صحيفة فنون الالكترونية
أمنيات على طريق الفرح
اننا اصبحنا مهددين بالقلق الطائر في كل لحظة ومناسبة..ننتظر الخبر الحزين المفزع..ونهيئ جوارحنا من أجل أن ننتفض للبكاء والعويل...فالأخبار تتقاطر علينا من كل حدب وصوب..فلان أو فلانة ماتا..والآخر أو الأخرى خضعا لجراحة..ابن هذا أو ذاك انتحرا أو سجنا أو قتلا أ و أو أو ...
ما أصبح الانسان المعاصر ينتظر أن يجد أمنية أو أمنيات على طريق الفرح الشائك الذي تترصده الاضواء الحمراء حيث اعتل الأخضر والبرتقالي ..وتوقف العلامات عند قف..وممنوع الفرح ومسموح البكاء...وكأننا في مقبرة الاحساس..ماذا يقع؟...كيف تراجعت نسبة الفرح والافراح...؟ هل تخلينا عن فلسفة التفاؤل ومن دعا لها من رسل وكتاب وأنبياء الارتياح...؟
قد نكون ابتعدنا خطوات عن النية المسبقة للفرح..وبرمجة النفس على الردود الانسيابية للتقبل والتفاعل الفرحي الفعال..ماذا نخسر لو ابتسمنا أو تباسمنا؟
هل تفقد الحياة جودتها وروعتها؟ هل نخسر اموالا في ذلك أو قطعة من أجسادنا؟
طبعا لا..ان ما نخسره فعلا هو الحياة...حيث يعيش الغربي والامريكي والاسيوي بمعدل عمري طالع ..وتنقص لدينا مؤشرات معدل العيش الذي أصبح يتوقف عند ستين سنة او سبعين..في وقت كان أجدادنا معمرين...
هل نعيد النظر في أكلنا؟ نعم ..هل نعيد النظر في نظرتنا للحياة؟ نعم...
هل نعيد النظر في سيرنا نحو الفرح؟ نعم...هل نعيد النظر في تعاملنا مع الآخر وجذبه الى مساحة أو مربع اللعب والتسلية؟ نعم...كثير ينقصنا..وقليلا ما نفكر في ما ينقصنا...وعندما نقضي الوقت الكثير من حياتنا في جمع المال ومراكمة العقارات والاملاك..نجد نفسنا في الاخير مضطرين لصرفها لكسب صحتنا...
أمنياتي على طريق الفرح ..أن نضع خارطة طريق لارجاع الانسان العربي والمغربي الى الحياة...بحيل فنية يتضافر للعب أدوارها رجال الفن والمسرح والسينما والفكر..وهم قادرون على ذلك...نتمنى ان نراهم يشتغلون بلاهوادة في ذلك...لان الفرح في ورطة ...ولن تخرجه الا عملية قيصرية ارادية عالمية منتقاة بحكمة وروية...لنبدأ مشاهدة لقطات اشهار باهرة في الطريق ...نبتسم اليوم لنضحك غدا...
محمد لفطيسي..29..01..2014...الجديدة..المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق