الأحد، 1 ديسمبر 2013

مقال _ لن نتسول ثقافة لاطفالنا _ الدكتور صبحي الخزعلي

لن نتسول ثقافة لأطفالنا د. صبحي الخزعلي
في بلدي يولد الأطفال غير أصحاء لان بقايا أسلحة الموت الجماعي أصبحت تنتشر في كل بقاع الأرض العراقية .في بلدي موت للطفولة في كل مكان. المفخخات تأخذ أعمارهم. والتهميش يزيد الطين بله .فلا المدارس تهتم بالذائقة المفترضة لدى الطفل والنشاط المدرسي معطل والروضات لازالت لا تعرف ماذا تعمل والأهالي يخافون أن يرسلوا أولادهم إلى المسارح التي انكفأت هي الأخرى بحيث انه قبل أيام كان هناك مهرجان لمسرح الطفل في قاعة المسرح الوطني التي تحتوي على 1000 كرسي .لم يحضرهذا المهرجان من الأطفال إلا عشرون طفل.وأصبح الخوف من المجهول القادم. والساعة التي سيحدث بها ما لايحتمل .أدى إلى عزوف أولياء امورالاطفال في إرسال أولادهم إلى المسارح . ومحطات التلفزيون المنتشرة الآن في كل صوب بالعشرات لاتعرض برامج للأطفال هي تقدمها. بل تعتمد على أفلام كارتون تأخذها من الفضائيات وتبثها في محطاتها للسهولة لان برامج الأطفال في رأي بعضهم لا تتحمل عناء الجهد والمثابرة والخسارة المادية. كما الحال في بقية البرامج .وأصبحت إذا وجدت برامج للأطفال.فهي تقدم كدعايات لسياسات المحطات الأرضية والفضائية وبالتالي انتهى التعليم والتربية والثقافة التي انكفأت أيضا .فأين يذهب الأطفال فقد أغلقت المتنزهات ومراكز الألعاب والمنتديات منعت والنقابات سحبت منها الرخصات ومنظمات المجتمع المدني تم الاستيلاء عليها .وحتى الحلاقين يخافون على رؤوسهم أن يطاح بها . وبعض محطات التنلفزيون تم الاستيلاء عليها لتغير سياسنها بحيث تخدم البعض . فهل عدنا بهذا البلد الجميل البلد المعطاء إلى عصور الجهل والتخلف والانكماش؟هل عدنا للعصور المظلمة؟ هل ضاقت الأرض ببرامج الأطفال بحيث لم تجد لها من يهتم بها ؟أين يتجه من كان همه الطفولة يمتعها ويعلمها ويربيها؟ أم أنها لابد وان تلبس السواد وتبكي يومها المولود وتنحب على قبورنا التي ضاقت بها الأرض .فلا دائرة السينما والمسرح اهتمت بالأطفال وبنت مسرحا لهم ولا دار ثقافة الأطفال عرفت كيف تتعامل مع الأطفال رغم أنها تملك مسرحا بني بواسطة الإعانات الأجنبية. ولا المجلات والكراسات استطاعت أن تجد لها أرضية صحية تعمل عليها . بمن يرتجى كي نعمل معه على بناء الطفل من الجديد فالفضائيات تأتي بغير المتخصصين في مسرح الطفل ليقدموا ويخرجوا ويؤلفوا برامج الأطفال بالواسطة . فمثلا دكتور يقوم بإخراج مسرحية للأطفال وهو بعمرة لم يتعامل مع الأطفال وفشلت المسرحية .المهم يأخذ المبالغ المخصصة للمخرج .إذن لمن تشكو إذا كان الحاكم المشتكي عليه .فيا أهل الرحمة والمغفرة. يا أصحاب المرؤة والنخوة لا تخافوا سيوف الجلادين واطردوا الغبار بعيدا عن أعين الأطفال والله لم يرحمكم شعبكم والى حين فليستعد القوامون على مسرح الأطفال والتلفزيون والسينما لتبني برامج الأطفال بشكل حيادي .بعيدا عن السياسة والإيديولوجيات. وليوسعوا لهم القلوب والطريق كي يخطوا إلى الأمام بعالم يجلله العلم والإبداع لا الضبابية والخذلان والضلامية .ولكي لا نتسول ثقافة لأطفالنا من جيراننا الذين يقتلونا كل يوم..

د. صبحي الخز علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق