فنانة من بغداد امتازت عن الفنانين الاخرين بابتكار فن خاص معني بتحويل الحروف والقصائد الى لوحات فنية ذات خطوط مجسمة ..
.
حيث ان لهذه الفنانة القدرة على دمج الرسم و النحت في لوحة واحدة و بالوان مدروسة بعناية ..
.
هذه الفنانة تمتلك موروث عراقي مفعم بالكبرياء ..
فهي رسمت النخيل كسائر اقرانها من الفنانين العراقين و لكنها امتازت عنهم برسم النخيل بصفة متعالية
.
كذلك و لديها شخصية حدّية بشكل كبير نراها تلقي بضلها الواضح على اعمالها ..
فغالبا مانرى اعمالها تتمحور في لونين رئيسيين يفصل بينهما قاسم لوني متدرج يفصل عن هذا وذاك ..
او قاسم مرسوم بشكل مستقيم يشطر اللوحة الى قسمين
.
كما و تتخذ من الحروف ادوات وهكذا تكمن سمة الابداع في غرابتة لوحاتها ..
.
عندما نسبر لوحاتها ذات الدلالة الرمزية نرى ذلك الشعور المغمور بالأسى من خلال الوانه الداكنة
و احيانا تفائل حذر يمتزجه الاكتئاب او اغتراب يهيمن على شوق تطويه الفنانة بين ثنايا قلبها و مخيلتها الفنية ..
.
و كأنه ما لديها من شعور متفجر يتمرد على ثوب الكلمات و هكذا يتجلى لنا وصفه في لوحة ..
.
نعلم جيدا ان للشعور و سيلتان للتعبير اما الفرشاة و اما القلم ..
اما هذه الفنانة فأن شعورها يبدو بأنه قد فاق فرشاتها فهي تبحث دوما عن قلم ...
فنراها تقتبس في لوحاتها قصائد لكوكبة من الشعراء و من ضمنهم محمود درويش ..
ما لفتتني و بشدة هي احدى لوحاتها و التي اراها تفوق اروع لوحات بيكاسو عندما رسمت خارطة لنخيل الشرق الاوسط تطوّق بغيوم خانقة كأنها دخان ..
.
و في ذات يوم عندما قرأت لهذه الفنانة لما رئيته في هذه اللوحة اندهشت هي ..
و تبين لي بأنها رسمتها بعفوية ابان احتلال العراق و لم تكن تستحضر في مخيلتها فكرة الشرق الاوسط مطلقا ..
فأثناء رسمها لهذه اللوحة كانت تهيمن عليها حالة من الغضب و مخيلة ملئها بقايا وطن
فنانة رائدة بعالم الفن تمتلك روح سامية رسمت لنا هويتها عبارة عن لوحات متراميات الحدود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق