رقصة الحصاد
جابر السوداني
قــلْ لـي أيـُّـها الغــوِيُّ
بـمـاذا كـنتَ تـفـكـرُ ؟
حينَ اصطفـتْـكَ ذاتَ منيةٍ
شـهـقـةُ مــوتٍ غــادرةْ.
وماذا ستـأخــذُ
مــن خصاصةِ عـمـرِكِ
الـمتـرع ِ بالأذى
أنيساً لـوجـهِـكَ الـمنسيِّ
فـي قــرارةِ الـقـبــورْ.
مـاذا استـبـقـتْ يـداكَ ؟
لسلالـتِـكَ التي ستسألُ عنــكَ
جـيـوشَ الأرامــلِ الباكياتِ
وهــلْ حقــاً ، كـنـتَ تعــرفُ ،
دونَ بـقيـةِ الـوجـوهِ
إن للـفـراقَ طـعـمُ النــــــــــــواحِ
وصـرخـةَ امرأةٍ ثـكـلـى
حزينـةٍ تئـنُّ علـى ضفـافِ المساءْ.
قــلْ لي أيـُّـها المسفارُ دائماً
ماذا اعتراكَ حيـنَ خلفـتْـكَ هنا
وحيداً خـطـى الرَّاحـليـنْ.
تـغــزلُ مـن خيـوطِ
أوهامِـكَ الـبـدويِّـةِ السماتِ
عبـاءةَ صبـرِكَ الممـضِّ
لتسترَ بـهـا دونَ جــدوى
سوءةَ هـذِهِ الأيامِ العاهـرةْ.
قـلْ لي أيـُّـها المنسيُ
فـي قـرارةِ الـجُّـبِ العميقْ.
تنهشُ مـن روائــحِ دمِـكَ
المـهـدورِ جُـبَارا
أنيابُ الـذئابِ الماكـراتْ.
وتستــــدلُ بـهـا
على مذاقِ لحمِـكِ الطـريِّ
صـولـةُ ضـواري
كافــرةٌ أوجـاعُــكَ التي
حـرَّمتْ عليـكِ رقصةَ الحصادِ
في مواسمِ السنابلِ الوفيرة.
كافــرةٌ بقيـةُ عمـرِكَ التي
أسلمتكَ طــوعــا للنشيـجَ المميتِ
في زمـنِ الغنـاءَ الجميـلْ.
كـافـرةٌ سكـتةُ الـمـوتِ التي
بـاغـتـتْ وجهَـكَ الغريبَ هنا
فـي زمـنِ استـفـاقـةِ الصهيـلِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق