نص _ الكاتبة محرة صحيفة فنون / رضوة محمد /مصر
يحمل
وجها ملائكيا حينما يبتسم تظهر نغزتاه كنجمتين سقطتا من السماء ولكن هذا
ما تراه العيون ولكن حين تغفو الشمس وتذهب للمغيب يستيقظ وحشا كامن من سنين
يدمر كل جمال ويقتل بابشع الصور ويترك علامة جسم ثعبان برأس صقر باجنحة
ديناصور بأرجل أسد يفتك كل ما يراه أمامه فينقض علي طفل مسكين فيعلقه في
أعلي شجرة وهو موشوم بعلامته بعد حلق رأسه ويترك الا ان يستدل عليه من
تجمعات الغربان والرائحة المنبعثة من المكان توحي بوجود ميت والكل يبحث عن
الطفل المفقود ومع انتشار الخبر يهرع الوالدان للسير وراء اي خيط يدلهما
علي ابنهما فينزل الطفل ويتعرف عليه وينتشر خبر الوفاة كالنار في الهشيم
فيرتعب الناس وتبدأ الاسئلة تتناثر هنا وهناك من يفعل هذا باطفالنا ولماذا
انهم مجرد اطفال لا يدركون وهل هذا انسان أم وحش بلا قلب فحذر الآباء خروج
الابناء ومنهم من ترك البلدة وغادر خوفا علي أغلي ما يملك فالكل في رعب حتي
من خروج الانفاس أو أي حركة تحدث في الجوار ومتي ما تشرق الشمس حتي يجد
نفسه ملطخا بالدماء ولا يدري مصدرها فيبحث بين ثنايا جسده ولا يجد أثرا حتي
لخدش فينتفض مسرعا صوب الحمام يجمع ثيابه وأي آثار لدماء مختلطة باي ثياب
أخري فيشعل فيها النيران فيراقب النيران وكانه يحرق قطعا من جسده حيا فيمضي
وكل ما يتبقي هو رماد ودخان يحمل أشباح تطارده حتي في الخطوات فينزل في
القرية يسال عن اي حادثة غريبة حدثت فيحدثه احدهما بانه وجد طفلا معلق في
شجرة وموشوم فيعود متخبطا مسرعا يغلق عليه بابه وتنهال الاسئلة والانكار هو
ما يتردد لا اقدر علي قتل طفل لا اقدر علي فعل ذلك فيكلم مرآته لساعات
وقبل الغروب بلحظات نظرأ في مرآته وجد وحشا خلف صورته بالمرآة يبتسم بنفس
العلامة التي سمع عنها فانتفض وقبل ان يستوطنه الرعب تمكن الوحش منه فراح
يفعل فعلته بتعليق أحد الاطفال مع رسالة غدا ستسددون الدين وسارقد في سلام
ويعود لمنزله يستيقظ حول بركة من الدماء هذه المرة يتوجه نحو المرآة مسرعا
لعله يجد الوحش الذي رآه ولكن بلا جدوي فيغير ثيابه وينزل يتلصص الأخبار
فيعود مسرعا للبيت ويقيد نفسه بالسلاسل ويواجه المرآة وقبيل الغروب بعين
جاحظة يخاف ان يشرد كل منهما ينظر للآخر والوحش في اوج سعادته اتظن نفسك
بالسلاسل ستقيدني وستمنعني فساله في غضب من أنت وماذا تريد فضحك بسخرية أنا
شئ اسطوري جمع بعناية ليمزق كل قلب نقي حتي اتحرر من قيدي وانت الآن لن
تمنعني فراح يسكن جسده ويتحول للوحش فتنحل السلاسل ويتتطاير كارجل أخطبوط
ويدور صراع بينهما ولكن لم يكن يدري ان الملاك البرئ وضع لغما ليفجر المكان
وبعد الغروب بدقيقة تحول المكان الي كومة رماد وفي لمح البصر طار الوحش
معلننا الحرية بقتل آخر قلب نقي يحتاجه للحرية وراح يسكن بجوار صديقه علي
النصب التذكاري وراح ينضم الي مكانه اللذي ينتمي اليه فغدا هو اليوم
الموعود فحل الصباح علي عجل كانه يخشي البقاء ويرتعد من يوم هو فقط فيه
زائر فالغروب يوشك علي الرحيل والليل مملوء برعب لا أحد يدرك من أين هو
قادم ولماذا كل هذا العذاب والتنكيل فخرجت البلدة تنتظر وتنتظر ولكن لم
يحدث شئ فاذا بالارض تحتهم تهتز والسماء تمطر كليالي الشتاء وصوت يسري في
الارجاء سانتقم منك ايها الخونة انسيتموني ألا تذكروني رجت انحاء البلدة
كالاعصار فصوت عجوز يجيب أأنت فعلا الشخص الذي ليس له اسم فضحك بسخرية
اقتلعت البيوت وكسرت الزجاج وأطاحت بالاشجار كالريش في الهواء فتعالت
الضحكات في غضب وأطلق وحشه بين الجمع يشتم انفاسهم المختلطة بخوفهم ومضي
يسير علي الهواء بين الجمع الآن سانتقم لاولادي أنتم جررتوهم كقطيع غنم
وربطتوني في اعلي الشجرة أراقبكم كيف تذبحوهم أمام عييني وصوت يجيبه انت
ساحر غجري لعنتك غجرية لافعالك السيئة وأعمالك المشينة في قبور الاموات أي
فعل كان يصلح سوي قتلك وحرقك كان يصح لو قتلتوني أنا وليس هم انهم أطفالي
ليس ذنبهم انهم مني فاجابه احدهم انهم يحملون نفس الدماء التي تحملها فحق
علينا قتلهم وقتلك أيضا فحينما استعد لاحراقهم ناداه صوت بالتوقف انه شاب
صغير أرجوك أبي لا تقتلهم فانا عشت وتربيت معهم وأنا أحبهم فنظر نظرة
استعراب لماذا تناديني بابي نعم انت ابي فحينما كنت أهرب من الذين جاؤا
لقتلي وجدت منزلا فذهبت لاختبئ فيه فوجدت رجلا يبكي لموت ابنه فطلبت منه
الاختباء من هؤلاء فلقد كانوا يفتشون جميع البيوت فأمسكت فيه باحكام فراح
يضمني ويقول ابني ابني وعندما جاؤا لاخذي اعطاهم ابنه الميت وكل ليلة اساله
انادم انت لما فعلته في تلك الليلة فيجيب بان ربي ارحم بي فوهبني ابن
يعوضني عن اللذي مات فضمه الوحش يقبله انه فعلا ابني فطعنه بسكين في القلب
وطعن نفسه بعده الآن ستحصد ما جنيت الآن أنا قربك كما كنت تتمني دوما ان
أكون الآن ستعود لنصب التذكاري بقلب نقي وعاد الرجل والوحش للنصب التذكاري
ثم دفن الابن أمام النصب التذكاري وكتب لوحة تحمل اسم حتي الوحش تحمل قلوب
فرفقا ايها الانسان فليس قلبك هو النابض الوحيد وعادت الهدوء للمكان وأصبحت
الحكاية اسطورة المكان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق