العراقيّة ولكن السيدة ملك استطاعت أن تقدّم نوعا راقيا ومختلفا عمّا كان الغناء العراقي يدور في فلكه وكل العراقيين إلى يومنا هذا يتذكّرون أغانيها خصوصا صباح الخير يا لولة وهي من ألحانها وأدائها حيث كانوا يستمعون لها يوميّا كلّ صباح كما أسلفنا ، وتوجد تسجيلات لها وهي تؤدّي بعض أعمالها على العود ولكن هذه التسجيلات في الغالب تم القيام بها في أواخر حياتها ومنها ما تم إنجازه قبل وفاتها ببضعة أيّام ولا يُعتبر هذا أفضل أداء لها ولا أفضل نموذج لصوتها لأنها كانت في العقد التاسع من عمرها ولا يعبّر ذلك عن معدن صوتها ولا قدراتها الموسيقيّة ومع ذلك يستطيع السامع أن يميّز معدن ذلك الصوت المدرّب تدريبا جيّدا.
{ حســــــــن نصـــــــراوي }