الثلاثاء، 22 أبريل 2014

النص / الجزء الثاني من سلسلة حلقات .../ مقلات نقدية .../ الكاتب الدرامي والخرج التليفزيوني .../ صباح رحيمة .../ العراق ...

النص
الجزء الثاني
ويمكن للرمزية أن تأخذ مكانها حتى في الأعمال الواقعية من خلال استخدام أماكن معينة أو شخصيات معروفة ومفردات خاصة ، ولظروف يمكن أن تكون خاصة أيضا لتتعامل بالتالي بمفردات العملية الفنية كالبيئة والشخصيات والفكرة والأحداث ناهيك عن التنفيذ وتعامل الكاميرا والمونتاج والمعاجلة الإخراجية وغيرها .وهذا سيتوقف على الكاتب لتقديم رؤيــــــــا ( نص ) تفضي بالمشاهد لأدراك مدلولاته كلقطة لميزان غير متوازن على سبيل المثال أو إيحاء بخلفية إضاءة على شكل شبكة تلازم شخصية معينة ، أو أرض جافة مشققة في وسطها يقف أحد الشخصيات ، أو لقطة تؤخذ من الأعلى أو من الأسفل ، أو حركة بان سريعة للكاميرا أو بالعكس بطيئة ،وكذلك مثلا مؤثر صوتي معين ، أو لوحة معلقة على الجدار يمكن يقدم تفسيرا خاصا أو تنويها عن كشف حقيقة بذاتها لا يمكن أن يصرح الكاتب بها . وهذا كله يتوقف على ما تجود به مخيلة الكاتب من خلال فهمه لواقع المجتمع والفئة التي يبغي مخاطبتها وموهبته لتوصيل فكرته .
ويختلف النص المقروء كالرواية عن النص المعد ليتحول إلى رواية مرئية مسموعة كالفلم أو المسلسل وان اعد نفس نص الرواية إلى نص درامي تلفزيوني فطبيعة الصراع سوف تتحول من صورة متخيلة إلى أفعال محسوسا مجسدة بالصوت والصورة من خلال وسائل وتقنيات عديدة . ولهذا فان من الضروري أن يكون كاتب النص ( السيناريو ) بارعا في كيفية بناء الأحداث وتطرها وكيفية تقديمها وفق إيقاع مطلوب بحالة توتر لأزمة متصاعدة ، وأحداث مشوقة يشارك فيها المتلقي ويتوقع حدوثها بالاقتراب أو الابتعاد عن مجرياتها . إضافة إلى انه روائي ناجح في تسلسل تلك الأحداث والربط بينهما إذا ما قرأ النص كنص أدبي على الورق.وهنا لابد من أن نعرج على اوجه الاختلاف بين القصة والرواية وبين النص الدرامي :
1: في القصة والرواية من الممكن الاستطراد في الأحداث و إطلاق العنان لخيال الكاتب ومن ثم يترك القارئ يتخيل كل حسب فهمه وقدرته على التخيل بعكس النص الدرامي الذي يحدد القصة بمشاهد متسلسلة محددة المعالم لا يترك المجال لتخيل غيرها خصوصا هندما تتحول إلى عمل متكامل تقدمه الكاميرا بحسب قدرة وذكاء وثقافة المخرج والعاملين معه .
2: الصراع في القصة والرواية تتحرك في مساحة أوسع وان يشارك القارئ في بعض مراحله بينما يتجسد في الدراما معبرا عن وجهة نظر الكاتب بصيغة واحدة تسير وفق ما رسم له .
3: يتجسد الصراع في القصة والرواية من خلال وصف الشخصيات والأحداث والأماكن التي تعطي المجال لمخيلة القارئ أن يراها بعدة صور وبأشكال مختلفة سواء من قارئ لآخر أو نفس القارئ . بينما يتجسد الصراع في أحداث مرئية محددة بأشخاص وأماكن معينة وزمن معلوم .
4: يتم الصراع في النص الدرامي التلفزيوني من خلال توتر معروف قد لا يكون مكتوبا بالتفصيل عكس السرد القصصي والروائي الذي يستكشف معاني الصراع ويحدده ويربطه بالفرد أو المجتمع في بناء حسب أسلوب وقدرة الكاتب .
5: الصدام في القصة والرواية لا يكون ماديا محسوسا بل تخيليا بينما في النص الدرامي يمكن أن يعرف بين كتلتين محسوسة كأشخاص أو مؤسسات أو دول أو أفكار ... الخ .
6: الأفعال والمشاعر والأحداث يكون تأثيرها مباشر في النص التلفزيوني من خلال رسم الصوت والصورة وسرعة في التفاعل مع الأحداث من وصف القصة والرواية التي تحتاج إلى إعادة قراء وتركيز وتخيل .
-------------------------------------------------------------
من كتابي ( فن الكتابة ) طبع 200

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق