الأحد، 24 نوفمبر 2013

ابن الجنوب.مقال

بن الجنوب الحلقة الثانية

من ‏وهاب السيد‏ في ‏‏30 سبتمبر، 2013‏، الساعة ‏11:13 مساءً‏‏
صباح رحيمة
ابن الجنوب في الدراما العراقية
الحلقة الثانية
5 - الحوار : وهو من اهم مفردات العمل الدرامي والذي يدل بشكل واضح وجلي عن الانتماء للمكان والمكانة الاجتماعية او حتى الاقتصادية . ففي الريف مثلا يختلف من يرتدي دشداشة متواضعة وغطاء راس عن من يرتدي الصاية الجاسبي ( كما يسمونها ) والعباءة الفاخرة على ابسط الامثلة فلابد من ان يكون حوار الشخصية بمفردات واسلوب مختلفة ايضا وان كان هنالك ما هو عكس ذلك اذا كان مطلوب ذلك من خلال سير الاحداث والبناء الدرامي للشخصيات .
ويبقى الحوار العامل الاهم في الدلالة على بيئة الشخصية والتي لابد من تحديده وبالتالي التعامل مع مفردات تلك البيئة ومنها البيئة الريفية التي غالبا ما تتداخل لهجاتها ونوعية مفرداتها وحتى اسلوب الحوار او الالقاء فهذا مهم جدا في التعرف علية والتعامل معه على اكثر قدر ممكن وخاصة من قبل الممثلين وليس غريبا ان يكون هنالك مشرف للهجة مثلما يكون مشرفا لغويا او دراماتورك في الكثير من الاعمال الدرامية وهي ضرورة درامية ايضا وامانة يجب تحملها واعطاءها حقها لكي لا يقع العمل في خطا الفراغ بين الحدث والشخصية او بين الشخصية والبيئة وبالتالي يشكل عامل اخفاق شئنا ام ابينا وهو من ضرورات العمل الدرامي لان مفردات مزارعي البساتين مثلا غير مفردات فلاحي الارض وان تطابقت المفردات فان ادغام الحروف مثلا او جر البعض منها اوابدال احدها باخر او تقصيرها في الالقاء واضح من مكان الى مكان اخر ولا ادل على ذلك من الامثال والحكم التي تتعامل به هذه البيئة عن تلك اوطريقة القاءها على انتماء تلك الشخصية .
هذا وان اغلب الاعمال الدرامية التلفزيونية على وجه الخصوص والتي انتجت هذه الفترة لم ولا تتعامل مع ما تقدم فضاعت عليها وعلينا البيئة والانتماء العام ( المكان ) والخاص ( بعد الشخصية ) واختلطت بين الريف والمزرعة والبداوة والهور ولا ندري الاسس التي تبنى عليها عملية انتاج مثل هذه الاعمال واي المقومات التي يعتمدونها في عملية الكتابة ومن ثم التنفيذ وما هي واجبات كل مفصل من مفاصل الانتاج وما دراسته لذلك المفصل ونعلم ان كل ذلك لم يتحقق الا بسبب سرعة الانتاج تاليفا وتنفيذا واستسهالا للعملية وعدم الحرص على الانتاج علميا .
وبعد هذا فان عدم وجود جهة رادعة او على الاقل مراقبة وغياب القانون الذي يحاسب جعل هذا البعض يتمادى احيانا الى درجة كبيرة في الاساءة الى هذه الشريحة سائرين على خطا ما ارادته الحكومات السابقة في التهميش والاقصاء والمصيبة انه يتكرس على ايدي ابناء الجنوب انفسهم كتابا ومخرجين وممثلين والطامة الكبرى انهم يديرون الفضائيات بل والبلد والانكى من ذلك وانت ترى من يحتفي بهم من مسؤولين وسياسيين ولا من وقفة مراجعة تعيد لابناء الجنوب هيبتهم وترفع الحيف عنهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق