السبت، 1 مارس 2014

معاهد الفنون الجميلة بين الابداع والنفاق / د.صبحي غضبان الخزعلي../ العراق ...

معاهد الفنون الجميلة بين الابداع والنفاق / د.صبحي غضبان الخزعلي
بعد ان استفاق الانسان العراقي على حضارات رائعة في كل مفاصل الحياة مسطراً الحب والجمال على الالواح الطينية السومرية لتنقلها لنا اليوم وهي تعج بكافة مفاصل الحضارة البابلية والأكادية والاشورية والعربية العظيمة وقدموا ارثاً عظيماً من التواصل الحضاري الكبير, فكانت الجنائن المعلقة التي اصبحت العجيبة السابعة من عجائب الدنيا ,ومنذ قيثارة السومريون التي قدمت للبشرية الحاناً عذبة, ثم كانت العجلة العراقية التي غيرت وجه التاريخ الانساني / فتأسست فنون الدراما في المسرح الشارع البابلي وساحاته وكنائسه , والتي سرقها الاغريق فتبنوا الهتها واساطيرها وملابس اعيادها حتى اسماؤهم ,قلنطلقت الظاهرة الدرامية من بابل العراق وليس من اليونان القديم" كما يقول الدكتور (مرسل الزيدي في مقدمة كتاب (د. محمد صبري صالح) المسرح العراقي القديم والذي صدر في بغداد عام 1991 وكان لابد من وجود من يقود هذا الابداع العظيم نحو الشمس في العراق , فكان معهد الفنون الجميلة ,هذه المؤسسة الفنية المعرفية التعليمة الرائدة, ودخل لهذا المعهد هواة , فكانت هناك صلة بين الفنان المعاصر العراقي وبين الفنان السومري والاشوري, كما أثر جواد سليم في تحفته العالمية (نصب الحرية) , وهذا المعهد اوجد عظماء الفنانين في هذه المؤسسة الاكاديمية منذ (الشريف محي الدين حيدر ) والى الان ..
بعد نثر البذور الأولى في تعلم الموسيقى على الطريقة العلمية والفنية التي نثرها الفنان الرائد الأستاذ الراحل (حنا بطرس) والتي كبرت فكانت شجرة وافرة الظلال أثمرت بالمعهد الموسيقى والذي تأسس في الأول من كانون الثاني عام 1936 وعين الموسيقار الكبير الأستاذ (محي الدين حيدر) مديرا له، وكان المعهد في أول افتتاحه يشغل جناحاً خاصاً في نادي المعلمين بمنطقة الوزيرية، وقد اقتصر الدوام فيه على بعض أفراد الفرقة الموسيقية لدار المعلمين الابتدائية ومدرسي الأناشيد الذين انصرفوا إلى تنويط الأناشيد المدرسية وتعليمها للطلبة، وقد دخل المعهد في ذلك الوقت عدد من هواة الموسيقى من الجنسين ووضع نظام خاص به واستخدم للتدريس فيه عدد من كبار الموسيقيين من عرب وأجانب، وتنقل المعهد عند استقلاله عن نادي المعلمين في عدد من البنايات أولها في منطقة السنك، ثم انتقل إلى رأس القرية ومنها إلى شارع أبي نؤاس ف البتاويين في العام 1940 حيث أبدل اسمه إلى معهد الفنون الجميلة عندما فتح فيه فرع التمثيل تولاه الأستاذ (حقي الشبلي) وفرع للرسم تولاه الأستاذ (فائق حسن ) وفرع للنحت تولاه الفنان (جواد سليم) إضافة إلى فرع الموسيقى بقسميه الشرقي والغربي بإشراف عميد المعهد الأستاذ (محي الدين حيدر)، ولسوف يقتصر الباحث في حديثه عن معهد الفنون الجميلة , كانت الدراسة في معهد الفنون الجميلة تستغرق ست سنوات، والدراسة فيه مسائية، وكان الكثير من طلابه يشغلون وظائف في الدولة أو يمتهنون حرفاً حرة أو يدرسون في الكليات والمدارس الأخرى نهاراً. وفي العام 1946 انتقل المعهد إلى بناية حديثة في شارع الأمام الأعظم مزودة بمسرح كبير وقاعات كبيرة للدراسة، وكانت تقام على ذلك المسرح الحفلات الموسيقية الكبيرة التي يؤمها الكثيرون من المسئولين في ذلك العهد منهم الملك والوصي على عرش العراق ورؤساء الوزارات والوزراء وجموع غفيرة من المثقفين وعشاق الموسيقى، وكثيراً ما كانت تلك الحفلات تنقل إلى الجمهور عن طريق الإذاعة، كذلك أقيمت على مسرح معهد الفنون الجميلة حفلات للفرق الأجنبية ومغنين أجانب وفرق موسيقية عربية وأجنبية كانت تصل إلى بغداد بدعوة من الحكومة العراقية.
وبعد ان تطور معهد الفنون الجميلة, وكان مسائي, واتسع في مناهجه وكثر عدد طلابه, اضطر بعض الأساتذة إلى تعيين من تخرج في الدورات الأولى منه بدرجة امتياز ,أو من كانوا لا يزالون في طور الدراسة بصفة محاضرين في المعهد،

في العام 1952 فتح القسم الصباحي لإعداد المعلمين ومدة الدراسة فيه خمس سنوات بعد الدراسة المتوسطة وألزم الطالب المتخرج ان يعين في وزارة التربية معلماً للدروس الفنية كالموسيقى والأناشيد والمسرح والرسم والنحت والزخرفة والسيراميك والخط، ومع فتح القسم الصباحي استحدثت فروع كثيرة منها السينما والتصوير والجيتار والاكورديون والفلوت والكونترباص والسنطور والجوزة والإيقاع.
كان الإقبال على القسم الصباحي كبيرا بينما قل الإقبال على القسم المسائي بعد أن انتقل معهد الفنون الجميلة إلى بنايته الجديدة في شارع دمشق بالمنصور، وقد ألغيت الدراسة المسائية مراراً ولكنها في كل مرة كانت تعود لاستئناف عملها، وقد ضم المبنى الجديد الذي انتقل إليه المعهد في العام 1973 أقساما عديدة وقاعات واسعة ومسرحا على الأسلوب المتطور واستديو للتصوير والتسجيل.
تخرجت من القسم الصباحي دورات عديدة عين خريجوها معلمين في وزارة التربية وأرسل من نبغ منهم لإكمال دراسته في الخارج، وبعدها عادوا للتدريس في المعهد أو أعضاء في الفرقة السيمفونية الوطنية كعازفين ومؤلفين أو مشاركين في فرق الإذاعة والتلفزيون أو مدرسين في مدرسة الموسيقى والباليه ومعهد الدراسات النغمية، وقد تعاقبت على معهد الفنون الجميلة إدارات كثيرة منذ إنشائه حتى اليوم , وقد استبدل اسم العمادة بالمديرية وألحقت بالمدير العام بدلا من وكيل أقدم في وزارة التربية والتعليم.
بعد ان كانت هذه المؤسسة نور مشع لا نتاج الفنون التمثيلية والموسيقية والتشكيلية. والسينمائية. دمرت هذه المؤسسة بتعمد من قبل النظام السابق الذي قسم المعهد الى قسمين معهد الفنون الجميلة بنات, ومعهد الفنون الجميلة بنين, وقد وضعه ابن رئيس النظام السابق في منطقة المنصور ليكون فريسة قريبة من انيابه حيث كان يغير عليه بجلاوزته في الاسبوع مرتين ليلتقط الخروف السمين كي يكون وليمته تلك الليلة مهتكاً شرف الناس وبعلم ودراية من رئس النظام السابق, ثم يحول فريسته الى عمارة في منطقة الكرادة قرب ساحة الاربعين حرامي, وبالمناسبة هربت هذه النسوة المساكين الى سوريا بعد سقوط النظام وتم استباحتهن هناك ..فافقد ابن رئيس النظام السابق المعهد من الحس الانساني في اندماج الفنون ببعضها , وضاع اغلب الابداع الحقيقي في سلوكيات الطلبة العشوائية , ثم انقسم هذا المعهد الى رصافة وكرخ وبعدها اصبح معهد للمسرح ومعهد للرصافة ومعهد للكرخ ثم اعيد الى وضعه الحالي بعد ان الغي معهد المسرح ثم اخذ الطلبة يدفعون بدلات اشتراك سنوية ثم الغيت هي الاخرى ,
اغلب دروس معهد الفنون الجميلة هي دروس عملية الا انه لم يشغل قاعة واحدة لتدريس التلاميذ العملي لافي المسرح ولا في الموسيقى ولا في السينما والتلفزيون ولا في الفنون التشكيلية ,مما افقده ما نشا المعهد العريق لأجله , بقصد , اضافة الى التضخم الهائل في موظفي قطاع التعليم والمعتمد في تعينهم على الوساطة والرشوة والاتيان بالرجل الغير المناسب الى المكان الغير مناسب ,وهذه طروحة كورباشوف الذي بها انهارت اكبر دولة في العالم هي الاتحاد السوفياتي وانتشرت اللامبالاة في جميع مفاصل التعليم في المعهد والاهمال بدون وضع استراتيجية مناسبة لخلاص التعليم من مشكلاته التي لاتعد ولا تحصى , كما ان عدم وجود ضوابط مهمة في قبول الطلبة في معاهد الفنون الجميلة بل اكتفى القبول فيه على الرشاوي والوساطات مما افقد هذه المعاهد الصفة التي فتحت تلك المعاهد من اجلها وهي خريج فنانين لا معلمين وتهاون الإدارة على معاقبة المخالفين ,
بروز ظاهرة الطائفية في المعاهد, فاذا كان مدير المعهد من هذه الطائفة او تلك فانه يميل اليها ويقدم طلبتها على الطلبة للطائفة الاخرى , كما ان خوف بعض الادارات من عواقب الوقوف الى الجانب الاخر من الاعتداءات كما حدث في معهد الفنون الجميلة المسائي الرصافة حيث تم الاعتداء على المدير والطلبة لأنه اراد ان يوقف بعض الشاذين عن اللعب بمصير المعهد وقام الاهالي بالهجوم على المعهد يتقدمهم الطالب الفاشل مما ادى الى نقل موقع المعهد الى موقع اخر وتم فصل الطالب , وطلبة هذا المعاهد لايهتمون بدروسهم لانهم ناجحون لامحالة, وانهم عابرون الى السنة الاخرى حتماً , حضروا الدروس ام لم يحضروا, امتحنوا او لم يمتحنوا, وكان الله في عون الفن العراقي الذي يعج بأمثال الطلبة (الفضائيين) وعلى هذا الاساس تغيرت ادارة هذه المعاهد عشرات المرات ولم تستقر حتى كتابة هذه البحث والحقيقة ان هناك مجموعة من الطلبة يحبون ان يكونوا ارثاً فنياً لهم, لكنهم يتراجعون امام اغراءات الاخرين فمن يدفع اكثر ينجح اكثر ومن لم يعطى درجة التسعين, وابناء المدرسين في هذه المعاهد( ناجحون ناجحون) وبدرجات عالية جدا , وفي مراقبة الامتحانات يأتي رؤساء الاقسام بإخوانهم وابنائهم واولادهم ليراقبوا حالهم حال المدرسين المساكين المغلوب على امرهم , كي يستفيدوا علماً بان كثير من الطلبة يأتي الى المعهد بون ورقة وقلم اصلاً..
ولتحقيق تغيرات مناسبة يقترح الباحث اجراء التغيرات الاتية:
1- اعادة النظر في المناهج الدراسية للمعاهد كافة
2- عدم ربط معاهد الفنون بمعاهد المعلمين لان معهد الفنون يخرج فنانين ومعاهد المعلمين تخرج معلمين .بل يتمربطهم بهيئة المعاهد
3- اعادة النظر في طرائق التدريس واعطاء الدروس الفنية الجانب الاكبر في الزمن والاهمية
4- تحديث الكادر التدريسي (ادارة المعهد) باستمرار كي لاتحدث مشكلات نحن لسنا بحاجة لها كان يكون لكل ادارة مدى سنتين فقط غير قابلة للتجديد
5- اعادة النظر في المدرسين العاملين في هذه المعاهد
6- تخصيص مكتبة ضخمة توفر الكتب الدراسية للطالب بغية تشجيعه على المطالعة وتطوير قابلياته العلمية والفنية
7- عمل مهرجانات فنية في النصف الاول من السنة ونهايتها ايضاً في كل الاختصاصات
8- استخدام اساليب متطورة في التعليم ومنها التلفزيون المغلق او الشاشات الثابتة او المتحركة او التعليم عن بعد عبر الانترنيت واشراك فناني العالم بمناقشات الدرس وهذا لايكلف كثيراً
9- توفير مواقع للدراسة كمسرح ومكان لصناعة الطين والفخار وقاعات للموسيقى وقاعات للرسم وأدوات متطورة لتشغيلها
10- التفكير ببناية لهذه المعاهد المسائية.. وعدم الاعتماد على المدارس كمقرات لها وكلنا نعرف واقع المدارس المزري.والتي ليست فيها حتى حمامات ..
11- ضرورة ملحة وكبيرة لتعليم حقوق الانسان ولكي يتحقق الوعي بحقوق الانسان، يجب الابتعاد عن طريق التلقين في المحاضرات وحشو ذهن الطالب بالمعلومات. والتأكيد على استخدام الأساليب التي تحرك ادمغة الدارسين لتتفاعل مع المعلومات والمعارف التي تقدم لهم.
12- اعادة النظر في المعاهد النسائية للفنون ودمجها في المعاهد العامة فوراً لتقليل التكاليف وتقليل عدد المدرسين والادارات والابنية وكذلك العودة بالتعليم الحقيقي الأكاديمي المختلط والعلم الجميع الزين يبقه زين والموزين يبقه موزين..

د. صبحي غضبان الخزعلي
معهد الفنون الجميلة

هناك 3 تعليقات:

  1. مركز النور يدعم طلاب معادلة كلية هندسة بافضل شرح وملخصات لمناهج المعادلة حتى يستطيعوا النجاح بتفوق وبالنسبه التى تمكنهم بدخول كليات الهندسة
    تابعونا عبر موقعنا
    http://www.equation-engineering.com/
    اتصل بنا على تليفون
    01093189974 — 01118585670
    01220911562 — 01116126161
    01008266914 — 01124999956

    ردحذف
  2. احصل على افضل شرح لموادمعادلة كلية الهندسة
    من اشهر مركز متخصص فى تدريس معادلة كلية الهندسة مركز النور فهو بيقدملك كتب معادلة كلية الهندسة و هتلاقى عنده افضل شرح
    اتصل بنا على :01093189974
    www.معادلة-كلية-الهندسة.com/

    ردحذف
  3. الى الطلبة الطموحين ومن يريد الانضمام الى كليه الهندسة , اذا كنت من الحاصلين على الدبلوم او احد المعاهد , اتصل على مركز النور لكى تحصل على معادلة الهندسة التى تؤهلك لدخول كلية الهندسة .
    http://www.elnour-edu.com/

    ردحذف