الاثنين، 26 مايو 2014

لغة الحب .../ قصيدة .../ الشاعر .../ د. فراس الفهداوي الدليمي .../ العراق

لغة الحب
جونارة سيا
أين يذهب العطر حين يلامس عنقك الجميل
هل يغمر عبقه نساء الأرض
وينتشر في الهواء فتفرح به العصافير والطيور
أعرف أن جمالك هو الصعود الأسطوري
وهو ذاكرة الأرض وابتسامة كل فم
وكل امرأة تزهو لأنك امرأة
وكل أنثى تفرح لأنك أنثى
لأن فيك طراوة الربيع ونعومة الفراشات
دائماً عندما أفكر أنني أحب أجمل امرأة
وأن أجمل امرأة تحبني أقول
ماذا اريد أكثر من هذا ؟
ماذا أريد
وقد أعطاني الله هذا الحب العظيم ؟
فها أنا بك أمتلك أغلى من الكنوز
وأحلى من العسل وأروع من البحر
وأعظم من النجوم
ها أنا بك أشعر أنني ملك والصولجان
وأنني القوي الذي لا يهاب كل الوحوش
ولا يخشى كل الأشرار
وأشعر أن كل عويل لا يؤثر
وكل عاصفة لا تقتلعني من مكاني
وهكذا أهتف لك بوداعة الأطفال
وبسكينة الينابيع وبروعة الوردة البرية
تنبثق من الصخر وتتباهى بجمالها
وحيث أنت أتداخل بالأشياء التي تخصك
كالروح الهائمة بعد خروجها من الجسد
أخترق بك الجدران والسجون والجبال والسدود
وأمر بين الناس كالريح
وبين سكان الأرض كالشعاع
أعرف أن حبك يمنحني كل هذه القوى
لأنني أحبك دون دنس كما تحب النحلة رحيق الزهر
والفراشة خيوط النور
والأرنب باطن الأرض
أحبك كما يحب الموج البحر الذي يحمله
وكما يحب المجرى النهر الذي يجري فيه
وكما تحب الأسماك الماء
أحبك كما تحب الحقول المطر
وكما تحب الوردة عطرها
ولا اعرف كيف أمشي دون أن أفكر فيك
ولا أعرف كيف أشرب دون أن أفكر فيك
وأنا وحيد في هذه المدينة
ولا أمشي في طريق إلا وأنت بجانبي
لا أنام إلا وأنت بجانبي
لا أرحل إلى القرى إلا وأنت معي
أنت معي في الخيال كأنك الحقيقة الساطعة يا جينا
إذا تلفت إلى اليمين سمعت صوتك
وإذا تلقت إلى اليسار أحسستك في خفقة القلب
أراك بعيدة عني خطوات فأسرع كي أساويك
وسرعان ما أراك ورائي بعيدة عني فأتراجع كي أتساوى معك
ونلعب هذه اللعبة دون توقف وهكذا
أنا مشغول بك في كل زمان ومكان
أتوسل للرب ان يقربك مني أكثر
فأنا لم أعود أحتمل هذا البعد
يا جونارة سيا
وأتوسل لكل نجمة أن تحميك من وحشة الفراغ
ومن الشهوة المندثرة
وأتوسل للهواء ان يدخل رئتيك إلا نظيفاً
وللماء ألا يدخل فمك إلا نقياً
أتوسل للقرب أن يقترب منك أكثر
آآآآآآآآآآآآه
لم أعود احتمل هذا البعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق