أرى أنه ليس زمن للكتابة عن الربيع والحب والزهور .................أجرى الحوار عبد القادر جعفور - ورقلة
القاص سبقاق بوفاتح يتحدث ...
عرف في الساحة الأدبية بمجموعتيه القصصيتين "رجل الأفكار" و"الرقص مع الكلاب" ، صدرت له منذ أيام رواية رائعة و مميزة عنوانها (الإعصار الهادئ) ، نفحت به مدينة تقرت المعطاءة والتي يطلق عليها سكانها من شدة حماسهم لها وافتتانهم بها: "البهجة"، القاص سبقاق بوفاتح يعد من الأقلام الأدبية المعدودة بولاية ورقلة التي لها أعمال منشورة، ويحدوه طموح كبير لتطوير إبداعه أكثر و هو يدخل عالم الرواية، نفتح معه في هذا الحوار دفتره الإبداعي و نسأله عن جملة من القضايا الأدبية.
كيف ترى الحياة الأدبية في الجنوب عامة وورقلة بشكل خاص؟
الوضع الثقافي بالجنوب لا يختلف عن الواقع العام الذي تعيشه البلاد ، الفكر لم يعد من الأولويات والجري وراء الماديات أصبح هو المعيار، ورقلة تعتبر مدينة مرقد أي الناس يعملون وينامون وغير مهتمين بأي حركة أدبية ونفس الشيء بتقرت، ولا داعي للحديث عن حاسي مسعود التي تعتبر مصدر لكل الأعمال والأموال، يوجد فرع لاتحاد الكتاب ولد ميتا، ويوجد فرع الجاحظية الذي نشط في السنوات السابقة ولكن الآن ليس لديه أي مبادرات أدبية، حتى الأمسيات الأدبية التي كانت تقام من حين لآخر لم تكن تشهد أي حضور، ونسجل هنا غياب تام للجامعة بطلابها ودكاترتها، والمكان الوحيد الذي يشهد من حين لآخر بعض التظاهرات الثقافية هو دار الثقافة.
الأقلام الأدبية المعروفة بولاية ورقلة معدودة بماذا تفسر ذالك؟
ربما هناك أسماء لم تعرف بعد، وأعتقد بأن ظهور أسماء مرتبطة بالدرجة الأولى بدور النقد ومدى إمكانية النشر، وأغلب الذين برزوا على الساحة المحلية لعبوا دورا كبيرا في فرض أنفسهم عن طريق النشر في الصحف والنشر الخاص، وعلى العموم الأجواء المحلية الثقافية لا تشجع على ظهور أي أسماء.
كيف عانقت ذات زمن شوق الكلمة وتأثرت بها، ولمن قرأت؟
بدأت الكتابة سنة 1985، حيث بدأت ببعض القصص القصيرة والأشعار. والحقيقة أن البيئة العائلية كانت جد مشجعة لأن والدي سبقاق العيد رحمه الله من المولعين بالكتاب فقد كان يشجعنا على المطالعة، ورؤيته يطالع دوما جعلتنا نعتبر الكتاب الرفيق الدائم، ولا أنسى أخي الأكبر الطاهر، الذي وضع لنا مكتبة عائلية كانت في متناول الجميع، فقرأت أمهات الكتب ، في مرحلة الابتدائي، مثل روايات نجيب محفوظ ومصطفى لطفي المنفلوطي والأيام لطه حسين والشيخان والروايات البوليسية لآجاثا كريستي والحرب والسلم ونهاية رجل شجاع والأم والشيخ والبحر .. لقد تأثرت بأغلب الكتاب في مرحلة متقدمة ولكن بعدها تأثرت كثيرا بالكاتب الكبير الشهيد غسان كنفاني، الذي كان رائد القصة القصيرة، وأكبر ما شدني إلى أعماله هي القضايا التي يطرحها في قصصه، وهذا أفضل بكثير من كل خطب وبيانات الرؤساء العرب، ولقد دفع ثمن جرأته واغتاله الموساد في بيروت. ولا أنسى أعمال القاص المصري يوسف إدريس الذي أثرى الحياة الأدبية بأعماله.
كيف غزى ذات يوم سواد قلمك بياض الورق، وكتبت نصك الأول واعتبرته نصا حقيقيا جديرا بأن تخرج به للناس؟
أتذكر بأن أول نص قصصيا كان من نوع الخيال العلمي، يتكلم عن رواد فضاء يهبطون على كوكب مجهول ويشاهدون ظواهر غريبة، حيث يتحول أحدهم إلى عدو وينضم إلى قوى الشر، أما عن أول قصة كتبتها ونشرتها فهي قصة "الاقتراح العجيب" و التي كانت تنتقد رجال الحزب الواحد في الثمانينات و قد نشرت بمجموعتي القصصية الأولى - رجل الأفكار - .
لاحظت أن غالبية قصصك تنصب في سياقات واقعية، تكاد تكون فوتوغرافية، وقد يحس القارىء بأنك تقع في التقريرية والمباشرة، وعادة ما يكون هذا على حساب سمة الشعرية وجمالية اللغة التي من المفترض أن تميز أي نص أدبي؟
قد تكون ملاحظتك في محلها ولكن ما يهمني بالدرجة الأولى هو الصدق في طرح أي قضية عبر قصصي، أما الجانب الجمالي أو الشاعري، فهو مرتبط بالدرجة الأولى بطبيعة الموضوع، واللغة مهما احتوت من شاعرية فإنها قد تكون عاجزة أمام مواقف إنسانية تجعل الكاتب مضطرا إلى التقريرية أو الخطاب المباشر، وبعيد عن هذا الإشكال فإنه يتعين على القارىء أن تكون له نظرة شاملة للنص .
الحيز في قصصك كله حضري ولا أراك تتحدث عن الريف أو القرية رغم أن هذا المجتمع حاضر بقوة حتى داخل المدن نفسها؟
أعتقد أن المكان مرتبط بمضمون النص في حد ذاته، وعلى العموم فأغلب الشخصيات التي كتبتها تعيش في المدينة وأتذكر جيدا قصة "الانتحار الأخير"، التي تحكي قصة شاب سئم حياته، فيترك قريته متوجها إلى مدينة قسنطينة ليضع حد لحياته من إحدى جسورها المعلقة ولكنه في الأخير يغير رأيه ويعود سالما إلى أهله، على كل قد أعالج بعض القضايا التي تكون فيها شخصيات من الريف أو القرية، وفي هذا المقام لا يسعني سوى أن أرفع رايات التقدير والتكريم لأهل الريف والقرى لأن التاريخ الأدبي والنضالي يشهد بأن غالبية الأسماء التي صنعت مجد البلاد كانت من تلك الربوع .
مضمون قصصك لم يشذ عن ما أكدته الدراسات حول القصة الجزائرية المعاصرة بتركيزها على المضامين الاجتماعية، ونلاحظ في مجموعتيك القصصيتين "رجل الأفكار" و"الرقص مع الكلاب" طغيان موضوع البطالة، فكيف تفسر هذا المنحى؟
يتعين على الكاتب الناجح أن يعبر عن قضايا مجتمعه، بالنسبة لي هموم الناس ومشاكلهم تعتبر هاجسي الأول خاصة في جانبها الاجتماعي والسياسي، وليس لدي الوقت لأكتب عن الربيع والحب والزهور في زمن لا يجد فيه الكثير من البؤساء قوت يومهم وفي عالم يسوده الظلم وسحق الضعفاء، أعتقد بأن الكلمات الصادقة عبر قصصي بإمكانها أن تخدم هؤلاء وتكشف أكاذيب ونفاق من خانوا أمانة هذا الشعب.
كيف تعاملت مع إشكالية النشر؟
يعتبر النشر من ضمن العوائق التي تحول أمام ظهور كتاب جدد ببلادنا، لقد نشرت قصصي عبر الجرائد الوطنية المختلفة، ثم اتصلت بالأستاذ الطاهر وطار ونشرت لديه مجموعتي القصصية الأولى "رجل الأفكار" ثم الثانية "الرقص مع الكلاب"، وطبعا مقابل مبلغ مالي معقول. ومن الإنصاف أن نقول بأن جمعية الجاحظية لعبت دورا كبيرا في مساعدة الكتاب المغمورين ومبدعي المدن الداخلية، أما روايتي الجديدة ( الإعصار الهادئ) فقد كلفتني الكثير ، وأعتقد بأن مشكل التوزيع أصعب من النشر، فهناك العديد من الأعمال التي لم تصل إلى القراء بعد عبر هذا الوطن الشاسع .
كيف تنظر إلى وضعية النقد ببلادنا؟
من الواضح أن هناك غياب كلي للنقد ببلادنا ما عدا بعض المحاولات القليلة للبعض و من بينهم المتميز عيسى شريط ، وأصبحنا لا نعطي أهمية لأي عمل إلا إذا نشر ببيروت أو بالقاهرة. أصبحنا مصابين بعقدة الريادة المشرقية، وهذا ما جعل الكثير من الأسماء الضعيفة تظهر وترتقي سلم المجد الوهمي بالاعتماد على الصداقات والمعارف عبر الصحف والوسائل الإعلامية، وهؤلاء يمارسون "شيتة أدبية" لفائدة أحبابهم، وهم بهذه الطريقة يضرون أنفسهم ويقضون على حق القارىء في قراءة إعلام محايد أو متخصص، وهذا ما يجعل بلادنا مجهولة على الصعيد العربي والعالمي، وما زالت تعرف فقط بأدباء يعدون على الأصابع من جيل السبعينات وطبعا باستثناء فضيلة الفاروق و أحلام مستغانمي، اللواتي صنعن مجدهن خارج الوطن.
حدثنا عن روايتك الجديدة ؟
هي رواية من الحجم الكبير بعنوان "الإعصار الهادىء" تحتوي بها ما يقارب 300 صفحة ذات طابع سياسي اجتماعي، تحكي عن هموم الأكثرية وتسلط الأقلية و قد قمت بنشرها منذ أيام على حسابي الخاص ، لأنني تلقيت عدة وعود لنشرها و لكنها كانت سراب ، الجزائر عاصمة الثقافة العربية إحتكرت الثقافة و النشر بالعاصمة فقط و تناست مبدعي الجزائر العميقة ، خاصة الجنوب الذي شوهت صورته إعلاميا ، فهو الخيام و الجمال و التمر و البترول و العقارب والرقص الشعبي ، إنها بالفعل صورة نمطية مقرفة يستفيذ منها الكثيرون .
كلمة أخيرة لقراء ؟
أتمنى لكم النجاح والاستمرار في كشف الحقائق الاجتماعية والثقافية، وفي الميدان الأدبي أقترح على المشرفين رعاية مسابقة أدبية شهرية لفائدة المبدعين الشباب في كل ميادين الكتابة "شعر، خاطرة، قصة ، رواية ".
أجرى الحوار عبد القادر جعفور - ورقلة
القاص سبقاق بوفاتح يتحدث ...
عرف في الساحة الأدبية بمجموعتيه القصصيتين "رجل الأفكار" و"الرقص مع الكلاب" ، صدرت له منذ أيام رواية رائعة و مميزة عنوانها (الإعصار الهادئ) ، نفحت به مدينة تقرت المعطاءة والتي يطلق عليها سكانها من شدة حماسهم لها وافتتانهم بها: "البهجة"، القاص سبقاق بوفاتح يعد من الأقلام الأدبية المعدودة بولاية ورقلة التي لها أعمال منشورة، ويحدوه طموح كبير لتطوير إبداعه أكثر و هو يدخل عالم الرواية، نفتح معه في هذا الحوار دفتره الإبداعي و نسأله عن جملة من القضايا الأدبية.
كيف ترى الحياة الأدبية في الجنوب عامة وورقلة بشكل خاص؟
الوضع الثقافي بالجنوب لا يختلف عن الواقع العام الذي تعيشه البلاد ، الفكر لم يعد من الأولويات والجري وراء الماديات أصبح هو المعيار، ورقلة تعتبر مدينة مرقد أي الناس يعملون وينامون وغير مهتمين بأي حركة أدبية ونفس الشيء بتقرت، ولا داعي للحديث عن حاسي مسعود التي تعتبر مصدر لكل الأعمال والأموال، يوجد فرع لاتحاد الكتاب ولد ميتا، ويوجد فرع الجاحظية الذي نشط في السنوات السابقة ولكن الآن ليس لديه أي مبادرات أدبية، حتى الأمسيات الأدبية التي كانت تقام من حين لآخر لم تكن تشهد أي حضور، ونسجل هنا غياب تام للجامعة بطلابها ودكاترتها، والمكان الوحيد الذي يشهد من حين لآخر بعض التظاهرات الثقافية هو دار الثقافة.
الأقلام الأدبية المعروفة بولاية ورقلة معدودة بماذا تفسر ذالك؟
ربما هناك أسماء لم تعرف بعد، وأعتقد بأن ظهور أسماء مرتبطة بالدرجة الأولى بدور النقد ومدى إمكانية النشر، وأغلب الذين برزوا على الساحة المحلية لعبوا دورا كبيرا في فرض أنفسهم عن طريق النشر في الصحف والنشر الخاص، وعلى العموم الأجواء المحلية الثقافية لا تشجع على ظهور أي أسماء.
كيف عانقت ذات زمن شوق الكلمة وتأثرت بها، ولمن قرأت؟
بدأت الكتابة سنة 1985، حيث بدأت ببعض القصص القصيرة والأشعار. والحقيقة أن البيئة العائلية كانت جد مشجعة لأن والدي سبقاق العيد رحمه الله من المولعين بالكتاب فقد كان يشجعنا على المطالعة، ورؤيته يطالع دوما جعلتنا نعتبر الكتاب الرفيق الدائم، ولا أنسى أخي الأكبر الطاهر، الذي وضع لنا مكتبة عائلية كانت في متناول الجميع، فقرأت أمهات الكتب ، في مرحلة الابتدائي، مثل روايات نجيب محفوظ ومصطفى لطفي المنفلوطي والأيام لطه حسين والشيخان والروايات البوليسية لآجاثا كريستي والحرب والسلم ونهاية رجل شجاع والأم والشيخ والبحر .. لقد تأثرت بأغلب الكتاب في مرحلة متقدمة ولكن بعدها تأثرت كثيرا بالكاتب الكبير الشهيد غسان كنفاني، الذي كان رائد القصة القصيرة، وأكبر ما شدني إلى أعماله هي القضايا التي يطرحها في قصصه، وهذا أفضل بكثير من كل خطب وبيانات الرؤساء العرب، ولقد دفع ثمن جرأته واغتاله الموساد في بيروت. ولا أنسى أعمال القاص المصري يوسف إدريس الذي أثرى الحياة الأدبية بأعماله.
كيف غزى ذات يوم سواد قلمك بياض الورق، وكتبت نصك الأول واعتبرته نصا حقيقيا جديرا بأن تخرج به للناس؟
أتذكر بأن أول نص قصصيا كان من نوع الخيال العلمي، يتكلم عن رواد فضاء يهبطون على كوكب مجهول ويشاهدون ظواهر غريبة، حيث يتحول أحدهم إلى عدو وينضم إلى قوى الشر، أما عن أول قصة كتبتها ونشرتها فهي قصة "الاقتراح العجيب" و التي كانت تنتقد رجال الحزب الواحد في الثمانينات و قد نشرت بمجموعتي القصصية الأولى - رجل الأفكار - .
لاحظت أن غالبية قصصك تنصب في سياقات واقعية، تكاد تكون فوتوغرافية، وقد يحس القارىء بأنك تقع في التقريرية والمباشرة، وعادة ما يكون هذا على حساب سمة الشعرية وجمالية اللغة التي من المفترض أن تميز أي نص أدبي؟
قد تكون ملاحظتك في محلها ولكن ما يهمني بالدرجة الأولى هو الصدق في طرح أي قضية عبر قصصي، أما الجانب الجمالي أو الشاعري، فهو مرتبط بالدرجة الأولى بطبيعة الموضوع، واللغة مهما احتوت من شاعرية فإنها قد تكون عاجزة أمام مواقف إنسانية تجعل الكاتب مضطرا إلى التقريرية أو الخطاب المباشر، وبعيد عن هذا الإشكال فإنه يتعين على القارىء أن تكون له نظرة شاملة للنص .
الحيز في قصصك كله حضري ولا أراك تتحدث عن الريف أو القرية رغم أن هذا المجتمع حاضر بقوة حتى داخل المدن نفسها؟
أعتقد أن المكان مرتبط بمضمون النص في حد ذاته، وعلى العموم فأغلب الشخصيات التي كتبتها تعيش في المدينة وأتذكر جيدا قصة "الانتحار الأخير"، التي تحكي قصة شاب سئم حياته، فيترك قريته متوجها إلى مدينة قسنطينة ليضع حد لحياته من إحدى جسورها المعلقة ولكنه في الأخير يغير رأيه ويعود سالما إلى أهله، على كل قد أعالج بعض القضايا التي تكون فيها شخصيات من الريف أو القرية، وفي هذا المقام لا يسعني سوى أن أرفع رايات التقدير والتكريم لأهل الريف والقرى لأن التاريخ الأدبي والنضالي يشهد بأن غالبية الأسماء التي صنعت مجد البلاد كانت من تلك الربوع .
مضمون قصصك لم يشذ عن ما أكدته الدراسات حول القصة الجزائرية المعاصرة بتركيزها على المضامين الاجتماعية، ونلاحظ في مجموعتيك القصصيتين "رجل الأفكار" و"الرقص مع الكلاب" طغيان موضوع البطالة، فكيف تفسر هذا المنحى؟
يتعين على الكاتب الناجح أن يعبر عن قضايا مجتمعه، بالنسبة لي هموم الناس ومشاكلهم تعتبر هاجسي الأول خاصة في جانبها الاجتماعي والسياسي، وليس لدي الوقت لأكتب عن الربيع والحب والزهور في زمن لا يجد فيه الكثير من البؤساء قوت يومهم وفي عالم يسوده الظلم وسحق الضعفاء، أعتقد بأن الكلمات الصادقة عبر قصصي بإمكانها أن تخدم هؤلاء وتكشف أكاذيب ونفاق من خانوا أمانة هذا الشعب.
كيف تعاملت مع إشكالية النشر؟
يعتبر النشر من ضمن العوائق التي تحول أمام ظهور كتاب جدد ببلادنا، لقد نشرت قصصي عبر الجرائد الوطنية المختلفة، ثم اتصلت بالأستاذ الطاهر وطار ونشرت لديه مجموعتي القصصية الأولى "رجل الأفكار" ثم الثانية "الرقص مع الكلاب"، وطبعا مقابل مبلغ مالي معقول. ومن الإنصاف أن نقول بأن جمعية الجاحظية لعبت دورا كبيرا في مساعدة الكتاب المغمورين ومبدعي المدن الداخلية، أما روايتي الجديدة ( الإعصار الهادئ) فقد كلفتني الكثير ، وأعتقد بأن مشكل التوزيع أصعب من النشر، فهناك العديد من الأعمال التي لم تصل إلى القراء بعد عبر هذا الوطن الشاسع .
كيف تنظر إلى وضعية النقد ببلادنا؟
من الواضح أن هناك غياب كلي للنقد ببلادنا ما عدا بعض المحاولات القليلة للبعض و من بينهم المتميز عيسى شريط ، وأصبحنا لا نعطي أهمية لأي عمل إلا إذا نشر ببيروت أو بالقاهرة. أصبحنا مصابين بعقدة الريادة المشرقية، وهذا ما جعل الكثير من الأسماء الضعيفة تظهر وترتقي سلم المجد الوهمي بالاعتماد على الصداقات والمعارف عبر الصحف والوسائل الإعلامية، وهؤلاء يمارسون "شيتة أدبية" لفائدة أحبابهم، وهم بهذه الطريقة يضرون أنفسهم ويقضون على حق القارىء في قراءة إعلام محايد أو متخصص، وهذا ما يجعل بلادنا مجهولة على الصعيد العربي والعالمي، وما زالت تعرف فقط بأدباء يعدون على الأصابع من جيل السبعينات وطبعا باستثناء فضيلة الفاروق و أحلام مستغانمي، اللواتي صنعن مجدهن خارج الوطن.
حدثنا عن روايتك الجديدة ؟
هي رواية من الحجم الكبير بعنوان "الإعصار الهادىء" تحتوي بها ما يقارب 300 صفحة ذات طابع سياسي اجتماعي، تحكي عن هموم الأكثرية وتسلط الأقلية و قد قمت بنشرها منذ أيام على حسابي الخاص ، لأنني تلقيت عدة وعود لنشرها و لكنها كانت سراب ، الجزائر عاصمة الثقافة العربية إحتكرت الثقافة و النشر بالعاصمة فقط و تناست مبدعي الجزائر العميقة ، خاصة الجنوب الذي شوهت صورته إعلاميا ، فهو الخيام و الجمال و التمر و البترول و العقارب والرقص الشعبي ، إنها بالفعل صورة نمطية مقرفة يستفيذ منها الكثيرون .
كلمة أخيرة لقراء ؟
أتمنى لكم النجاح والاستمرار في كشف الحقائق الاجتماعية والثقافية، وفي الميدان الأدبي أقترح على المشرفين رعاية مسابقة أدبية شهرية لفائدة المبدعين الشباب في كل ميادين الكتابة "شعر، خاطرة، قصة ، رواية ".
أجرى الحوار عبد القادر جعفور - ورقلة
إلغاء إعجابي · · مشاركة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق