المســــــــارح الرائدة .... مســـرح الستيــــن كرســـــــي
__________________________________________________________
اعــــــــــداد : حســـــــــن نصـــــــــــــــــــــراوي
..............................................................................................
في اوج النشاط المسرحي الذي شهدته البلاد في ستينيات القرن الماضي ولكثرة الفرق المسرحية الاهلية ,(وهي في الحقيقة كانت واجهات لحركات ومنظمات وجهات سياسية وفكرية متعددة ) شحت المسارح, والمسارح الموجودة كانت لاتكفي لاستيعاب العروض المسرحية .فضلا عن ان (المسرح القومي )في كرادة مريم كان مقتصرا على عروض الفرقة القومية التابعة لمصلحة السينما والمسرح . و(مسرح بغداد) كان حكرا لاعمال فرقة المسرح الفني الحديث, والتي كانت تضم عمالقة الفن المسرحي العراقي : يوسف العاني ,سامي عبد الحميد, خليل شوقي ,ابراهيم جلال, مي شوقي, وداد سالم ,عبد الجبار عباس ,قاسم محمد ,عبد المجيد فليح . . وزينب وناهدة الرماح, وبدري حسون فريد.
واضطرت بعض الفرق الى استئجار دار سينما لتقديم عروضها مثل فرقة (14)تموز التي كان من اعضائها الفنان قاسم الملاك, والراحل وجيه عبد الغني والراحل الكبير سليم البصري وقاسم صجي والراحل راسم الجميلي والفنان الكبير اسعد عبد الرزاق واقبال رشاد بطلة مسرحية (الدبخانة)التي استأجرت بناية سينما(علاء الدين ) في شارع الرشيد.
ومن الفرق الاخرى فرقة (اتحاد الفنانين )التي جمعت اسماء بارزة في الفن المسرحي التي اسسها الفنان الكبير طه سالم وقائد النعماني وفخري العقيدي وكريم عواد وصادق الاطرقجي.
وفرقة المسرح الشعبي التي اسسها الفنان الراحل جعفر السعدي , واشتهرت بعروضها الجريئة والهادفة, وكانت تقدم عروضها في اماكن متعددة ولكنها رغبت ان يكون لها موقع مسرحي خاص بها حتى لو كان صغيرا, فأستاجرت احدى الشقق في بناية في شارع السعدون, وحولت احدى غرفها الكبيرة الى مسرح متواضع من ستين كرسيا , وراحت تقدم عروضا تتناسب وحجم المسرح, واخذ الجمهور يتردد على المسرح لسمعة الفرقة وشهرتها في اعمال سابقة وكبيرة انتقدت فيها الاوضاع الاجتماعية والمعيشية للمواطن العراقي وقتذاك ,واعمال اخرى اسهمت في توعية الجمهور العراقي بالتحديات التي تحيط به ,لاسيما ان السلطات المتعاقبة منذ ثورة (14)تموز (1968)راحت تهمش دور المثقف العراقي وتضيق الخناق عليه , وتمنعه من التعبير عن ارائه وعلى وجه الخصوص من خلال الفن المسرحي ,لان المسرح كان يواجه الجمهور مباشرة,ويجتهد احيانا في النص وفق المستجدات التي تمر بها البلاد ولذلك عملت تلك السلطات (باستثناء عهد الرئيس الراحل عبد الرحمن عارف )على مراقبة المسارح واماكن العرض المسرحي والتدقيق في النصوص المسرحية .
لقد كان (مسرح الستين كرسي )متنفسا جميلا لهواة العروض الهادفة والجادة والراقية حتى وان كانت محدودة الوقت والمؤدين وبساطة الديكور . لان مايقدم كان محل استحسانهم ويروي ظمأهم ويشعرهم بأجواء حرية مفتقدة,ويحفز عندهم اندفاعات لتذكر بعض القضايا الوطنية والهموم الاجتماعية والمعاناة والكتب والاستلاب السياسي.. وبمـرور الايام اخذ المسرح يضيق بالجمهور,ولم يستوعب تقاطرهم عليه ,ممادفع الفرقة للبحث عن مكان اوسع لنشاطات اكبر..
ان تلك التجربة على بساطتها كانت كبيرة وثرية لانها اكدت المقولة الشهيرة (اعطني مسرحا, اعطيك شعبا مثقفأ),اذ ان المسرح العراقي كان في العقدين (الستيني والسبعيني)في مقدمة المسارح العربية, وكانت العروض المسرحية العراقية المشاركة في المهرجانات المسرحية العربية تحصد الجوائز, وتترك اصداء طيبة عند المشاهد العربي لها,ولعل مسرحية (البيك والسايق )كانت احدى المسرحيات التي احترمها المشاهد العربي (متابعا
وفنانا وناقدا ومخرجا وكاتبا واعلاميا) وكان الاقبال على مسرح الستين كرسي وعروضه الراقية دلالة ناصعة على وعي المواطن العراقي وثقافته.
__________________________________________________________
اعــــــــــداد : حســـــــــن نصـــــــــــــــــــــراوي
..............................................................................................
في اوج النشاط المسرحي الذي شهدته البلاد في ستينيات القرن الماضي ولكثرة الفرق المسرحية الاهلية ,(وهي في الحقيقة كانت واجهات لحركات ومنظمات وجهات سياسية وفكرية متعددة ) شحت المسارح, والمسارح الموجودة كانت لاتكفي لاستيعاب العروض المسرحية .فضلا عن ان (المسرح القومي )في كرادة مريم كان مقتصرا على عروض الفرقة القومية التابعة لمصلحة السينما والمسرح . و(مسرح بغداد) كان حكرا لاعمال فرقة المسرح الفني الحديث, والتي كانت تضم عمالقة الفن المسرحي العراقي : يوسف العاني ,سامي عبد الحميد, خليل شوقي ,ابراهيم جلال, مي شوقي, وداد سالم ,عبد الجبار عباس ,قاسم محمد ,عبد المجيد فليح . . وزينب وناهدة الرماح, وبدري حسون فريد.
واضطرت بعض الفرق الى استئجار دار سينما لتقديم عروضها مثل فرقة (14)تموز التي كان من اعضائها الفنان قاسم الملاك, والراحل وجيه عبد الغني والراحل الكبير سليم البصري وقاسم صجي والراحل راسم الجميلي والفنان الكبير اسعد عبد الرزاق واقبال رشاد بطلة مسرحية (الدبخانة)التي استأجرت بناية سينما(علاء الدين ) في شارع الرشيد.
ومن الفرق الاخرى فرقة (اتحاد الفنانين )التي جمعت اسماء بارزة في الفن المسرحي التي اسسها الفنان الكبير طه سالم وقائد النعماني وفخري العقيدي وكريم عواد وصادق الاطرقجي.
وفرقة المسرح الشعبي التي اسسها الفنان الراحل جعفر السعدي , واشتهرت بعروضها الجريئة والهادفة, وكانت تقدم عروضها في اماكن متعددة ولكنها رغبت ان يكون لها موقع مسرحي خاص بها حتى لو كان صغيرا, فأستاجرت احدى الشقق في بناية في شارع السعدون, وحولت احدى غرفها الكبيرة الى مسرح متواضع من ستين كرسيا , وراحت تقدم عروضا تتناسب وحجم المسرح, واخذ الجمهور يتردد على المسرح لسمعة الفرقة وشهرتها في اعمال سابقة وكبيرة انتقدت فيها الاوضاع الاجتماعية والمعيشية للمواطن العراقي وقتذاك ,واعمال اخرى اسهمت في توعية الجمهور العراقي بالتحديات التي تحيط به ,لاسيما ان السلطات المتعاقبة منذ ثورة (14)تموز (1968)راحت تهمش دور المثقف العراقي وتضيق الخناق عليه , وتمنعه من التعبير عن ارائه وعلى وجه الخصوص من خلال الفن المسرحي ,لان المسرح كان يواجه الجمهور مباشرة,ويجتهد احيانا في النص وفق المستجدات التي تمر بها البلاد ولذلك عملت تلك السلطات (باستثناء عهد الرئيس الراحل عبد الرحمن عارف )على مراقبة المسارح واماكن العرض المسرحي والتدقيق في النصوص المسرحية .
لقد كان (مسرح الستين كرسي )متنفسا جميلا لهواة العروض الهادفة والجادة والراقية حتى وان كانت محدودة الوقت والمؤدين وبساطة الديكور . لان مايقدم كان محل استحسانهم ويروي ظمأهم ويشعرهم بأجواء حرية مفتقدة,ويحفز عندهم اندفاعات لتذكر بعض القضايا الوطنية والهموم الاجتماعية والمعاناة والكتب والاستلاب السياسي.. وبمـرور الايام اخذ المسرح يضيق بالجمهور,ولم يستوعب تقاطرهم عليه ,ممادفع الفرقة للبحث عن مكان اوسع لنشاطات اكبر..
ان تلك التجربة على بساطتها كانت كبيرة وثرية لانها اكدت المقولة الشهيرة (اعطني مسرحا, اعطيك شعبا مثقفأ),اذ ان المسرح العراقي كان في العقدين (الستيني والسبعيني)في مقدمة المسارح العربية, وكانت العروض المسرحية العراقية المشاركة في المهرجانات المسرحية العربية تحصد الجوائز, وتترك اصداء طيبة عند المشاهد العربي لها,ولعل مسرحية (البيك والسايق )كانت احدى المسرحيات التي احترمها المشاهد العربي (متابعا
وفنانا وناقدا ومخرجا وكاتبا واعلاميا) وكان الاقبال على مسرح الستين كرسي وعروضه الراقية دلالة ناصعة على وعي المواطن العراقي وثقافته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق