الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

مسرحيون تحرروا من كل قيود الأنا والذات في بلد ميت / قاسم ماضي 2012/10/6

مسرحيون تحرروا من كل قيود الأنا والذات في بلد ميت

قاسم ماضي

2012/10/6

قبل الدخول في استضافة إدارة المسرح الوطني في بغداد مسرحية «الحريق» من إخراج الفنان محسن العزاوي ، وتمثيل الفنان سامي قفطان والفنان رائد محسن والفنانة سولاف جليل والفنانة « سلوى الخياط « والفنان العزاوي صاحب المسيرة الفنية الذي أخرج هذا العمل، والمتوجة بالتاريخ المشرف، لما قدمه من أعمال فنية ذات الطابع الرصين والبعد الجمالي، والباقي في الذاكرة الجمعية للفرد العراقي والعربي من المتتبعين للمسرحوالمسرحية التي قدمها مؤخرا على خشبة المسرح الوطني تحمل في طياتها الكثير من المعاناة الإنسانية التي تخص الواقع العراقي المحترق، الذي ظل يراود الكثير منا وخاصة في ماضينا وحاضرنا الذي تخيم عليه سحابة سوداء لم تزل بعد وهي تستأسد على شعبنا المقهور والمنخور، وهذا العمل الذي أعده الفنان "قاسم محمد" عن مسرحية "الملك لير" للمؤلف الانكليزي "وليم شكسبير" تدور حكايته عن توحيد "ايرلندا" مع الولايات الأخرى، لأن هناك ملك اراد أن يقسم المملكة إلى ثلاثة من بناته ، رابطاً أياها باالواقع العراقي السياسي العربي الراهن، والحريق هو رمز لكل ما يحدث في واقعنا المشتعل وهنا نقول لماذا قسمنا الوطن! من المسؤول ! من اراد ان يحطم العراق ! والفكرة غير مباشرة بل جعلها رموز ودلالات من خلال حوار معمق مبني بوجود امكانيات خارجية وشكلية لدى المعد ، ومشتعل بالاحياءات التي تثور فينا كل كما يحلو للبعض ان يسميها التسمية الغامضة "الإلهام" أو "الحدس الراقي" وظل "العزاوي" ممتطيا ً سيفه الفكري والإبداعي، لخلق فضاءات جمالية ودلات تعبيرية، وإيحاءات فكرية تصب في الحركة المسرحية العراقية والعربية والعالمية، وتقديم فرقة الرواد المسرحية، وهنا نتساءل ما السبب أن الإدارة المسرحية تسمح للبعض وترفض البعض الآخر! وهم جميعا ًأبناء العراق وفنانيه! وهل هذه المفاضلة خاضعة لاشتراطات معينة وضعتها الإدارة المسرحية، تبعا ً لمزاجها الفسفوري الذي ينطوي على علاقات وهي تحدد صلاحية هذا العمل أو ذاك ، أو هذا النجم أو ذاك !ولكوني زائر بين فترة وأخرى أجد الفنان العراقي المغلوب على أمره ، وهو يستصرخ بأعلى صوته ولم تكن هناك أذان صاغية لهذا الصراخ كما هو موجود في الواقع العراقي السياسي المر الذي يعاني منه ابناؤه البررة ، وتفشي ظاهرة العلاقات في وطننا الأم ، يقول الفنان معاون مدير دائرة السينما والمسرح للشؤون الفنية الفنان "حيدر منعثر" في أيامنا الشاحبة، ممثلون، مخرجون، مؤلفات ومعالجات ،وناس تحب المسرح بلا تنظير ، ونقد صريح ، بلا تجريح ، سيضج بها موسمنا المسرحي لهذا العام ،وأنا أقول هنا بيت القصيد في كلمته المدونة في "بروشور" العرض المسرحي الذي يكمل فيه " لا نرفع عتبا ً للمتشائمين قدر تأسفنا عليهم لأنهم أشعلوا فتيل التحدي فينا " من هو المتشائم من الفنانين في نظر حيدر منعثر "وهل هناك تعليمات تأتي الى حيدر منعثر من جهات عليا وهو بالتالي لا يستطيع الخروج منها، وخير دليل على ذلك تصريح الفنان المبدع "عبد علي كعيد" حيث قال في إحدى الصحف "حيدر منعثر وراء إلغاء العروض المسرحية" ونحن من هنا نطالب المعنيين بالأمر أن يفتحوا المجال لجميع المشتغلين في العمل المسرحي وخاصة نحن امام مسؤولية تاريخية حتى لا نرجع الى العهد القديم، ثم أن قلة المسارح هو سبب من الأسباب، ولكون قاعة المسرح الوطني هي القاعة الوحيدة في بغداد، فعلينا التكاتف والابتعاد عن الذاتية والمصالح الشخصية لغرض الارتقاء بالفن العراقي ، بالرغم من إيقاع العمل الرتيب في بعض المشاهد، ولكون الطقسية كلاسيكية من ديكور + ملابس + إكسسورات، لكن لمحنا لدى المخرج المبدع "العزاوي" في خطة إخراجية واعية تتبدى في توظيفه للضوء وللتكنولوجيات الجمالية خدمة للعمل الفني ، محاولا ً خلق بيئة مكانية ذات أبعاد غير مرتبطة بزمان ومكان معين لإطلاق العنان أمام سيل التأويلات التي يمكن للمتلقي استنباطها وهو يتأمل تفاصيل العرض وبالتالي يحتفظ العرض بطاقته التأويلية وتبقى أنساقه منفتحة على قراءات عديدة وجديدة وجلها من وحي الواقع القائم الضاج بالفوضى والخراب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق