عبد الأمير الطويرجاوي (1885 - 1970) مطرب من العراق, لقب بامير الغناء الريفي في العراق. ولد عبد الأمير بن كاظم بن حمادي المعروف بالطويرجاوي نسبة إلى قضاء طويريج (الهندية) في محافظة بابل.
في العاشرة من عمره تولع بالغناء بعد أن تعرّف على أساتذة الغناء في ذلك الوقت الذين كانوا يعيشون في نفس المدينة، فلمدينة طويريج تاريخ خاص في مجال الغناء الريفي، من حيث الأبوذيات والمواويل والإيقاعات الخاصة بها.. بالإضافة إلى أن القسم الأكبر من هؤلاء المطربين هم من اكتشفوا مجموعة الأطوار الغنائية الريفية التي نشأت على أنغامها حناجر مطربي الريف منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا.
بدأ عبد الأمير الطويرجاوي بالغناء عام 1915 في بيوت آل قزوين في الهندية طويريج، وكانت بداية غنائه في المواليد ومواسم التعزية.
ابتكر طوره الخاص به والذي سمي باسمه " طور الطويرجاوي " الذي يمتاز باختلافه من حيث درجاته النغمية عن بقية الأطوار التي تعرف نغماتها بمجرد أن تسمعها للمرة الأولى.. ويتميز هذا الطور بأنه من الأطوار التي تنسجم مع طقوس المنبر وليالي السمر معاً. حين افتتحت إذاعة بغداد عام 1936 كان الطويراجوي من أوائل المغنين فيها.
.
توفي المطرب والشاعر عبد الأمير الطويرجاوي في مدينة الثورة ببغداد صبيحة يوم 27 / تموز / 1970.، فقيراً معدماً، لا يمتلك ثمن الدواء، في بيت تتمثل فيه كل معالم البؤس والحرمان. ذلك المطرب والشاعر الذي لقب بأمير الغناء الريفي، كان يخشى على داره من السقوط على رؤوس من فيه حيث كانت " الأَرضة " تحتل جدرانه وأعمدته، في مثل هذا الدار رقد أمير الغناء الريفي العراقي إلا الأبد، لتبقى ذكراه عطرة شاخصة على مد العصور.
،عمل في مقهى يقع في علاوي الحلة، هو مقهى جميل كوسر، وكان خلال الحفلات، في المقهى، يدندن ببعض الابوذيات الشجية ذات الشجن الجنوبي المعروف، فلفت الانظار اليه، بعد ذلك سمعه كبار المغنين في ذلك الوقت ومنهم المطرب الريفي ناصر حكيم، وسجلت له عدة اسطوانات لمصلحة شركة (بيضا فون) فذاعت شهرته، ودعاه المسيقار الراحل جميل بشير، وسجل له عددا كبيرا من الابوذيات مع الفرقة الموسيقية ذات التشكيل الحديث.
، صوت عراقي اصيل، وقد تمكن من الجمع بين اطوار الغناء الريفي وطابع المقام العراقي ومزج بينهما، فتميز ونجح باستحقاق.
من اوائل من غنى للاذاعة سنة 1936، فخصصت له حفلة اسبوعية، وفي احدى حفلاته غنى طور العياش الذي اشتهر به فيما بعد وبخاصة اغنية (يها الماشين وياكم اخذوني).
وتورد صحيفة بغدادية قديمة ضاع اسمها، حديثا فريدا للطويرجاوي قال فيه – ادخلت في طوري الغنائي اكثر المقامات العراقية، والغالب علي كما يعرف المستمعون اصحاب الخبرة، ادائي نغم البيات، وهو نغم صعب الاداء، وقد شهد بصعوبته اساتذة لهم مكانتهم في عالم الغناء، كالمرحوم رشيد القندرجي، والمرحوم نجم الشيخلي، والاستاذ محمد القبانجي، والحاج عباس كمبير، وذلك حينما كنت اشاركهم الغناء في بعض مقاهي بغداد، كمقهى المميز ومقهى الشابندر، ومقهى السيد ياسين، في سوق حمادة، في الكرخ، وكان صاحبها يدفع لي وحدي (30) ليرة ذهبية، وكذلك غنيت في مقهى (البولنجية) في سوق الميدان بجانب الرصافة، وكان صاحبها يدفع لي شهريا (300) ربية وقد غنى معي في بعض هذه المقاهي المرحوم (الملا عثمان الموصلي) اما عن غنائي المقامات،فقد سجلت بعضها، مثل مقام الرست، ومقام الدشت، ومقام الخابورية، ويرجع ابتكار هذا المقام الى اهل الموصل، وكان مجموع ما سجلته، هو ( 22) اغنية على اسطوانات، اما الاشرطة والتسجيلات فكثيرة، ويذكر ان الطويرجاوي شارك عدة مرات في برنامج (كهوة عزاوي) في تلفزيون بغداد، بينما كان الشلل يغزو جسده.
.
{ حســـــن نصــــــراوي }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق