الأربعاء، 11 يونيو 2014

العـــــــروض الـــــرائدة ... مسرحيــــــة ملحمــــــة كلكـــــــامش _______________________________________/ اعداد الفنان وتلشاعر / حسن نصراوي حسن / العراق


 
العـــــــروض الـــــرائدة ... مسرحيــــــة ملحمــــــة كلكـــــــامش
________________________________________________________
اعــــــــــــــــداد : حســــــــن نصـــــــــــــــراوي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
خلال عامي 76 ـ 1977 يتفق الفنان الاستاذ سامي عبدالحميد مع فنان السينوغرافيا الراحل كاظم حيدر على تقديم ملحمة كلكالمش السومرية مسرحيا، كاملة غير مجتزاة، على وفق ترجمتها الاولى من قبل العلامة خالد الذكر طه باقر، وضمن ثلاثة عروض مبتكرة مكانيا (قاعة مسرح الشعب في الباب المعظم/ المسرح الروماني في محافظة بابل/ قاعة المسرح القومي في كرادة مريم) وقد رافق مسيرة الفنانين المذكورين في هذه العروض الفنان الموسيقي الشاب وقتذاك جعفر الخفاف، حينما كان طالبا في قسم المسرح في اكاديمية الفنون الجميلة وعازفا هاويا لالة الكمان.
رحلة مضنية وشاقة قضاها هؤلاء الفنانون الثلاثة في ترسيم خططهم الابداعية لتقديم كلكامش العراقي الباحث عن سر الخلود الذي امتازت به آلهة سومر دون سواها من بشر مدينة (اوروك) عاصمة سومر التليدة، خصوصا وان هذه الالهة قد رفعت كلكامش الى مستوى النصف من الوهيتها من دون ان تسبغ عليه النصف الاخر من امتيازاتها السماوية المعلنة، بل ابقته ككائن نصف بشري ـ نصف الهي.
ملخص الملحمة.. حكاية كلكامش
كلكامش بطل لا يضارع امام شعبه وازاء القبائل والدويلات التي تجاور مملكته، فاصبح ديكتاتور لا ينازع ولا يتورع عن فعل القتل وممارسة الموبقات والمحارم وبفعل سلطة السماء التي منحته مباركتها..
انه مفرق الازواج، وسارق اللذائذ والمتع من العشاق ومواخير الليل بل هو المنتهك الدائم لعذرية بنات اوروك اليافعات المحصنات وغير المحصنات، لا تحده قوة او باس في ممارسة القتل وارذل انواع الانحطاط، ويشرب الراح على الراح من دون ان يغرك القذى عن عينيه، ولو للحطة واحدة وللابد.
العجيب الملغز في هذه الحكاية الملحمة، ان يصحو كلكامش ذات يوم بعد ان شبع وارتوى وغنى وابكى، على هاجس او صحوة تنذره بالموت الذي لا مناص او لا محيد عنه، لانه ما زال يمتلك النصف البشري الكائن في داخله، ولا يمكن بالمرة ان يكون بمصاف اسياده من الالهة السماويين الكأئنين في عقله.
هنا تبدأ رحلة كلكامش الاثيرة ذات الطابع التراجيدي الاسيان، من اجل البحث عن عشبة الخلود، فيرحل عن بلاده، متوخيا المجاهل القصية من الارض، متخليا عن لذائذه ومتعة الدنيوية المعروفة، ملتقيأ بالآلهة (عشتروت) صاحبة الجمال والغواية والجنس المعلن المشبوب، تاركا امرها لصاحبه (انكيدو) شبه الحيوان البري. وحينما يرتوي الاخير منها يصبح انسانا جديرا برفقة كلكامش من اجل موصلة البحث عن عشبة الخلود، فيخوض الاثنان معا معارك سماوية في آن، بفعل وصاية (عشتروت) حتى ان ينتهي امرا وحياة (انكيدو) الصديق المخلص لبطل الملحمة بموته، اثر مقتلهما للثور السماوي (خمبابا) تمهيدا لعثور كلكامش لعشبة الخلود نتيجة للامال التي عقدها على موقف الجد الاله (اتونابشتم) والموقف المسبق في حانة (سيدوري) ولنتذكر ايها القراء الاعزاء ان ثمة حانة في الملحمة السومرية الاقدم بين ملاحم التاريخ العالمية، لنتبرأ من دعوات سياسينا الجدد في التصدي لحياتنا المدنية منذ عمق التاريخ وتشريد المسيحيين وقتل الكثير من الايزيدية الاكراد، تحت هوس اغلاق النوادي والمقاهي والمنتديات الاجتماعية، بينما كانت حقيقية الامر من وجهة نظر آلهة سومر، مجرد بديل واحد فقط من عدة بدائل مختلفة ضمن اطار الاستراتيجية التي اتبعتها في هذه الارض، تقريب مسار البشر الى الموت من اجل خلودهم المعنوي والانساني على مر التاريخ.
ان جدلية (الحياة/ الموت) او (العدم/ الوجود) او (الكينونة/ الزوال) قد فسرت من كبار الفلاسفة واصحاب المعروفة طيلة القرون الثلاثة المنصرمة من عمر البشرية، امثال، كانظ وهيجل وماركس وانجلس وهيدجر وسارتر وباشلار ودلوز وفوكو، واخرين.. اذ ان تجليات هذه الملحمة ومساراتها وانساقها وايقوناتها المتعددة، واضحة كل الوضوح، قبل ان يكتب هوميروس (الالياذة) اليونانية، وقبل ان يفجر يراع فرجيل (الانيادة) الرومانية.
اشتغالات المخرج
كانت اشتغالات المخرج سامي عبدالحميد تداولية لهذه الملحمة بوجود الفنانين كاظم حيدر المسؤول الاول عن سينوغرافيا العرض(الديكور/ الاضاءة/ الازياء/ المكياج) اذ ثمة رحلة قام بها هذان الفنانان لمحافظتي الناصرية والسماوة من اجل التعرف على اسوار (اور/ واوروك) المنحصرتين ضمن هذين المحافظتين، او الوقوف على الازياء ولباس الشعر وسحنة الوجوه ونوعية الايزار والسجاد اليدوي المتبقي من هاتين المدينتين التاريخيتين اللتين تناغيان صبابات الملحمة، على الرغم من اندراسهما الجيولوجي الكامل وحجم المطمورات الاثنولوجية فيها، حتى وان بقت زقورة (اور) صامدة على مر التاريخ، بطابعها الاجري المعروف، او بشكلها الهندسي المغاير لكل الازمنة.
ـ.
اشتغالات اخرى في عرض كلكامش
ازاء هذا النجاح المعلن الجديد، تعاقدت الفرقة القومية للتمثيل التابعة لوزارة الاعلام وقتذاك مع المخرج الاستاذ سامي عبدالحميد من اجل اخراج مسرحية (كلكامش) بحلة قشيبة جديدة، وبميزانيات مفتوحة، فاستثمر المخرج في عام 1978 كافة الامكانات المتاحة له في ذلك الوقت، ومنها الاضاء الليزرية الجديدة، واخيترا كبار ممثلي الفرقة المذكورة، امثال طعمة التميمي في دور (كلكامش) وعبدالجبار كاظم في دور (انكيدو) والفنانة سعاد عبدالله في دور (عشتروت) مع ثلة مدربة من المسرحيين والفنانين بادور المجاميع المسرحية واناشيد الكورال تحقق فيه النجاح حقا حتى وان لم نعرف فيه،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق