الجمعة، 25 أبريل 2014

قراءة سريعة في المجموعة القصصية " يوم رحيل الشمس".../للقاص/ عبد الغني أبو عريف.../ مصر .....

هذا مانشرته مجلة " شدوان " الادبية والتي تصدر عن الادارة العامة لثقافة البحر الاحمر في عددها الثامن " يناير 2014 "
قراءة سريعة في المجموعة القصصية " يوم رحيل الشمس"
للقاص/ عبد الغني أبو عريف
بقلم / أستاذ : محمد سعيد مصطفي
يلاحظ القارئ لمجموعة " يوم رحيل الشمس " للقاص / عبد الغني أبو عريف إن لغته تكاد تكون لغة شعرية أكثر منها قصصية ، وهذا هو السمة الغالبة علي المجموعة التي تتكون من ثلاثين قصة قصيرة ، يظهر ذلك مثلا في " اعشق ظلال ضحكاتك " في قصة " غربة " ,
يغلب علي المجموعة السرد والوصف ويقل الحوار بدرجة كبيرة ، لكن اللغة القصصية عند ( أبو عريف ) فصيحة حني في الحوار الذي يأتي علي السنة بعض العامة ومن هنا فيمكنه أن يأتي به عاميا لكنه لم يفعل وطوع الفصحى لخدمة هدفه .
القاص ( عبد الغني أبو عريف ) فنائي الجذور لكن نشأته كلها في البحر الأحمر ومع ذلك لم تظهر بيئة البحر الأحمر في أعماله إلا نادرا ولا يمكن أن تشكل ملمح يتم اعتماده كملمح رئيسي لتأثير البيئة ، وظهرت في الأعمال ثقافات مختزنة قديمة وثقافات أخري وافدة ، كما ظهرت في أعماله بعض معتقداته وأفكاره التي جاءت علي السنة شخوص أعماله حتي دون أن يدري – أحيانا - كما في " أمينة " و " بقايا عمر " .
في قصة " سحر الفجر " الشخصية باهته وكان القاص يخشي من وضوح الشخصية وحتي روعة الوصف وعذوبته لم تستطع أن تشد من اذر الشخصية .
أبو عريف يفاجئنا في مجموعته بكثير من النهايات وهو بهذا يحترم عقل قارئه في ألا يقدم له شيئا مجانيا كما ظهر في نهاية قصة " الطريد ( أنا راشيل ، مرحبا بك في .... ) وكما في ( الحب لا يموت ) .
وقصة يم رحيل الشمس التي هي عنوان المجموعة تظهر فيها مقدرة الكاتب علي براعة السرد والحوار والاختزال والتكثيف ووضح الشخصية ، ويحسن الكاتب استخدام إمكانات اللغة ويوظفها كا استخدامه لعلامات الترقيم كما في الجملتين الاعتراضيتين في قصة " هدي والماضي " ( وأنا في غيبوبة الدهشة ) وفي عجالة ( دائما ) كما انه يحرص علي استخدام كل فصيح وتركيب جيد مثل ( كوب الشاي خاصتي ) .
وهو في حرصه علي إثبات تميزه بالفصحي يرتاد الصعب ويأخذ القارئ معه إليها كما في قصة الحب لا يموت في وصف الدخان " بالمزني" نسبة الي المزن وكما في وصف السفينة بالمتراكية أي الراسية وهي مفردات قليلة الاستخدام .
القصة الوحيدة التي هربت بعنوانها من الفصحي وجاءت بالعامية هي ( بكره الصبح جاي ) وإذا وضعناها وسط كل عناوين القصص الفصحي ستبدو وكأنها شيئا غريبا في عاميتها لكننا إذا قرانا القصة نجد انه كان لزاما عليه أن يأتي بهذا العنوان بالعامية .
عبد الغني أبو عريف صاحب مجموعة يوم رحيل الشمس كاتب قصة لم يجد مكانا لائقا به وسط كتاب القصص في الإقليم وذلك نتيجة لكسله عن السعي للنشر أعماله .
فهذه المجموعة مكتوبة عبر عقدين من الزمن وهو يكتب ولا ينشر ولا ندري إن كان هذا لتمكن الكسل منه كغيره من الأدباء أم ترفعا عن النشر أم أعباء الوظيفة التي تستهلك معظم وقته حيث انه يعمل مديرا عاما لاحدي شركات نقل البضائع والشركات لا تعترف بمنحة التفرغ أو غيرها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق