Mohammed Laftissi
جرائم الكلام المنقول
يكثر الحديث عن السرقات الأدبية والفنية والملكية الثقافية..ومن حق كل واحد أن يتشبت برأيه في حقوقه ولا نرى عكس ذلك..وانما يظهر لي وكأننا نتشبت بحق ضيق اريد به باطلا..عندما نتأمل السرقات التي مارسناها على كل الكتاب الذين قرأنا له وأخذنا عنهم وسرقنا منهم التعابير المنمقة والعبارات المدققة..وسرنا نكتب ونحكي ونقول...فاننا في عمق التلاص كما يقول أحدهم..أو التنصيص أو التناص كما يحلو للبعض تسميته ..أو الكتابة عبر الكتابة عند بعض الدكاليين أو البنوريين...
فلنبتعد عن مجال الحرج..مجال الابداع ـ حيث لامجال لاقناع من يتشبت برأيه ـ ويدعو للملكية بكل حقوقها وقوانينها..وحيث لامجال لاستنساخ نص او نشره الا باسم صاحبه ..وأنا أؤيد هذا التوجه الذي يحمي الخصوصية..بينما نظري للملكية قد أختلف فيه مع صاحبه من موقع ان الادب ملك لقارئه من حيث التلقي والاستغلال لاجل المعرفة..بينما الكاتب يملك الملكية المادية للنص بعد أن أعطى متعته للقارئ...
ولننقاش بعيدا عن هذا الموضوع الشائك الذي لايمكن ان تفتي فيه الا وسيف ديموقليس مسلط على عنقك..ونتحدث عن الكلام الشفهي الذي نتناقله في المجتمع من رواده من شيوخ وعلماء ..وهو يضاهي كتبا ومقالات منشورة..وذا فائدة لا حصر لها من ناحية الافادة الادبية والثقافية..كما وجدنا ذلك عند شيوخ طوائف ورجال دين وأدب..يكتبون او يلقون ذلك على كتبة..فنجد من ينقل عنهم بسند صحيح ومن لا يذكر ذلك..ورغم ذلك يسير الأمر عاديا..تزدهر الفكرة في ظل الحرية وتنتشر..بينما في ظل الجمود والتشبت بالحقوق والتنصيص على العقوبات تخاف الكلمة ان تهاجر فتظل حبيسة القوانين المتحجرة التي تكسر لها المعنى وتعتقله في حقوق أصحابها..
مجرد رأي
محمد لفطيسي..26..01..2014
الجديدة المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق