هذا الانسان اكن له كل الاحترام ..
فهو انسان متواضع رغم سمو مكانته الاجتماعيه و هادئ رغم عصف روحه الملهمة ..
اكتسب بساطته من بساطة الاهوار واكتسب هدوئه من هدوء صمتها حيث موطن ولادته هو مدينة العمارة وهذه المدينة من اكثر مدن بلدي ولّادة للمبدعين ..
و يبدو ان السبب في هذا يكمن في طبيعتها المثالية والهادئة التي تجبر المخيلة على التأمل بمجال واسع يمتد صوب رحاب الافق ..
.
هذا الفنان يضمر في داخله صفات عنيفة يطويها بشخصية هادئة قليلة الكلام .. رسم الاعمال ذات الرمزية او كما تسمى السوريالية وبطريقة قريبة من الواقع و غير مبتذلة او ملتبسة بالغموض و الأوهام كما عبر عنها الفنانين الغرب ..
.
الفنان علاء بشير كانت له اعماله قليلة عندما كان في اوج حياته وذلك لان مهنة الجراحة الطبية التي كان يمارسها كانت تأخذ من وقته الكثير ...
فكان ينحت في اوقات الفراغ وكان ميالا للنحت اكثر من الرسم ..
ومن اعماله النحتية الرائعة هي تلك الصرخة النافذة من الجدار الذي عبر بها عن جريمة ملجأ العامرية ..
.
و الملفت بهذا الفنان هو بعد اعقاب سقوط بغداد ابان الاحتلال تو جه نحو الرسم وبشدة ..
حيث رسم اعمال فنية تحاكي الواقع السياسي و الانتكاسة التي مر بها البلد ..
اعماله نابعة من بصيرة نافذة استطاعت ان تقرأ مجريات ما سيحدث من مستقبل مرير بتنا نراه منظور حاليا حيث تنبأ به الفنان من خلال اماله الفنية عنه قبل 10 سنوات من الان ..
.
فقد رسم من جائوا فوق ظهور الناقلات و بين لنا حقائقهم التي كانت فيما مضى مغيبة عن كثير من الناس ..
و كشف أقنعتهم عن طريق لوحاته قبل ان تسقط هذه الاقنعة لتظهر لنا وجوههم عارية على لوح الحياة ..
و يبدو انه تنزه عن رسمها كما هي لان الفن هو رسالة مدادها الجمال اضف الى هذا فهو جراح تجميل ولا يفقه سوى لغة الجمال .. فأكفى برسم اقدامهم كما في اللوحة المشاراليها ..
.
كذلك الكرسي الاعوج المشدود به القميص حيث تلك اللمسة الذكية الظاهره في الالتفافة الحلزونية على متكئ الكرسي و رمزيتها كمن يشير بسبابة يده لمن يلهثون وراء المناصب ..
و عبر عن توصيف المنصب برسمه كرسي اعوج حيث ان شبيه الشئ منجذب اليه
.
رسم همومه ممزوجة بهموم حنينه الى وطن كان يرثيه من منفاه البعيد من خلاله لوحة الرجل الذي يرتدي وجه ذو ملامح كئيبة معمول من صفيح ..
كذلك هذا المفتاح المعقود بعقدة و معلق بمصير قاتم متأرجا فيه حيث رسم هذا المفتاح ع شكل خارطة العراق ...
.
كذلك و له الكثير من اللوحات ذات البعد الانساني
حيث رسم معانات الانسان عند يكون مسلوب الحرية في الفكر و التعبير كذلك في اختياره لشريك الحياة
و هذه الامنية التي تترقب سطوع الامل عندما رسمها على هيئة فتاة ذات شعر اشعث شاحبة الوجه وهذه الفكرة مأخوذة من تراثنا عندما تتنمنى المتمنية شئ يفوق المستحيل تنفش شعرها و تبتهل ..
علما ان هذه اللوحة لها من تباين في الالوان ما يدعو للدهشة ..
.
هذا الفنان يمتلك بصيرة نافذة تأهله الى تأمل الواقع بصورة مغايرة عن ما يراه الاخرين
كذلك هو عند يرسم يصطاد الفكرة و يعرف جيدا ما يرسم و يعرف ما يريد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق