الجمعة، 4 أبريل 2014

الكاتب الدرامي التلفزيوني ( ج 2 )............. بقلم صباح رحيمة / العراق



الكاتب الدرامي التلفزيوني ( ج 2 )
وهنالك من يعترض على مرافقة الكاتب لمراحل تنفيذ عمله وهذا بحث آخر له مبررات أخرى غير ما نبحث فيه لتقديم دراما بمراحل عمل نموذجيا أكاديمية.
ولهذا فان تقييمنا واشتراطنا على الكاتب في محله لأنه العنصر النادر الذي لا يجود الزمان إلا بالنزر اليسير في كل مكان .ولأنه يتعامل مع التقنيات والأجهزة فعليه أن يكون على اتصال ومعرفة بالمستجدات والتطورالذي يحصل بها ليواكب حركة التاريخ ولا يتخلف عن مسيرة التقدم البشري في التعامل مع هذه المستجدات سواء دخلت في العملية الإنتاجية أوالدرامـــية ( من ضمن الموضوع) .
فالكاتب الذي لا يعرف كيف يمكن لجهاز الحاسوب مثلا أن يخدم فكرته لا يمكن أن يقدم الفكرة بمدلولاتها وما توصلت إليه الحداثة التقنية وهنا سيخسر جزء من النجاح . وكلما ازدادت الخسارة بهذه المفردات كلما أثرت مجتمعة على أداءه الفني وبالتالي على نجاح نصه . كتقديم جيش جرار أو أمواج متلاطمة أو سحب كثيف وبرق وغير ذلك من خدع أو إمكانية المونتاج إذا لم يع الكاتب ما تستطيع هذه الأجهزة من تقديم خدمة له فشل في تقريب الموضوع لذهن المتلقي وتقديمه بالطريقة العصرية وضيع شيئا مما أراد أن يوصله .
ولهذا فان الكاتب الدرامي التلفزيوني يجب أن يكون قبل غيره متابعا للأحداث والتطورات في كل جوانب الحياة محليا وعالميا وان يكون لديه دفتر أفكار مثلما يكون له دفتر صكوك أو خزانة ملابس يعتز بها ويحافظ عل ديمومتها ،يتفقدها بين الحين والآخر . فهو يدون دائما ملاحظاته وكل فكرة تمر عليه في سجل خاص ( بنك أفكار ) يرجع إليه يستل منه ما يريد بإضافة أو حذف باعتباره قارئ ذكي واعي مداوم غير منقطع عن واقعة ولا يكتفي بان يكون قد كتب وشاع اسمه لان هذا لا يحصنه من الانزواء والنسيان ومن لف عجلة الدماء الجديدة والمواهب التي تدخل هذا الميدان .
والكاتب حينما يشرع في كتابة عمله فهو لا يفكر بالقيود والمحاذير غير تلك التي يعرفها هو قبل غيره ولا يطلق العنان ليقول كل شيء يريد أن يقوله وأي شيء بعيدا عن ما ذكرناه من شروط . فلابد من أن يحرك الأحداث من خلال الشخصيات بشكل ديناميكي سلس مقنع يسهل على الممثل مهمته في الحركة والصوت.
لأنه يجب أن يقوم بتمثيل الشخصية أثناء الكتابة ومعرفة سلاسة التراكيب الجملية مثلما عرف إيقاعها .ويمكن أن ندعي بأننا نتفرد في إعطاء تقسيمات للكاتب الدرامي التلفزيوني وفق المواضيع التي يكتب فيها والتي يمكن أن يؤدي رسالته من خلالها بشكل جيد إلى قلب المشاهد قبل عقله وفق ما يلي :
1 . الكاتب المحلي : وهذا يتفرع إلى :
أ‌- كاتب باللهجة المحلية الدارجة
ب- كاتب ريفي
ت- كاتب بدوي
2- الكاتب التاريخي : وينقسم الى :
ا – التاريخ القديم
ب- حضارة إسلامية
ت – التراث
3 . الكاتب الديني : وهذا يتفرع إلى :
ا – أحداث وروايات
ب – شخصيات
ت – شريعة وفقه اوعقائد
4 . الكاتب المعد
5. المقتبس
وهذه التقسيمات لم تكن واضحة ولن تكون لأنها تقسيمات وهمية وهي أحيانا تجتمع عند كاتب واحد .
ولتوضيح الفكرة اجزنا لأنفسنا أن نضع هذا التقسيم حسب التعامل مع الموضوع المتناول ويكون هذا الموضوع اقرب على الكاتب من غيره في الفهم والاهتمام أو انه يبدع في هذا ويخفق في ذاك وكما سيمر علينا .
----------------------------------------
من كتابي ( فن الكتابة ) طبع 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق