المطربة ملك محمد إسمها الحقيقي هو (زينب محمد أحمد الجندي) من مواليد حي الجماليّة بالقاهرة في 28 أب - أغسطس - عام 1902 وشهرتها ملك محمد وهي مطربة وملحّنة وعازفة عود جيّدة،بدأت الغناء عام 1925 وقد توفّيت في القاهرة بتاريخ 28 آب - أغسطس عام 1983
يذكر بعضهم أنها انضمّت إلى فرقة أمين صدقي وقدّمت عددا من الروايات ( المقصود بالروايات آنذاك هي المسرحيات الغنائيّة والمسرحيات بصورة عامّة) ويذكر آخرون أنها عملت في تخت المطربة الشهيرة منيرة المهديّة إلى جانب المطربة المعروفة فتحيّة أحمد ولكنّها شقّت طريقها بسرعة واستقلّت بعملها في دار عرض خاصّة بها باسم أوبرا ملك ، هذا وقد أُعجب بها أمير الشعراء أحمد شوقي جدا وقدّم لها كثيرا من قصائده ولحّنت بعضها كما لحّن آخرون البعض الآخر ومنهم محمد القصبجي وكذلك قام السنباطي أيضا بتقديم أحد ألحانه لها .
أطلق عليها حسني الخطاط والد الفنانتين نجاة الصغيرة وسعاد حسني إسم مَلَك وسرعان ما إنتشر هذا اللقب وأصبحت تُعرف به وباسم ملك محمد وفيما بعد بالسيّدة ملك محمد ، كما أطلق عليها الكاتب المعروف والصحفي البارز محمد التابعي لقب مطربة العواطف وذاع لقبها هذا في الوسط الفني الذي عُرفت به.
إحترق مسرحها في أحداث حريق القاهرة عشيّة قيام الثورة المصريّة عام 1952مما حدا بها إلى الإعتزال .
ويتداول أهالي بغداد أحاديث كثيرة عنها ومنها أن رئيس الوزراء الأسبق نوري السعيد عندما كان يتردّد على مصر قبل الثورة المصريّة تعرّف عليها وسمعها فأُعجب بها كثيرا ومما يُذكر أنه يُقال أن رئيس الوزراء المذكور كان له إلمام بالموسيقى والمقامات ويروي أحد الأهالي أنه شهد له موقفا انتقد فيه أحد قرّاء المقام لقرائته مقام الإبراهيمي بصورة غير سليمة ولمّا احتدّ النقاش بينه وبين أحد الحاضرين لم يتردّد الباشا( وهذا هو اللقب الذي كان يُحب أن يُنادى به ) من أن يقوم يتأدية المقام كاملا بصوته هو وهذا يبيّن مدى عمق اطّلاعه بالأنغام والمقامات والسلالم الموسيقيّة ويُقال أنه كان يُفضّل طريقة أداء أهالي المعظّم ( أي منطقة الأعظميّة)على باب الشيخ أو المناطق الأخرى ويعرف قرّاء المقام أن هناك تباين بسيط بين طرق الأداء المختلفة ببغداد وهو أمر جائز في التفاصيل الصغيرة أو ببعض الميانات وأحيانا في الأجناس رغم أن المقام العراقي عبارة عن مؤلّفة موسيقيّة متكاملة تستعرض كافّة الإنتقالات التي وصلتنا دون تغيير وباتباع الهيكل العام المتعارف عليه ،ولهذا فإن إعجابه بالسيّدة ملك لم يكن اعتباطيّا وربّما تعاطف معها بسبب الأحداث التي أحاطت بها إبّان الثورة المصريّة وبعدها ولهذا كلّه فقد عمل على استقدامها من مصر ويذكر لي أحدهم أنّه أقام لها استقبالا كبيرا جدا حتّى خُيّلَ لبعض الناس أن البلاد تستقبل أحد القادة أو السياسيين الكبار .
وبعد أن أقامت في بغداد استعادت نشاطها وقدّمت للإذاعة العراقيّة بضعة أغاني جديدة وهي بالضبط لا تزيد عن أربعة أغاني جميلة ما زال أهل بغداد يردّدونها وكانت تُبثّ إحداها وهي صباح الخير يا لولة كل صباح تقريبا ولكنّ السيدة ملك قدّمت أغاني لا تقلّ جمالا عن صباح الخير ومنها أنا في انتظارك يا ورد وأغنية يا حلوة الوعدِ ما نسّاكِ ميعادي وأخرى هي زين زين وتوجد على النت أي في مواقع طربيّة متنوّعة لها أكثر من عشرين أغنية منها ما هو قديم جدا أي في مطلع حياتها الفنيّة ولكنها قدّمت سابقا مسرحيات غنائيّة لم نسمعها أو لم تصل إلينا .
وعندما حضرت إلى بغداد كان يُعرف عنها جدّيتها في العمل الفنّي ودقّتها في الإلتزام بالمقامات الموسيقيّة والأوزان والإيقاعات وكان العازفون يعملون لها ألف حساب كما أنها عملت في بعض ملاهي بغداد وكانت تتمتّع بحسن وجمال فائق ولهذا فإن بعضهم كان يذهب إلى الملهى فقط للتمتّع بالنظر إلى حسنها وجمالها وقد شغلت أهالي بغداد بها كثيرا، ولم تكن هي المطربة الأولى التي قدمت إلى بغداد للعمل فيها كمطربة بل كانت هناك المطربة الكبيرة والموهوبة نرجس شوقي التي تركت لجمهور الغناء والطرب العراقيين أغاني ممتعة وجميلة جدا لا سيما أنها أتقنت اللهجة العراقية وتدرّبت على المقامات العراقيّة وأقصد هنا السلالم والنغم وليس المقام العراقي كما استطاعت أن تتقن الأداء على وزن وإيقاع الجورجينا وهو من أوزان الوحدة الطويلة والصعبة بالنسبة للأذن غير العراقيّة ولكن السيدة ملك استطاعت أن تقدّم نوعا راقيا ومختلفا عمّا كان الغناء العراقي يدور في فلكه وكل العراقيين إلى يومنا هذا يتذكّرون أغانيها خصوصا صباح الخير يا لولة وهي من ألحانها وأدائها حيث كانوا يستمعون لها يوميّا كلّ صباح كما أسلفنا ، وتوجد تسجيلات لها وهي تؤدّي بعض أعمالها على العود ولكن هذه التسجيلات في الغالب تم القيام بها في أواخر حياتها ومنها ما تم إنجازه قبل وفاتها ببضعة أيّام ولا يُعتبر هذا أفضل أداء لها ولا أفضل نموذج لصوتها لأنها كانت في العقد التاسع من عمرها ولا يعبّر ذلك عن معدن صوتها ولا قدراتها الموسيقيّة ومع ذلك يستطيع السامع أن يميّز معدن ذلك الصوت المدرّب تدريبا جيّدا.
{ حســــــــن نصـــــــراوي }
اصــــــــــــوات فــــي ذاكــــــرة التاريـــــــــخ : مــــلك محـــــــمد
**************************************************
اعــــــــــــداد : حســــــــن نصــــــــــراوي
************************************************
المطربة ملك محمد إسمها الحقيقي هو (زينب محمد أحمد الجندي) من مواليد حي الجماليّة بالقاهرة في 28 أب - أغسطس - عام 1902 وشهرتها ملك محمد وهي مطربة وملحّنة وعازفة عود جيّدة،بدأت الغناء عام 1925 وقد توفّيت في القاهرة بتاريخ 28 آب - أغسطس عام 1983
يذكر بعضهم أنها انضمّت إلى فرقة أمين صدقي وقدّمت عددا من الروايات ( المقصود بالروايات آنذاك هي المسرحيات الغنائيّة والمسرحيات بصورة عامّة) ويذكر آخرون أنها عملت في تخت المطربة الشهيرة منيرة المهديّة إلى جانب المطربة المعروفة فتحيّة أحمد ولكنّها شقّت طريقها بسرعة واستقلّت بعملها في دار عرض خاصّة بها باسم أوبرا ملك ، هذا وقد أُعجب بها أمير الشعراء أحمد شوقي جدا وقدّم لها كثيرا من قصائده ولحّنت بعضها كما لحّن آخرون البعض الآخر ومنهم محمد القصبجي وكذلك قام السنباطي أيضا بتقديم أحد ألحانه لها .
أطلق عليها حسني الخطاط والد الفنانتين نجاة الصغيرة وسعاد حسني إسم مَلَك وسرعان ما إنتشر هذا اللقب وأصبحت تُعرف به وباسم ملك محمد وفيما بعد بالسيّدة ملك محمد ، كما أطلق عليها الكاتب المعروف والصحفي البارز محمد التابعي لقب مطربة العواطف وذاع لقبها هذا في الوسط الفني الذي عُرفت به.
إحترق مسرحها في أحداث حريق القاهرة عشيّة قيام الثورة المصريّة عام 1952مما حدا بها إلى الإعتزال .
ويتداول أهالي بغداد أحاديث كثيرة عنها ومنها أن رئيس الوزراء الأسبق نوري السعيد عندما كان يتردّد على مصر قبل الثورة المصريّة تعرّف عليها وسمعها فأُعجب بها كثيرا ومما يُذكر أنه يُقال أن رئيس الوزراء المذكور كان له إلمام بالموسيقى والمقامات ويروي أحد الأهالي أنه شهد له موقفا انتقد فيه أحد قرّاء المقام لقرائته مقام الإبراهيمي بصورة غير سليمة ولمّا احتدّ النقاش بينه وبين أحد الحاضرين لم يتردّد الباشا( وهذا هو اللقب الذي كان يُحب أن يُنادى به ) من أن يقوم يتأدية المقام كاملا بصوته هو وهذا يبيّن مدى عمق اطّلاعه بالأنغام والمقامات والسلالم الموسيقيّة ويُقال أنه كان يُفضّل طريقة أداء أهالي المعظّم ( أي منطقة الأعظميّة)على باب الشيخ أو المناطق الأخرى ويعرف قرّاء المقام أن هناك تباين بسيط بين طرق الأداء المختلفة ببغداد وهو أمر جائز في التفاصيل الصغيرة أو ببعض الميانات وأحيانا في الأجناس رغم أن المقام العراقي عبارة عن مؤلّفة موسيقيّة متكاملة تستعرض كافّة الإنتقالات التي وصلتنا دون تغيير وباتباع الهيكل العام المتعارف عليه ،ولهذا فإن إعجابه بالسيّدة ملك لم يكن اعتباطيّا وربّما تعاطف معها بسبب الأحداث التي أحاطت بها إبّان الثورة المصريّة وبعدها ولهذا كلّه فقد عمل على استقدامها من مصر ويذكر لي أحدهم أنّه أقام لها استقبالا كبيرا جدا حتّى خُيّلَ لبعض الناس أن البلاد تستقبل أحد القادة أو السياسيين الكبار .
وبعد أن أقامت في بغداد استعادت نشاطها وقدّمت للإذاعة العراقيّة بضعة أغاني جديدة وهي بالضبط لا تزيد عن أربعة أغاني جميلة ما زال أهل بغداد يردّدونها وكانت تُبثّ إحداها وهي صباح الخير يا لولة كل صباح تقريبا ولكنّ السيدة ملك قدّمت أغاني لا تقلّ جمالا عن صباح الخير ومنها أنا في انتظارك يا ورد وأغنية يا حلوة الوعدِ ما نسّاكِ ميعادي وأخرى هي زين زين وتوجد على النت أي في مواقع طربيّة متنوّعة لها أكثر من عشرين أغنية منها ما هو قديم جدا أي في مطلع حياتها الفنيّة ولكنها قدّمت سابقا مسرحيات غنائيّة لم نسمعها أو لم تصل إلينا .
وعندما حضرت إلى بغداد كان يُعرف عنها جدّيتها في العمل الفنّي ودقّتها في الإلتزام بالمقامات الموسيقيّة والأوزان والإيقاعات وكان العازفون يعملون لها ألف حساب كما أنها عملت في بعض ملاهي بغداد وكانت تتمتّع بحسن وجمال فائق ولهذا فإن بعضهم كان يذهب إلى الملهى فقط للتمتّع بالنظر إلى حسنها وجمالها وقد شغلت أهالي بغداد بها كثيرا، ولم تكن هي المطربة الأولى التي قدمت إلى بغداد للعمل فيها كمطربة بل كانت هناك المطربة الكبيرة والموهوبة نرجس شوقي التي تركت لجمهور الغناء والطرب العراقيين أغاني ممتعة وجميلة جدا لا سيما أنها أتقنت اللهجة العراقية وتدرّبت على المقامات العراقيّة وأقصد هنا السلالم والنغم وليس المقام العراقي كما استطاعت أن تتقن الأداء على وزن وإيقاع الجورجينا وهو من أوزان الوحدة الطويلة والصعبة بالنسبة للأذن غير العراقيّة ولكن السيدة ملك استطاعت أن تقدّم نوعا راقيا ومختلفا عمّا كان الغناء العراقي يدور في فلكه وكل العراقيين إلى يومنا هذا يتذكّرون أغانيها خصوصا صباح الخير يا لولة وهي من ألحانها وأدائها حيث كانوا يستمعون لها يوميّا كلّ صباح كما أسلفنا ، وتوجد تسجيلات لها وهي تؤدّي بعض أعمالها على العود ولكن هذه التسجيلات في الغالب تم القيام بها في أواخر حياتها ومنها ما تم إنجازه قبل وفاتها ببضعة أيّام ولا يُعتبر هذا أفضل أداء لها ولا أفضل نموذج لصوتها لأنها كانت في العقد التاسع من عمرها ولا يعبّر ذلك عن معدن صوتها ولا قدراتها الموسيقيّة ومع ذلك يستطيع السامع أن يميّز معدن ذلك الصوت المدرّب تدريبا جيّدا.
{ حســــــــن نصـــــــراوي }
**************************************************
اعــــــــــــداد : حســــــــن نصــــــــــراوي
************************************************
المطربة ملك محمد إسمها الحقيقي هو (زينب محمد أحمد الجندي) من مواليد حي الجماليّة بالقاهرة في 28 أب - أغسطس - عام 1902 وشهرتها ملك محمد وهي مطربة وملحّنة وعازفة عود جيّدة،بدأت الغناء عام 1925 وقد توفّيت في القاهرة بتاريخ 28 آب - أغسطس عام 1983
يذكر بعضهم أنها انضمّت إلى فرقة أمين صدقي وقدّمت عددا من الروايات ( المقصود بالروايات آنذاك هي المسرحيات الغنائيّة والمسرحيات بصورة عامّة) ويذكر آخرون أنها عملت في تخت المطربة الشهيرة منيرة المهديّة إلى جانب المطربة المعروفة فتحيّة أحمد ولكنّها شقّت طريقها بسرعة واستقلّت بعملها في دار عرض خاصّة بها باسم أوبرا ملك ، هذا وقد أُعجب بها أمير الشعراء أحمد شوقي جدا وقدّم لها كثيرا من قصائده ولحّنت بعضها كما لحّن آخرون البعض الآخر ومنهم محمد القصبجي وكذلك قام السنباطي أيضا بتقديم أحد ألحانه لها .
أطلق عليها حسني الخطاط والد الفنانتين نجاة الصغيرة وسعاد حسني إسم مَلَك وسرعان ما إنتشر هذا اللقب وأصبحت تُعرف به وباسم ملك محمد وفيما بعد بالسيّدة ملك محمد ، كما أطلق عليها الكاتب المعروف والصحفي البارز محمد التابعي لقب مطربة العواطف وذاع لقبها هذا في الوسط الفني الذي عُرفت به.
إحترق مسرحها في أحداث حريق القاهرة عشيّة قيام الثورة المصريّة عام 1952مما حدا بها إلى الإعتزال .
ويتداول أهالي بغداد أحاديث كثيرة عنها ومنها أن رئيس الوزراء الأسبق نوري السعيد عندما كان يتردّد على مصر قبل الثورة المصريّة تعرّف عليها وسمعها فأُعجب بها كثيرا ومما يُذكر أنه يُقال أن رئيس الوزراء المذكور كان له إلمام بالموسيقى والمقامات ويروي أحد الأهالي أنه شهد له موقفا انتقد فيه أحد قرّاء المقام لقرائته مقام الإبراهيمي بصورة غير سليمة ولمّا احتدّ النقاش بينه وبين أحد الحاضرين لم يتردّد الباشا( وهذا هو اللقب الذي كان يُحب أن يُنادى به ) من أن يقوم يتأدية المقام كاملا بصوته هو وهذا يبيّن مدى عمق اطّلاعه بالأنغام والمقامات والسلالم الموسيقيّة ويُقال أنه كان يُفضّل طريقة أداء أهالي المعظّم ( أي منطقة الأعظميّة)على باب الشيخ أو المناطق الأخرى ويعرف قرّاء المقام أن هناك تباين بسيط بين طرق الأداء المختلفة ببغداد وهو أمر جائز في التفاصيل الصغيرة أو ببعض الميانات وأحيانا في الأجناس رغم أن المقام العراقي عبارة عن مؤلّفة موسيقيّة متكاملة تستعرض كافّة الإنتقالات التي وصلتنا دون تغيير وباتباع الهيكل العام المتعارف عليه ،ولهذا فإن إعجابه بالسيّدة ملك لم يكن اعتباطيّا وربّما تعاطف معها بسبب الأحداث التي أحاطت بها إبّان الثورة المصريّة وبعدها ولهذا كلّه فقد عمل على استقدامها من مصر ويذكر لي أحدهم أنّه أقام لها استقبالا كبيرا جدا حتّى خُيّلَ لبعض الناس أن البلاد تستقبل أحد القادة أو السياسيين الكبار .
وبعد أن أقامت في بغداد استعادت نشاطها وقدّمت للإذاعة العراقيّة بضعة أغاني جديدة وهي بالضبط لا تزيد عن أربعة أغاني جميلة ما زال أهل بغداد يردّدونها وكانت تُبثّ إحداها وهي صباح الخير يا لولة كل صباح تقريبا ولكنّ السيدة ملك قدّمت أغاني لا تقلّ جمالا عن صباح الخير ومنها أنا في انتظارك يا ورد وأغنية يا حلوة الوعدِ ما نسّاكِ ميعادي وأخرى هي زين زين وتوجد على النت أي في مواقع طربيّة متنوّعة لها أكثر من عشرين أغنية منها ما هو قديم جدا أي في مطلع حياتها الفنيّة ولكنها قدّمت سابقا مسرحيات غنائيّة لم نسمعها أو لم تصل إلينا .
وعندما حضرت إلى بغداد كان يُعرف عنها جدّيتها في العمل الفنّي ودقّتها في الإلتزام بالمقامات الموسيقيّة والأوزان والإيقاعات وكان العازفون يعملون لها ألف حساب كما أنها عملت في بعض ملاهي بغداد وكانت تتمتّع بحسن وجمال فائق ولهذا فإن بعضهم كان يذهب إلى الملهى فقط للتمتّع بالنظر إلى حسنها وجمالها وقد شغلت أهالي بغداد بها كثيرا، ولم تكن هي المطربة الأولى التي قدمت إلى بغداد للعمل فيها كمطربة بل كانت هناك المطربة الكبيرة والموهوبة نرجس شوقي التي تركت لجمهور الغناء والطرب العراقيين أغاني ممتعة وجميلة جدا لا سيما أنها أتقنت اللهجة العراقية وتدرّبت على المقامات العراقيّة وأقصد هنا السلالم والنغم وليس المقام العراقي كما استطاعت أن تتقن الأداء على وزن وإيقاع الجورجينا وهو من أوزان الوحدة الطويلة والصعبة بالنسبة للأذن غير العراقيّة ولكن السيدة ملك استطاعت أن تقدّم نوعا راقيا ومختلفا عمّا كان الغناء العراقي يدور في فلكه وكل العراقيين إلى يومنا هذا يتذكّرون أغانيها خصوصا صباح الخير يا لولة وهي من ألحانها وأدائها حيث كانوا يستمعون لها يوميّا كلّ صباح كما أسلفنا ، وتوجد تسجيلات لها وهي تؤدّي بعض أعمالها على العود ولكن هذه التسجيلات في الغالب تم القيام بها في أواخر حياتها ومنها ما تم إنجازه قبل وفاتها ببضعة أيّام ولا يُعتبر هذا أفضل أداء لها ولا أفضل نموذج لصوتها لأنها كانت في العقد التاسع من عمرها ولا يعبّر ذلك عن معدن صوتها ولا قدراتها الموسيقيّة ومع ذلك يستطيع السامع أن يميّز معدن ذلك الصوت المدرّب تدريبا جيّدا.
{ حســــــــن نصـــــــراوي }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق