في تحديث الخطاب عن الكتاب
مجرد وجهة نظر
ليس من الغريب أن كل فكر جامد يحتاج الى تجديد، وكما هو الحال أن كل جديد يحتاج الى قديمه القديم؛ والعهدة هنا على المغاربة في مثلهم الدارج " الجديد لو جدة والبالي لاتفرط فيه "
فمنذ عبد العميد الى عبد الحميد، والكتابة تناكف مكانها لتعبر عن وجودها على البياض الذي يحارب السواد، ولكن ما لبث أن احتل السواد المطابع والاسطر بالمداد.
هل انتصرت سوداوية الكتابة على نصوص الأمل ـ لاأظن ذلك جازما ـ وان كان الجزم مغامرة قول وكتابة، بين من هم متتبعون يقظون لما يكتب وينشر على غزارته ـ وليس قلته ـ باعتبار أن الوزارة، بل الوزارات المتدخلة ليست لها احصائيات دقيقة في هذا المجال. ولا داعي لذكر مبادرات الدول الداعمة للقراءة والكتاب.
فعلى سبيل المثال ـ لا الحصر ـ ما تنشره اسبانيا ـ وهي عالمة بذلك ـ وتترجمه يفوق الدول العربية عامة، كما أن استنساخ كتاب يخضع لقانون الحقوق، ويذهب نصيب النسخ للكاتب وليس لجيب صاحب محل الطبع. والعقوبات الصارمة في المجال، وتتبع الهيآت الساهرة ووعي المواطنين علامات شرف بارزة في الاتجاه. أما معرض الكتاب، فينظم في الفضاء العمومي أي الشارع دون أداء رسوم، وتتكفل مؤسسة ما حرة او عمومية أو كلاهما بكراء خيمات العرض، وتتكفل المكتبات المدعوة والناشرون باستقبال يومي للكتاب والشعراء والمفكرين، وانجاز التواقيع لهم وربط العلاقات بين قطبي الرحى في العملية...كما تتكلف الجمعيات والاتحادات بأنشطة تقدمها على مستويات عدة للأطفال والكبار والنساء...
والاغرب أننا نجد في كل معرض نفسا جديدا، وبلاد تستنسخ تجربة من بلاد أخرى، وكل جهة تدفع بالاستماع الى جهة الاقتراح؛ ولا نستطيع تفرد أو تفوق هذا عن ذاك ليكون المعرض هو الناجح والفائز هو الكتاب والقارئ، والذان تعتبر جوائزهما لافتة...
ولهذا كله، فنحن أحوج لبناء ثقة بين الكاتب والكتابة في اتجاه بتشجيع تمثيله وكتبه، وكذلك بين الكاتب وجمهوره من أخرى، لانه لايعقل قارئوا كتاب وجدوا ما يقتنوا عنهم بينما آخرون، لفظوا انفاسهم أمام رفوف غائبة بأكملها ودور نشر مغيبة بفعل تنازع الاختصاص...بينما الخاسر الأكبر هو الكاتب والقارئ؛ وحتى وان ارضاء الجميع يجمع بين الحمق والفشل. فان الحمق هو اقصاء فئات عريضة من اهل القلم، والفشل تغييب كتبهم...
وهل سينبري خطيب مفوه جديد ليكتب عن المقالات الصادرة عن اسماء لامعة تنتقد المعرض الحالي؟ ومن بينهم الكاتب والقاص والروائي المصطفى لغتيري، والروائي والناقد الحبيب الدائم ربي، والكاتب القاص أحمد شكر...وهذا قليل ممن دققوا في التحليل والتوصيف لدرجة اظهار كل الحقائق، بينما يظل الصوت الرسمي مغيبا، دون تحليل للمكتوب او مناقشته أو دفع التهم أو ابراز الاعتلالات والنواقص...
فهل من مجيب؟!
محمد لفطيسي1..03..2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق