الفنان " سلام القلعاوي " فنان يبحث عن معالم مجهولة
في حياته الإغترابية
هناك حالة من الفوضى ، وانعدام الرؤية ، تجعل الأنظمة الحاكمة ، لا ترى أهمية الفن ، ولا تدرك أهمية الثقافة ، ونحن الآن نعيش في صراع ، وهذا الصراع ، أدى إلى ضياع الكثير من المفاهيم ، التي تعلمناها، نتيجة القراءة ،والبحث المستمر ، في عالم الفنون الساحر ، وكذلك القيم الكثيرة التي تباع وتشترى بالمزايدات العلنية وغير العلنية ، ونحن تمسكنا بقيمنا التي تعلمناها من خلال الذين سبقونا ، ومنها قيمة الفن العراقي الجيد الذي كان منبع الثقافات الحديثة ، وللأسف الشديد اليوم يستخدم الفنان كوسيلة و أداة للمصالح الشخصية ، ومنهم من حافظ على قيمه ، وظل باحثاً عن الحب والجمال ، والإلتزام بقضايا وطنه ، ومنهم من إنزلق إلى الدرج الأسفل ، لأشباع غريزة السياسي الفارغ عبر صحفه أو فضائياته التي تدار بأموال مسروقة من قوت الشعب ، وهذا إنعكس على جميع مجالات الفنون والثقافة وليس الفن التشكيلي وحده وهناك تسابق شديد بين الأحزاب التي تدير دفة الحكم ، والكل يريد أن يرسم على الحائط ويكتب شروطه ومبادئه قبل الآخر ، لكي تسيطر على كاهل المثقف والفنان ، وهذا مانراه في المشهد الثقافي والفني العراقي اليوم ، هذا ما أكده " القلعاوي " لنا في لقاء دار بيننا في المتحف العربي الإمريكي في ديربورن . وهو يتوج على جدران المدينة الكثير من أعماله المهمة والتي ظلت شاخصة في ولاية " مشيغن " الامريكية
س : لاحظت شخصياً بروز الجنوب من مناطق العراق في أغلب لوحاتك ؟ هل لك ان تفسر لنا ذلك ؟ ولماذا هذا الجنوب ؟
لا شك هذه المدينة أنجبت العديد من رموز الثقافة والفن عبر تاريخها الزاهر ، وخاصة من الذين سبقونا ، والذين تنوعت إعمالهم بين البوتريت ، والطبيعة ، والفلكلور الشعبي، وبيئة الاهوار والريف ، وكنت شغوفاُ بهذه الفنون التي تعلمتها عبر أحتكاكي الشخصي مع الكثير من رموز هذه المدينة ، ولأنني إبن بيئتي تأثرت بها ، وكان عمري لا يتجاوز العشر سنوات ، حيث الشناشيل ، وبيوت الطين ، البداوة ، النخيل ، كل هذه الطبيعة خلقت عندي أفاقاً رحبة في عالم اللون والتكوين والحركة في أطار اللوحة المرسومة ، ولا تنسى أن هذه المدينة تغفو على نهر دجلة الساحر ، حيث كانت الطيور المهاجرة تخلق لدي الكثير من الهواجس على صوت المياه العذب الذي يخرج من باطن النهر ، كل ذلك ومن خلال مشاهداتي اليومية المتكررة ، بالأضافة إلى أهتمامي بالفن التشكيلي العالمي ، حيث أنني كنت شغوفاً بمعرفة سيرة وحياة الكثير من الفنانين ، وأحلم أن أكون مثل هؤلاء الكبار ، كما كان لأخي الأكبر وهو فنان تشكيلي تخرج من معهد الفنون الجميلة وكلية الفنون الجميلة الفنان " عبد الخالق المالكي " وعبر مكتبته الزاخرة بالكتب ومرسمه المتواضع في البيت الذي كنا تعيش فيه ، وكذلك أخي الفنان " علي المالكي " وهو فنان تشكيلي معروف في مدينتي ،وهذه المدينة كانت تجمع جميع العراقيين بكل مذاهبهم وهي عبارة عن موزائيك مصغر لأبناء العراق ، يجمعهم الحب والجمال ، وبرز منها الكثير من المبدعين ومنهم العالم الكبير " عبد الجبار عبد الله " الذي أقيم له تمثال في هذه المدينة ، والباحث المعروف " علي كاظم الدرجال " والكاتب " عباس الزيدي " والاستاذ الذي تعلمت منه الكثير " مجيد الياسري " والعالم المعروف " زهرون شلش " والاستاذ الكبير " عبد الوهاب طه " وكذلك المبدع " ملة ضيف " بالأضافة إلى ذلك حركة المياه ، والزورق ، والمرأة ، والبلابل ، والبردي ، والطين ، ويستذكر بعض الأسماء من الرسامين الذين يحبون الجنوب ويرسمون العديد اللوحات ومنهم الرسام " صبيح عبود " والرسام " علي الجمالي " وكان لصوت " مسعود العماري " الذي يتنقل بنا في هذه المدينة ، ويعطينا الأجواء التي كنا نحلم بها عبر صوته الشجي ، كل هذا كان الأثر الكبير في زرع هذا الولع ، وعالم الجنوب خلق لدي أكثر من " 700 " لوحة فنية نقلتها هنا في " ميشكن " وبقية الولايات الأمريكية من خلال تزايد الطلب عليها في البيوت والمحلات التجارية ، وكذلك بعض لوحات من الحضارات الأشورية والكلدانية ،
س : أعمالك هل أعطت شيئاً لهذا الوطن الجريح ! وهل ما قدمته عبر رحلتك الطويلة بعد قراءة عميقة لجميع لوحاتك هو أشتغالات لتاريخك الفني ؟
الموضوعات التي أتناولها في لوحاتي هي الموضوعات التي تؤثر بيً بشكل مباشر ، واغلبها معاناة أبناء وطني وخاصة الفقراء الذين ظلموا في الفترتين ، ومع هذا أمنحهم الحب والأمل والسعادة ، جميع الأعمال التي قدمتها هي وجبة طازجة لهذا الشعب المبتلى بقيادات سياسية متخلفة وظالمة ، في نفس الوقت هي مخاض هذا الوطن الجريح الذي يعاني من هؤلاء الذين يتولون دفة الحكم ،وهدفنا من نشر الفن وتداوله بين الجميع للارتقاء بالحس والذوق لدى المتلقي في كل مكان ، حيث ترقى الأمم برقي فنونها ، وأحب أن أضيف إلى جنابكم بأنني أتعامل مع الواقعية وهي الأساس الذي أرتكز عليه كما أرتكز الفن الحديث على الواقعية في عصرنا هذا ، وتبقى هذه الحقيقة مهما حاولنا التهرب منها ، ولو تفحصت لوحة " البردي " ولوحة " الشهيد " ولوحة " المرأة " كلها تصب في معاناة هذا الوطن ، أنا أعمل بشكل دائم في مرسمي وفي حالة بحث عن كل ماهو جديد في عالم التشكيل .والوطن الذي تخلى عنا وتركنا في مهاجرنا القسرية وتلك هي العلة يا صديقي !لم يسئل عنا وعن مبدعيه سواءا في داخل العراق وخارجه ، حتى أن وزارة الثقافة يقودها عسكري مع الأسف الشديد ، وحتى رحلتي من الأهوار منذ عام 1991 ، إلى ايران ، وسوريا لبنان ، ومحطتي الأخيرة الولايات المتحدة الامريكية ، كلها عذابات وعذابات ولكني أخلق فضاءات متعددة من خلال لوحاتي ، وأجد ميلاد جديد يعاند ظلمة الحصار ، وبالتالي أنني أرى فيها البعد الأخر .
ما هي أهم المعارض التي شاركت بها مؤخراً في الولايات المتحدة الامريكية ؟
شاركت في العديد من المعارض الفنية في الولايات المتحدة الامريكية ، ومنها معرض " كلنا علي دواي " الذي أقيم في قاعة هنري فورد ، والذي أفتتحه ُ الفنان العراقي الدكتور " سعدون جابر " وبحضور كوكبة من الفنانين العرب ، وكذلك أبناء الجالية العربية والامريكية ، وتعددت لوحاتي في مفاهيمها وموضوعاتها لإيصال رسالة معينة الى الجماهير عسى ان تؤثر على كل الحواس لدى الناس ، وعسى ان تكون لها طاقة هائلة على إيقاظ المشاعر ، ولكون المعرض يؤدي رسالة حضارية ، وله وظائف عديدة تربوية وثقافية وعلمية واجتماعية واقتصادية وغيرها ، وبالتالي نحن نعمل على تنشيط الحركة الفنية بين ابناء جاليتنا ونعّرف الآخر على ثقافتنا في مهجرنا ، كذلك معرض " لا للطائفية " وهو من المعارض الكبيرة في ميشغن وقدمت فيه لوحات عديدة لغرض توصيل فكرة مفادها " نحن أبناء وطن واحد " نعيش تحت سقف واحد ، وكان للشهيد " عثمان " حصة في هذا المعرض الذي حاولنا فيه خلق مفاهيم من فلسفة التسامح ومعاني إنسانية أخرى للحياة والشعر لمتلقي المعرض ، ولدي الآن العديد من المشاريع الجديدة ربما تكون نواة لمعرض آخر يخدم مسار حركتنا التشكيلية العربية في المهجر ، ونحدد شروطاً أدنى للجودة وفق معايير فنية تستند إلى اراء نقدية ونظريات جمالية .
س: كيف تنظر إلى واقع الفن التشكيلي في العراق ؟
لو حاولنا أن نرجع إلى الوراء ونستقرأ تاريخ توثيق المنجز العراقي الثقافي بشكل عام والتشكيلي بشكل خاص ، لوجدنا أن العراق هو بلد الحضارة والتاريخ ، وسيظل منبراً للحرية والفن والإبداع ، وهذا الأمر ليس غريباً على أحد ، وهو الأمر الذي لم يتم التراجع عنه مهما كانت الظروف التي تحيط في بلدنا العراق ، وما يمر به الان من أزمات سياسية بل حتى حربية مع دواعش العصر الجديد ، يبقى العراقي هو الباحث عن الجمال ، بالرغم من التجاهل والأهمال المقصودين من قبل مؤسسات تدير الحركة التشكيلية في العراق والتي رسخت المحسوبية والحزبية هي ذات الوجوه المهيمنة التي كانت تدير المؤسسة الرسمية المقبورة والفن العراقي في تطور ملحوظ ومازال محافظاً على بريقه .
قاسم ماضي – ديترويت
في حياته الإغترابية
هناك حالة من الفوضى ، وانعدام الرؤية ، تجعل الأنظمة الحاكمة ، لا ترى أهمية الفن ، ولا تدرك أهمية الثقافة ، ونحن الآن نعيش في صراع ، وهذا الصراع ، أدى إلى ضياع الكثير من المفاهيم ، التي تعلمناها، نتيجة القراءة ،والبحث المستمر ، في عالم الفنون الساحر ، وكذلك القيم الكثيرة التي تباع وتشترى بالمزايدات العلنية وغير العلنية ، ونحن تمسكنا بقيمنا التي تعلمناها من خلال الذين سبقونا ، ومنها قيمة الفن العراقي الجيد الذي كان منبع الثقافات الحديثة ، وللأسف الشديد اليوم يستخدم الفنان كوسيلة و أداة للمصالح الشخصية ، ومنهم من حافظ على قيمه ، وظل باحثاً عن الحب والجمال ، والإلتزام بقضايا وطنه ، ومنهم من إنزلق إلى الدرج الأسفل ، لأشباع غريزة السياسي الفارغ عبر صحفه أو فضائياته التي تدار بأموال مسروقة من قوت الشعب ، وهذا إنعكس على جميع مجالات الفنون والثقافة وليس الفن التشكيلي وحده وهناك تسابق شديد بين الأحزاب التي تدير دفة الحكم ، والكل يريد أن يرسم على الحائط ويكتب شروطه ومبادئه قبل الآخر ، لكي تسيطر على كاهل المثقف والفنان ، وهذا مانراه في المشهد الثقافي والفني العراقي اليوم ، هذا ما أكده " القلعاوي " لنا في لقاء دار بيننا في المتحف العربي الإمريكي في ديربورن . وهو يتوج على جدران المدينة الكثير من أعماله المهمة والتي ظلت شاخصة في ولاية " مشيغن " الامريكية
س : لاحظت شخصياً بروز الجنوب من مناطق العراق في أغلب لوحاتك ؟ هل لك ان تفسر لنا ذلك ؟ ولماذا هذا الجنوب ؟
لا شك هذه المدينة أنجبت العديد من رموز الثقافة والفن عبر تاريخها الزاهر ، وخاصة من الذين سبقونا ، والذين تنوعت إعمالهم بين البوتريت ، والطبيعة ، والفلكلور الشعبي، وبيئة الاهوار والريف ، وكنت شغوفاُ بهذه الفنون التي تعلمتها عبر أحتكاكي الشخصي مع الكثير من رموز هذه المدينة ، ولأنني إبن بيئتي تأثرت بها ، وكان عمري لا يتجاوز العشر سنوات ، حيث الشناشيل ، وبيوت الطين ، البداوة ، النخيل ، كل هذه الطبيعة خلقت عندي أفاقاً رحبة في عالم اللون والتكوين والحركة في أطار اللوحة المرسومة ، ولا تنسى أن هذه المدينة تغفو على نهر دجلة الساحر ، حيث كانت الطيور المهاجرة تخلق لدي الكثير من الهواجس على صوت المياه العذب الذي يخرج من باطن النهر ، كل ذلك ومن خلال مشاهداتي اليومية المتكررة ، بالأضافة إلى أهتمامي بالفن التشكيلي العالمي ، حيث أنني كنت شغوفاً بمعرفة سيرة وحياة الكثير من الفنانين ، وأحلم أن أكون مثل هؤلاء الكبار ، كما كان لأخي الأكبر وهو فنان تشكيلي تخرج من معهد الفنون الجميلة وكلية الفنون الجميلة الفنان " عبد الخالق المالكي " وعبر مكتبته الزاخرة بالكتب ومرسمه المتواضع في البيت الذي كنا تعيش فيه ، وكذلك أخي الفنان " علي المالكي " وهو فنان تشكيلي معروف في مدينتي ،وهذه المدينة كانت تجمع جميع العراقيين بكل مذاهبهم وهي عبارة عن موزائيك مصغر لأبناء العراق ، يجمعهم الحب والجمال ، وبرز منها الكثير من المبدعين ومنهم العالم الكبير " عبد الجبار عبد الله " الذي أقيم له تمثال في هذه المدينة ، والباحث المعروف " علي كاظم الدرجال " والكاتب " عباس الزيدي " والاستاذ الذي تعلمت منه الكثير " مجيد الياسري " والعالم المعروف " زهرون شلش " والاستاذ الكبير " عبد الوهاب طه " وكذلك المبدع " ملة ضيف " بالأضافة إلى ذلك حركة المياه ، والزورق ، والمرأة ، والبلابل ، والبردي ، والطين ، ويستذكر بعض الأسماء من الرسامين الذين يحبون الجنوب ويرسمون العديد اللوحات ومنهم الرسام " صبيح عبود " والرسام " علي الجمالي " وكان لصوت " مسعود العماري " الذي يتنقل بنا في هذه المدينة ، ويعطينا الأجواء التي كنا نحلم بها عبر صوته الشجي ، كل هذا كان الأثر الكبير في زرع هذا الولع ، وعالم الجنوب خلق لدي أكثر من " 700 " لوحة فنية نقلتها هنا في " ميشكن " وبقية الولايات الأمريكية من خلال تزايد الطلب عليها في البيوت والمحلات التجارية ، وكذلك بعض لوحات من الحضارات الأشورية والكلدانية ،
س : أعمالك هل أعطت شيئاً لهذا الوطن الجريح ! وهل ما قدمته عبر رحلتك الطويلة بعد قراءة عميقة لجميع لوحاتك هو أشتغالات لتاريخك الفني ؟
الموضوعات التي أتناولها في لوحاتي هي الموضوعات التي تؤثر بيً بشكل مباشر ، واغلبها معاناة أبناء وطني وخاصة الفقراء الذين ظلموا في الفترتين ، ومع هذا أمنحهم الحب والأمل والسعادة ، جميع الأعمال التي قدمتها هي وجبة طازجة لهذا الشعب المبتلى بقيادات سياسية متخلفة وظالمة ، في نفس الوقت هي مخاض هذا الوطن الجريح الذي يعاني من هؤلاء الذين يتولون دفة الحكم ،وهدفنا من نشر الفن وتداوله بين الجميع للارتقاء بالحس والذوق لدى المتلقي في كل مكان ، حيث ترقى الأمم برقي فنونها ، وأحب أن أضيف إلى جنابكم بأنني أتعامل مع الواقعية وهي الأساس الذي أرتكز عليه كما أرتكز الفن الحديث على الواقعية في عصرنا هذا ، وتبقى هذه الحقيقة مهما حاولنا التهرب منها ، ولو تفحصت لوحة " البردي " ولوحة " الشهيد " ولوحة " المرأة " كلها تصب في معاناة هذا الوطن ، أنا أعمل بشكل دائم في مرسمي وفي حالة بحث عن كل ماهو جديد في عالم التشكيل .والوطن الذي تخلى عنا وتركنا في مهاجرنا القسرية وتلك هي العلة يا صديقي !لم يسئل عنا وعن مبدعيه سواءا في داخل العراق وخارجه ، حتى أن وزارة الثقافة يقودها عسكري مع الأسف الشديد ، وحتى رحلتي من الأهوار منذ عام 1991 ، إلى ايران ، وسوريا لبنان ، ومحطتي الأخيرة الولايات المتحدة الامريكية ، كلها عذابات وعذابات ولكني أخلق فضاءات متعددة من خلال لوحاتي ، وأجد ميلاد جديد يعاند ظلمة الحصار ، وبالتالي أنني أرى فيها البعد الأخر .
ما هي أهم المعارض التي شاركت بها مؤخراً في الولايات المتحدة الامريكية ؟
شاركت في العديد من المعارض الفنية في الولايات المتحدة الامريكية ، ومنها معرض " كلنا علي دواي " الذي أقيم في قاعة هنري فورد ، والذي أفتتحه ُ الفنان العراقي الدكتور " سعدون جابر " وبحضور كوكبة من الفنانين العرب ، وكذلك أبناء الجالية العربية والامريكية ، وتعددت لوحاتي في مفاهيمها وموضوعاتها لإيصال رسالة معينة الى الجماهير عسى ان تؤثر على كل الحواس لدى الناس ، وعسى ان تكون لها طاقة هائلة على إيقاظ المشاعر ، ولكون المعرض يؤدي رسالة حضارية ، وله وظائف عديدة تربوية وثقافية وعلمية واجتماعية واقتصادية وغيرها ، وبالتالي نحن نعمل على تنشيط الحركة الفنية بين ابناء جاليتنا ونعّرف الآخر على ثقافتنا في مهجرنا ، كذلك معرض " لا للطائفية " وهو من المعارض الكبيرة في ميشغن وقدمت فيه لوحات عديدة لغرض توصيل فكرة مفادها " نحن أبناء وطن واحد " نعيش تحت سقف واحد ، وكان للشهيد " عثمان " حصة في هذا المعرض الذي حاولنا فيه خلق مفاهيم من فلسفة التسامح ومعاني إنسانية أخرى للحياة والشعر لمتلقي المعرض ، ولدي الآن العديد من المشاريع الجديدة ربما تكون نواة لمعرض آخر يخدم مسار حركتنا التشكيلية العربية في المهجر ، ونحدد شروطاً أدنى للجودة وفق معايير فنية تستند إلى اراء نقدية ونظريات جمالية .
س: كيف تنظر إلى واقع الفن التشكيلي في العراق ؟
لو حاولنا أن نرجع إلى الوراء ونستقرأ تاريخ توثيق المنجز العراقي الثقافي بشكل عام والتشكيلي بشكل خاص ، لوجدنا أن العراق هو بلد الحضارة والتاريخ ، وسيظل منبراً للحرية والفن والإبداع ، وهذا الأمر ليس غريباً على أحد ، وهو الأمر الذي لم يتم التراجع عنه مهما كانت الظروف التي تحيط في بلدنا العراق ، وما يمر به الان من أزمات سياسية بل حتى حربية مع دواعش العصر الجديد ، يبقى العراقي هو الباحث عن الجمال ، بالرغم من التجاهل والأهمال المقصودين من قبل مؤسسات تدير الحركة التشكيلية في العراق والتي رسخت المحسوبية والحزبية هي ذات الوجوه المهيمنة التي كانت تدير المؤسسة الرسمية المقبورة والفن العراقي في تطور ملحوظ ومازال محافظاً على بريقه .
قاسم ماضي – ديترويت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق