الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

الفن القبطي _ مقال _ الاستاذة سمية محمد

الفن القبطى
كتبت / سمية نفادى
يعتبر الفن القبطى من الفنون التى لها شخصية متميزة ، ذلك لأن جميع الفنون التى سادت العالم المعروف وقتئذ كانت ، فى أغلب اتجاهاتها ، فنونا ارستقراطية تمجد الألهه و الطبقة الحاكمة ، ولكن الفن القبطى كان ثمرة لتوقان الشعب المصرى للتعبير عن ذاته فى ظل قيم روحية جديدة تختلف تماما عن الوثنية ، وبديهى أن يلجأ الفنان القبطى فى أول الأمر إلى تقليد ما يراه من نماذج إغريقية أو رومانية أو مصرية أو ساسانية ، مع محاولة التخلص من بعض مظاهر الوثنية التى كانت تتميز بها هذه الفنون 0 وقد بدأ الفن القبطى مضطهدا من الرومان ، فاتجه إلى الرمز والنظر داخل النفس بحثا عن القيم الروحية التى تغنى عن النظر إلى الدنيا الفانية ، أملا فى الخلاص ، واتخذ من بعض الأشكال والعلاقات فى ألحضارتين المصرية وألإغريقية رموزا أسبغ عليها فكرا روحيا جديدا ، وتعتبر فترة ازدهار الفن القبطى بين القرنين الرابع والسابع
الميلاديين ،
العمارة إن مصر كانت مهدا للعلوم و الفنون منذ أقدم العصور ، فالمصريون القدماء هم أول من استخدم الأحجار فى البناء ، حيث نبغو فى فن الهندسة والمعمار ، فزينوا مبانيهم وزخرفوها بشتى أنواع الزخارف النباتية التى أخذوا واستمدوا أشكالها من النباتات التى تنمو حولهم ، كما زخرفوا الحوائط والأفاريز بصور الطيور والحيوانات بالحفر حينا وبالتصوير حينا اخر ، وقد تأثر ألإغريق بالفن ألمصرى ومن بعدهم الرومان ، وكان من مظاهر توددهم للمصريين أثناء حكمهم لمصر ، الالتزام بالطراز المصرى القديم فى العمارة والنحت والفنون الزخرفية ، كما تشهد بذلك معابد فيلة وادفو ودندرة وأسنا وكوم أمبو ، فاحتفظ الفن المصرى بجوهره وصفاته على مر الأجيال وتعاقب الأيام ، وقد سار المصريون على سنة أبائهم وأجدادهم فى استخدام الأحجار فى تشيد مبانيهم وفى زخرفة عمائرهم بزخارف نباتية مستمدة من مظاهر الطبيعة والبيئة المصرية ،
النحت برع الصناع في إظهار مواهبهم في الحفر على الحجر الجيري والخشب ، ووصلوا إلى درجة عالية في دقة الحفر وجماله ويدلنا عمق الحفر على أنهم لم يدخروا جهدا فى ذلك ، فنجد أكثر من تاج عمود تظهر فيها قدرة النحات على تسجيل الحياة اليومية ، إذ نجد تيجان أعمدة من الحجر مجدولة على شكل السلال ، وهى تشبه إلى حد كبير تلك السلال التى ما زالت متداولة حتى اليوم والمصنوعة من القش ، كما نجد تيجان أعمدة على شكل أوراق العنب أو الأكانتس أو سعف النخيل ، أو تيجان أعمدة ملونة باللون الأخضر وهو اللون الطبيعى للنبات ،
التصوير تأثر فن التصوير فى مصر ، قبل أن تصبح المسيحية دينا رسميا ، بالتصوير ألإغريقى والرومانى وخاصة فيما يتصل بلباسهم وعاداتهم أو قصصهم وخرافاتهم ، أما حوائط المعابد المصرية القديمة وأعمدتها التى استعملت فى العبادة قبل الاعتراف الرسمى بالمسيحية فقد رسمت عليها الصور مباشرة إذا أن سطحها أملس ،
النسيج كانت مصر منذ فجر التاريخ مشهورة بمنسوجاتها الكتانية وكانت منسوجاتها إلى جميع بلاد العالم القديمة ، وكان الفن القبطى مستمد من الفنون اليونانية الذى كان يمثل فيه شخصيات من الأساطير اليونانية القديمة ، ليحل محله طابع جديد يمثل شخصيات محرفة فى نسبها ، فنون الحفر على الأخشاب والنجارة والتطعيم وأشغال المعادن ، نبغ الأقباط فى فن النجارة وفى فن تطعيم الخشب بالعاج فى أحجبة الهياكل وما اشبهها ، كما برعوا فى صناعة أدوات الزينة والحلى من مواد مختلفة ولأغراض مختلفة ، وتوجد أمثلة كثيرة وجميلة للأمشاط المصنوعة من العاج والخشب المحفور .

* المراجع التى تم الاستعانة بها عدة كتب للأستاذ الدكتور /فؤاد محمود حسنى الأستاذ بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان والأستاذ / أبو صالح أحمد الألفي أستاذ تاريخ الفن للدراسات العليا بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة و على رأسها كتاب التذوق الفنى وتاريخ الفن من القرن الثالث إلى القرن العاشر الميلادى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق