معجب بموقعكم الثقافي الحداثي المتنوع المضامين والأشكال...‘ فيه يرتوي الفكر المتنور والقلب الولهان..قررت الحكي معكم...هو سرد ليس كسابق القصص والأقصوصة والنثر والأشعار ،بل هو دراماتورجية مفعمة بالطقس الكثارسيسي في الحين والآن، تعطي للمشاعر الأنسانية الجياشة لقاح المناعة في الحال وليس من المحال... ماتت شهر زاد وبقي وحيدا شهريار يحكي عن زماننا وأزمنة الأزمان....
حكاية حلم مد الخيال
عندما أنزوي في حجرتي لتوحدي بنفسي ومع نفسي، ينتابني شعور بالوحدانية... وخاصة إذا عم الصمت واسدل ستائره الظلام في الحجرة...مرة أتصفح كتابا وأخرى استشف من نشوة السيجارة التي أصبحت لا تفارقني، أكثر من صديق، أتلذذها بشوق وحنان مع فنجان قهوة معطرة "بالكاوبيل"..لحظات تلوى الأخرى لا أسمع في حجرتي إلا زفير الرياح...تذكرت أن الوقت قد تغير في زمن موبوء بالفيروسات...عاطفة الأنسان في كل جزء من العالم أصبحت عمياء ولا حواس لها تذكر... ، الناس نيام وأنا لوحيد أتأمل في محيط الحجرة ونور الشمعة أرخى سدوله على جدران الحجرة بحسبان..فكرت أن ألعب كالصبيان لعبة الأصابع في الحيطان... لعبة خيال ((الظل ))كنت ألعبها في سن الطفولة والبراءة...آه!!! تذكرت الأيام والليالي التي مرة مرور الكرام...تعجبت لسرعة الزمان!!!!حركت يدي أمام نور الشمعة فبرز خيال ذئب جوعان ..منذ صغري أكره الذئاب والكلاب والقطط النرجسية التي تأكل الفأران بدون مبرر ولا عدالة اجتماعية بالقسط والميزان... دققت جيدا في خيال الظل ورسمة أصابعي لأنواع كثيرة من الذئاب، تعجبت ،وبعد، فكرت ودبرت وحولت يدي من قرب الشمعة وتصفحت من جديد أصابعي فوجدتها ترتعش خوفا من عقلي الذي أعطاها الأوامر لتغير الحركة والصورة التي تبحث عنها ذاتي التي أصابها الرعب والقهر من رياح العواصف الهوجاء التي تحوم على الشرق الأوسط بدون سابق انظار......غيرت حركات يدي باحثا عن الأسد "الكريزما"، الذي يسكن في وجداننا وكنا نظن أنه منقذنا في كل زمان..للأسف مات الرجل "الكريزما" منذ زمان ...وقال لي هاتفي الساكن في عمق ذاتي..:مات...توفي منذ زمان ...أجبته بسرعة الشجعان وقلت له: متى مات منقذ الأمم والأجيال...؟ أجاب وقال: منذ أكتشف العلماء الساعة البيولوجية للإنسان...ضحكت ضحكة العربان وتذكر سورة الرحمن فقلت لهاتفي: فبأي آلاء ربكما تكذبان...أجاب الهاتف وقال: أنتم يا معشر الأنعام كل حواسكم معطلة ..قلت له كيف؟ قال سمعكم فيه الصمغ وعيونكم لا تبصر ولا تنظر نظرة الاستبصار وتذوقكم ماتت فيه المناعة لأنكم محرومون من تنوع الفواكه والتمر ذات الأكمام ولذة الرمان ههههه...ثم لمسكم أصابه الصمم وشمكم تلوث من الغيوم القاتمة التي حجبت عنكم شعاع الشمس العذرية..قلت لهاتفي: هل الشمس فيها أنواع؟ قال شمس العقل يا مغفل...ضحكت ضحكة العروبيين وقلت له هلا ظهرت لي؟ أود أن أعرف سحنتك؟ قال بصوت شاعري رخيم:" أنا المنولوج الداخلي يا مسرحي الأنعام، ثم قهقه خيمة كالغلمان.. ...ارجف جسدي وأصابني الهلع والخوف..خيفت وكاد أن يصيبتي "الصرع" ثم بسرعة نظرت مدققا في ساعة يدي فإذا هي الخامسة صباحا. وفجأة..كسر آذان الفجر الصمت المخيف في عمق الذهن والأذهان... فسبحت للرحيم الرحمن وسرحت بخيالي إلى عمق ذاتي، وفي عمق خالق الأكوان...وفجأة صحوت صحوة الحال من المحال..و تذكرت توأم الروح البعيد عني جغرافيا بالكيلومترات لكنه قريب مني بالأمتار على مستوى تقليص ساعة الزمان...فشعرت بتواجده وأريج حنانه الدافئ يلامس وجهي وكل جسدي في آن....ونمت مع نشوة ولذة الخيال في سعة وأمان...وانتهت حكاية حلم مد الخيال...
الناقد المسرحي المغربي الدرامتورج :بنيحي علي عزاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق