السبت، 10 مايو 2014

امي .../ نص .../ الكاتبة .../ عفاف الشمري ..ز/ العراق ...

(أمي)
يُذهلني جمال أمي...ففي كل يوم منذ أن كنا أطفالا صغارا ...يزداد جمالها...ويتلون وجهها بكل ألوان الورد...
فحين كان أبي يخيّم على روحها ويمّد قلبها بالأمان كان وجهها وردياً...
وفي حبها لنا يكتسي وجهها حُمرة الجورية البهيّة...
وعند الأمتحانات والمصائب الكثيرة والكبيرة التي جارت بها قسوة الحياة عليها...كان وجه أمي يُشبه كثيرا قرنفلة صفراء فواحة...
بالرغم من كل شئ بقيت أمي زهرة بريّة...نقيّة...شامخة...قويّة...
منذ طفولتي وأنا أتسائل في سرّي من أين أتت أمي بكل هذه القوّة كلها فالحياة لم تُبقي من مصيبة أو كارثة أو نوعاً من أنواع الألم إلا وسقتها إياه...
كيف إن أمي الجميلة التي تشّع كبرياء وأنوثة تحمل صفات الجبال في الوقت عينه...
كيف جمعت في مهجتها كل جمال ورقة وعذوبة النساء.. وقوة وقدرة أقوى الفرسان من الرجال !!
اليوم صباحا أكرمني الله تعالى بوجهها السمح الجميل كان هو ماإصطبحت به...
وكيف يكون الصباح حينما تبصرها روحي وعيوني...!!
يطغي الجمال على كل شئ من حولي وتغمرني السعادة وشعور لايوصف بالأطمئنان والفرح...
لاأحد يستوعبني كما تفعل أمي...وهنالك كلمات لاأبوح بها سوى لأمي...
لاحضن كحضنها...لالمسة تشبه لمسة يدها...لامكان يحتويني كحضن أمي...
بكيت كطفلة بعد أن ذهبت حبيبتي أمي...
دعوت ربي ورجوته أن لايحرمها فضله أبدا ويمدها بالصبر ويزيد عليها في نعمة إيمانها العظيم...ودعوته أن لايحرمني نعمة وجودها أبدا...
صبر أمي لايمكن أن يكون إلا لمؤمن يتحلى بكل الفضائل والكمالات الأنسانية .

عفاف فاضل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق