من ينكر ان الدراما العراقية احتل المكانة الاولى كما ونوعا في عالم
الدراما العربية وتصدرت قائمة المهرجانات وحصدت العديد من الجوائز في
حقولها المتنوعة نصا واخراجا واداءا وغير ذلك . وكلنا نتذكر كيف كانت
المحلات تغلق الابواب والشوارع تلفظ ناسها في مواعيد عرض تلك الاعمال سواء
كان داخل العراق او عندما يعرض من شاشات اخرى وخصوصا في منطقة الخليج
العربي ولازالت تلك الاعمال خالدة نتطلع لمشاهدتها مثل ما تعرض لاول مرة
مثال ذلك مسلسل تمثيليات خالد الذكر سليم البصري (تحت موس الحلاق ) و
(حامض حلو ) ولا يمكن ان ننسى ( الذئب والنسروعيون المدينة) و ( الاماني
الضالة ) و ( ذئاب الليل ) والقائمة تطول وهذا لاسباب يمكن ان نخوض
بتفاصيلها في مناسبة اخرى او ان يكتب الاخوة المختصين فيعرضها ومناقشتها .
ونتحدث ان اسباب نكوص هذا التألق والنجاح الذي رافق حياة الانجاز العراقي
بعد ما اخذت عملية الاستسهال وعدم احترام الكلمة واستغفال المشاهد والسعي
وراء الكسب السريع وبأقل الخسائر في شراء الكتابات المتواضعة وتسخير
الامكانات الفقيرة لتقديم اعمال اوهموا اصحابها على انها دراما وبعد ما
تدنت القيم وسقطت المباديء واضطر البعض تحت واحد من الاسباب والمبررات
للحصول على قوته او للتواصل وراح يصفق مع تلك الجوقة التي صنعها القدر
واعتلت خشبات المسارح تهز وتوز باسم ( المسرح التجاري ) جزافا والمسرح
المقدس بريء من هكذا عروض لانه مدرسة الشعوب وكذلك التجارة التي هي فن ولها
اخلاق وقيم عريقة لاتقبل الغش والخداع . والكلمة فيها عهد محترم يوفى بكل
التزاماته . هذا ( المسرح ) الذي اعتمد على مجاميع تتفق على موضوعة وتقدم
عروض هزلية غايتها اضحاك المشاهد وباي حركة او صياغة حوار ولا حاجة لموضوع
معين او طرح فكرة بذاته ضاربة مقومات العرض المسرحي عرض الحائط الا القفشات
والمواقف المضحكة بين طويل واهبل وقصير وارعن يستمر العرض بحوارات لاقيود
عليها ولا ضابط بل هي مايقوله الطويل في حق القزم وما يرد به القزم على
الطويل وحركات بهلوانية ليكون عرضا ممتدا الى وقت حسب امكانية الاخذ
والعطاء وما يبتكره هؤلاء لينشأ جيل من ( الفنانين) وتصبح مدرسة تغطي كل
المدارس بانتشارها لتغطي مساحة العراق الفنية وتقضي على قاعة العرض
السينمائي لتتحول الى قاعة لمثل هذه العروض تدر على منتجيها الملايين بعد
ان منعت البارات واغلقت ابواب الملاهي لتكون هذه العروض بديلا لرواد
البارات والملاهي وكذلك ملاذا للعائلة التي تبحث عن مكان يمكن ان تجد شيء
من الراحة والاسترخاء بعد ان حرمت من جميع اماكن السياحة والاستراحة وتردت
حالتها النفسية من الحروب والازمات والحالة المعاشية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق