مقارنة الإخراج المسرحي بالإخراج التلفزيوني:
------------------------------ ---
في كتابهما (المخرج فناناً –الإخراج المسرحي المعاصر) بورد (أر,أجاونيل وأن,أم, بورتر) احد عشر مهمة يقوم بها المخرج المسرحي وهي:
(1) أن يكون ممسرحاً : أي أن يعرف تقنيات المسرح أي ان يكون ملماً بعناصر الإخراج التي أشار إليها الكسندر دين
(2) أن يكون ناقداً : أي أن يعرف كيف يختار النص المسرحي الذي يتصدى لإخراجه ذلك بتقييم محتواها وشكلها الفني وبناءه .
(3) أن يكون محللاً: أي أن يتمكن من تحليل النص بمبانيه الظاهرة والخفية وتحليل الشخصيات الدرامية أبعادها أفعالها.
(4) أن يكون مفسراً : أي أن يتمكن من أن يحول تحليله إلى فعل مجسد على
المسرح بواسطة الممثلين وعناصر الإنتاج المسرحي الأخرى كالمناظر والأزياء
الملحقات والإضاءة والمؤثرات الأخرى
(5) أن يكون مؤرخاً: أي أن يكون على معرفة بالتاريخ بمراحله المختلفة وبأماكن الأحداث وأزمنتها وبالظروف الحياتية وسلوك الناس
(6) أن يكون مصمما: أي أن يكون على علم بأسس التصميم ومايخص المناظر والأزياء والإضاءة ومتطلبات كل منها .
(7) أن يكون ممثلاً: أي أن يعرف شيئاً عن فن التمثيل وإعداد الممثل وبناء
الشخصية الدرامية وان يعرف حرفيات هذا الفن وحبذا لو كان المخرج قد مارس
التمثيل
(8) ان يكون مدرباً: أي أن يكون قادراً على تدريب الممثلين بما يخص الإلقاء والحركة والتعبير عن الأفكار والمشاعر
(9) أن يكون منظماً: أي أن يستطيع تنظيم العمل في المسرحية من ممثلين ومصممين وفنيين وتقنيين وتنظيم عملهم
(10) أن يكون مديراً: أي أن يستطيع من إدارة العملية الإنتاجية من الخطوة
الأولى –اختيار النص بالتمارين على المسرحية وانهاءاً بالترويج لها
(11) أن يكون متفرجاً: أي أن يضع نفسه في مقعد احد المتفرجين ليرى الصور
المسرحية ودلالاتها والمقاطع السمعية ومعانيها ومدى تأثره بها
والملاحظ إن معظم تلك المهمات يتولاها المخرج التلفزيوني دون الأخذ بمعرفته
بالتمسرح , عليه أن يعرف تقنيات التلفزيون , واستخدام الأجهزة وبهذه
النقطة فقط يختلف عن المخرج المسرحي , إن المخرج التلفزيوني أن ينتقي النص
الذي يريد إخراجه سواء كان دراميا ً أو برامج سياسية أو ثقافية أم دينية أم
أخبار , ولابد من تقيمه على المخرج التلفزيوني أن لايغفل المعاير لشخصية
والأدبية والتاريخية والعملية وان يستخدمها عند اختبار نص معين "(1)
ولابد لم من أن يحصل على ذلك النص ليكتشف خفاياه ومعانيه وتأثيراته عند
تجشيده أمام الكاميرا أو الميكرفون وعليه أن يقدر إمكانية تنفيذ ذلك النص
بالأدوات المتاحة له سواء كانوا ممثلين أم مقدمي برامج أم مراسلين وسواء
كان التصوير يتم داخل الاستديو أم خارجه ولابد له أن يعرف مدى توفر الأجهزة
اللازمة للتصوير ولتسجيل الصوت وللإضاءة وما إليها من التقنيات .
إذا
ماتناول المخرج مادة تاريخية فلابد أن يتعرف على ماهيتها وعناصرها
ومفرداتها والظروف المحيطة بها وإذا أكانت دراما تاريخية فلابد أن يقرر
فيما إذا كان عليه أن يستخدم الدقة التاريخية في المنظر أم الملابس أو لاء ,
وفي هذا المجال لابد أن يكون ملماً بمبادئ التصميم, أن يتعاون مع
المصممين لتحقيق المنجز المطلب ,
ولكن ليس للمخرج التلفزيوني أن يكون
ممثلاً إلا إذا لإخراج التمثيلية أو المسلسل الدرامي فالغالب من
واجبه أن يدرس الممثلين أو المذيعين أو مقدمي البرامج إذ يأمل أن يكون
أولئك قد تدربوا وتمكنوا من أدواتهم التعبيرية كان يكونوا جيدين في الإلقاء
.
من حيث التنظيم والإدارة فان من مهمات المخرج التلفزيوني أن يعاون
المسؤولين عنها في تيسير دفة العمل التلفزيوني وليس من الضروري للمخرج
التلفزيوني أن يجلي في مقعد المتفرج لكي يقيم عمله إلا بعد انجاز جميع
الخطوات اللازمة , وهنا لابد من التأكيد أن هناك نسبة واضحة من قبل متفرجي
التلفزيون كي تقيم ما يعرض على الشاشة , ويختلف اقباله عند جمهور المسرح
الذي يقبل لمشاهدة هذه المسرحية أم ولديه معاير معينه بموجبها العمل
المسرحي الذي يشاهده ,
ويتشابه المخرج التلفزيوني مع المخرج المسرحي
في ضرورة اهتمامهما في التعبير عن القيم الفنية وهي ثلاث: (1) القيم
الفكرية ولابد ان يوضحها بمغزى العمل التلفزيوني والرسالة التي يريد بثها
للمشاهدين (2) القيم العاطفية: (1)
هي القيمة التي تثير العواطف وتحقق
استجابة المشاهد وبالتأكيد فن للقيم العاطفية علاقة بالقيم الفكرية
–العقلية (3) القيم الجمالية: ويقصد بها القيم المجردة المضافة إلى
القيمتين الفكرية العاطفية كما حدث في فيلم (كيلوباترا)وبطلته (إليزابيث
تيلور) فقد إضافة بجمالها الذاتي قيمة جمالية للفيلم (1) وتتحقق القيم
الجمالية في الصورة التلفزيونية بواسطة التكوين وعناصره وبواسطة الإضاءة
وتسليطها وبواسطة الألوان ومناسبها .
من مبادئ الإخراج في المسرح وفي
التلفزيون هو جغرافية مكان العرض أو مكان التصوير , ففي المسرح يقسم المسرح
إلى تسع مناطق وفقاً ليسار المسرح وليمين المسرح , إن جغرافية الاستديو
التلفزيوني مختلف في نقاط عديدة منها لايتحدد المخرج التلفزيوني بمكان واحد
بمثلما يفعل المخرج المسرحي فقد يصور داخل الاستديو وفي عدد من المواقع
وقد يصور خارج الاستديو وفي عدد من المواقع ,
ومثلما يقوم المخرج
المسرحي بتشكيل الصور المسرحية المتعاقبة فان المخرج التلفزيوني هو الآخر
يقوم بتشكيلها ولكن على نطاق أوسع وان سرعة تتابع اللقطات تحتم عليه أن
يكون أكثر دقة في ذلك التشكيل وان لايفكر بالصورة الثابتة ودلالاتها كما
يفعل المخرج المسرحي بل عليه أن يفكر بالصورة المتحركة ودلالاتها ,
--------------------------
(1) ينظر أونيل ,أر,أج,وأ ز,أم,بورتر) المخرج فناناً,الإخراج المسرحي المعاصر,ت, سامي عبد الحميد بغداد,مكتبة الفتح ,2011 ,ص, 73
ويختلف الإخراج التلفزيوني عن الإخراج المسرحي في توجيه حركة الممثلين
والمؤدين الآخرين حيث يقيمون الكاميرا وحركتها وتغير عدساتها وبعدها
البؤري الأهمية الأولى في تحريك الممثلين , بينما تكون علاقة الممثل
بالمتفرج في المسرح هي التي تأخذ الأهمية الأولى,
ويختلف الإخراج
التلفزيوني عن الإخراج المسرحي في الحوار والكلمات والجمل والمادة المكتوبة
أو المرتجلة حيث يتطلب المسرح سنيناً من المبالغة والتصنع أحيانا وأحيانا
يجب أن يكون الإلقاء أمام الكاميرا التلفزيونية والماكريفون طبيعياً بلا
تكلف ولا اصطناع , (1)
وعند مناقشة نقل المسرحيات من المسرح
إلى الشاشة التلفزيونية فان للمخرج خيارين , إما أن يضع الكاميرا بموجهة
فتحة المسرح وينقل العرض المسرحي كما هو سائر وبدون إجراء أية تغيرات على
الصور المسرحية وعلى الإضاءة وعلى حركة الممثلين , آو أن يستخدم عدد من
الكاميرات ليلتقط المشاهد المسرحية والممتثلين فيها من زوايا مختلفة
وبأحجام مختلفة وبعدسات محتلفة البعد البؤري ,
ويعتمد نجاح العرض
المسرحي المقدم على الشاشة التلفزيونية على الالتقاط المباشر للصور
المسرحية , وعدم اللجوء إلى التقنيات التلفزيونية المختلفة
يرى
الباحث إن التنسيق بين المخرج المرسل لنقل المسرحية وبين المخرج المسرحي
لايجاد صيغة مشتركة بين الاثنين واستعمل لقطات المخرج التلفزيوني لما
للممثل المتحدث الذي يقدم فعل ذا أهمية مطلوب كشفها للمتلقي ليضع لها
المخرج التلفزيوني تكوينياً صوريا مطلوب من خلال اختيار زاوية التصوير وحصر
الإضاءة وتوزيع الإكسسوارات والديكور ماحول الممثل لايجاد ميزا نسين جديد
ذا شان,
--------------------
(1) ينظر نيلمز هنينج, الإخراج المسرحي ,ت,امين سلامة, القاهرة, مكتبة الانجو مصرية,1962 ,ص,100 -113
لايحتاج الممثل التلفزيوني إلى جمهور يتفاعل معه بل إلى عدسة تنقل
حركة المقننة وتعابيرة البسيطة بفعل متكامل وكأنه يحاور شخصية أمامه لاعدسة
الكاميرا , ومن هنا فتحليل مشهده الذي يمثل ويكشف أيضاً دائرة علاقات بينه
وبين جميع الشخصيات في المشهد مستعيناً بما حوله من ديكور وإكسسوار وإضاءة
وموسيقى أيضاً, ليقوم المخرج بعد الانتهاء من تصوير هذه المشاهد المختلفة
والمصورة في أوقات مختلفة أيضاً يقوم بتنظيمها وتبويبها حسب السيناريو الذي
تم إعداده فيخلق من خلاله الإيقاع المتنامي في التمثيلية التلفزيونية أو
المسلسل التلفزيوني وفي أيام معدودة بينا تأخذ التدريبات المسرحية من
الممثلين والمخرج شهور للوصل إلى الكمال للتقارب بين الشخصيات وبعضها
والتعود بين ممثل وآخر وممثل وديكور وممثل وإكسسوار وإضاءة, إلى أن تعي
الشخصيات المسرحية ما يدور حولها , كأشخاص أو أدوات عمل الممثل المسرحي .
تفشل كثير من المسرحيات التي تقدم على خشبة المسرح لعدم فهم التعامل
بين الممثلين وبين ماحولهم وكيفية ربطهم بالأحداث التي يقودها الممثل
قاصداً توصيلها للجمهور القريب منه والذي يتفاعل معه بشكل مباشر متجاوبا مع
هفوات الممثل في حين لايسمح للممثل أن يقدم مشهده التلفزيوني وهو محمل
بهفوات يعتبرها المشاهد أخطاء وضعفاً في العرض بشكل عام, لكن يمكن تلافيها
في المونتاج التلفزيوني في حين في المسرح تكون مباشرة مع المشاهد, ومن هنا
فأخطاء التمثيل والإخراج والتمثيل أيضاً ستكون كارثة على العرض
يتحكم المخرج التلفزيوني مع كثير من الأجهزة والأدوات القادرة على مساعدة
الممثل كي يقدم المضمون الشكلي الصوري إلى المتلقي من خلال إيقاع اللقطات
طولاً وعرضاً , فيؤدي إلى تماسك أجزاء التمثلية التلفزيونية , ويستطيع
المخرج التلفزيوني أن يقطع بشكل مباشر أثناء التصوير من لقطة إلى أخرى
بواسطة (المكسر) أو يتم هذا التقطيع بعد التصوير من خلال المونتاج.
نستطيع القول إن محلل الشخصية المراد إيصالها للمتلقي هو الممثل بكل
أنواع الدراما المسرحية أو التلفزيونية أو السينمائية أو الإذاعية, لان
الوسائل التعبيرية كثيرة لدى الممثل من خلال طريقة الأداء. ويختلف بين كل
ماذكرنا بالشكل فقط لان التشابه في أنواع الدراما واحد, وبما إن الممثل
التلفزيوني يفهم بشكل وآخر لغة الكاميرا في التلفزيوني وطبيعة اللقطة
التلفزيونية فيبدع في الأداء وينظم طريقة تمثيله من المسرح التلفزيون كي
يتقبله المتلقي.
الديكور والإكسسوار وعلاقته في الإخراج التلفزيوني والمسرحي:
الديكور المسرحي له مواصفات كثيرة تختلف عن المواصفات للديكور
التلفزيوني , الذي نشاهده من زاوية واحدة فقط بينما تنقل لنا الكاميرا
الديكور التلفزيوني بأكثر من زاوية , وفق طبيعة اللقطة, ويستطيع المخرج أن
يضع الكاميرا أمام الشباك ليصور مشهدا في قاعة, أو في غرفة نوم, أو تخفي
الكاميرا هنا أو هناك وحتى من ثقب الباب لان الديكور في التلفزيون متعدد
المناظر مرن في الحركة يتعاون في اختيار المخرج لأي زاوية من زوايا وضع
الكاميرا للتصوير, في حين الأرضية المسرحية تقيد تحريك الديكور المسرحي
بيس وبساطة , في حين تروي على لسان الشخصيات الأحداث التي تكون خارج
الديكور, فالواقعية في التلفزيون تفرق الديكور الواقعي الملموس لتغني قرة
المصمم والمخرج بجمالية رمزية مختصرة , فإذا كان الحدث يصور معركة حربية,
فان الديكور يفترض أن يعرض جميع ما يحدث خلف الممثل بواقعية فتشاهد خلف
الممثل كل شيء الجيوش والأسلحة والاعتدة وغبار المعركة. وفي التلفزيون كما
يختار المخرج بواسطة الكاميرا الزوايا التي تخدم فكرته ويتم بناء المناظر
العديدة , والجدار الرابع المسرحي غير موجود في المشهد التلفزيوني "فن
المسرح ما هو إلا فن إيضاح وذلك بجعل المنظر على المسرح متشابه للواقع على
قدر ما يستطاع لكنه ليست منقول نقلا حرفيا متطابقاً كما هو كائن في الحياة"
(1)
تصميم أي ديكور يظهر على خشبة المسرح أو التلفزيون, يعبر
عن إحدى المدارس والمذاهب, وفي حالة إخراج المسرحية تلفزيونياً, يتم
الاهتمام بالديكور
------------------
(1) لويس مليكة الديكور المسرحي المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر القاهرة ص, 180
الذي يتناسب وطبيعة التلفزيون يوضح فكرة العمل وطبيعة الأحداث.
" إن إخراج مسرحية إلى السينما معناه أن نضفي على ديكورها الاتساع
والواقعية التين لم يكن في وسع المسرح أن يهيئها لها من الناحية المادية
ويكون معناه تحرير المتفرج من مقعده وإظهار قيمة أداء الممثل عن طريق تغير
اللقطة (1)
ومن هنا نرى وبشكل واضح هذا التأثير على المسرحيات التي
تحول إلى فيلم أو تمثيلية تلفزيونية فتكثر المناظر التي لم تكن موجودة
أصلاً في المسرحية, ولايمكن أن تحقق هذه المناظر في المسرح, لكون المكان ذا
مساحات محددة, وعند تسجيلها في الاستديو التلفزيوني, ييتم الاهتمام
بالطبيعة الجمالية, والواقعية للديكور, كي لايفقد هويته, إضافة إلى
اقترابه مع ما في التلفزيون من تقنيات.
طبيعة التمثيل وعلاقته في الإخراج التلفزيوني والمسرحي:
التمثيل: الشخصيات هي العمود الفقري للعمل الفني فالحبكة فيها والصراع
تقوى بواسطة حركة الشخوص وطبيعة تفكيرها.فالممثل يجسد الشخصية, من خلال
تحليل سلوكها وعلاقتها بالشخصيات الأخرى, وهو إحدى الأدوات المهمة في
توصيل أفكار المخرج المسرحي " المخرج يرسم حركة الممثلين على خشبة المسرح ويوزع تشكيلاته حسب مناطق المسرح القوية ,والضعيفة.
----------------
(1) بازان اندريه ماهي السينما, السينما والفنون الاخرى,ت,ريمون فرنسيس, مكتبة الانجلو المصرية, القاهرة, 1968 ,ض, 89
------------------------------
في كتابهما (المخرج فناناً –الإخراج المسرحي المعاصر) بورد (أر,أجاونيل وأن,أم, بورتر) احد عشر مهمة يقوم بها المخرج المسرحي وهي:
(1) أن يكون ممسرحاً : أي أن يعرف تقنيات المسرح أي ان يكون ملماً بعناصر الإخراج التي أشار إليها الكسندر دين
(2) أن يكون ناقداً : أي أن يعرف كيف يختار النص المسرحي الذي يتصدى لإخراجه ذلك بتقييم محتواها وشكلها الفني وبناءه .
(3) أن يكون محللاً: أي أن يتمكن من تحليل النص بمبانيه الظاهرة والخفية وتحليل الشخصيات الدرامية أبعادها أفعالها.
(4) أن يكون مفسراً : أي أن يتمكن من أن يحول تحليله إلى فعل مجسد على المسرح بواسطة الممثلين وعناصر الإنتاج المسرحي الأخرى كالمناظر والأزياء الملحقات والإضاءة والمؤثرات الأخرى
(5) أن يكون مؤرخاً: أي أن يكون على معرفة بالتاريخ بمراحله المختلفة وبأماكن الأحداث وأزمنتها وبالظروف الحياتية وسلوك الناس
(6) أن يكون مصمما: أي أن يكون على علم بأسس التصميم ومايخص المناظر والأزياء والإضاءة ومتطلبات كل منها .
(7) أن يكون ممثلاً: أي أن يعرف شيئاً عن فن التمثيل وإعداد الممثل وبناء الشخصية الدرامية وان يعرف حرفيات هذا الفن وحبذا لو كان المخرج قد مارس التمثيل
(8) ان يكون مدرباً: أي أن يكون قادراً على تدريب الممثلين بما يخص الإلقاء والحركة والتعبير عن الأفكار والمشاعر
(9) أن يكون منظماً: أي أن يستطيع تنظيم العمل في المسرحية من ممثلين ومصممين وفنيين وتقنيين وتنظيم عملهم
(10) أن يكون مديراً: أي أن يستطيع من إدارة العملية الإنتاجية من الخطوة الأولى –اختيار النص بالتمارين على المسرحية وانهاءاً بالترويج لها
(11) أن يكون متفرجاً: أي أن يضع نفسه في مقعد احد المتفرجين ليرى الصور المسرحية ودلالاتها والمقاطع السمعية ومعانيها ومدى تأثره بها
والملاحظ إن معظم تلك المهمات يتولاها المخرج التلفزيوني دون الأخذ بمعرفته بالتمسرح , عليه أن يعرف تقنيات التلفزيون , واستخدام الأجهزة وبهذه النقطة فقط يختلف عن المخرج المسرحي , إن المخرج التلفزيوني أن ينتقي النص الذي يريد إخراجه سواء كان دراميا ً أو برامج سياسية أو ثقافية أم دينية أم أخبار , ولابد من تقيمه على المخرج التلفزيوني أن لايغفل المعاير لشخصية والأدبية والتاريخية والعملية وان يستخدمها عند اختبار نص معين "(1)
ولابد لم من أن يحصل على ذلك النص ليكتشف خفاياه ومعانيه وتأثيراته عند تجشيده أمام الكاميرا أو الميكرفون وعليه أن يقدر إمكانية تنفيذ ذلك النص بالأدوات المتاحة له سواء كانوا ممثلين أم مقدمي برامج أم مراسلين وسواء كان التصوير يتم داخل الاستديو أم خارجه ولابد له أن يعرف مدى توفر الأجهزة اللازمة للتصوير ولتسجيل الصوت وللإضاءة وما إليها من التقنيات .
إذا ماتناول المخرج مادة تاريخية فلابد أن يتعرف على ماهيتها وعناصرها ومفرداتها والظروف المحيطة بها وإذا أكانت دراما تاريخية فلابد أن يقرر فيما إذا كان عليه أن يستخدم الدقة التاريخية في المنظر أم الملابس أو لاء , وفي هذا المجال لابد أن يكون ملماً بمبادئ التصميم, أن يتعاون مع المصممين لتحقيق المنجز المطلب ,
ولكن ليس للمخرج التلفزيوني أن يكون ممثلاً إلا إذا لإخراج التمثيلية أو المسلسل الدرامي فالغالب من واجبه أن يدرس الممثلين أو المذيعين أو مقدمي البرامج إذ يأمل أن يكون أولئك قد تدربوا وتمكنوا من أدواتهم التعبيرية كان يكونوا جيدين في الإلقاء .
من حيث التنظيم والإدارة فان من مهمات المخرج التلفزيوني أن يعاون المسؤولين عنها في تيسير دفة العمل التلفزيوني وليس من الضروري للمخرج التلفزيوني أن يجلي في مقعد المتفرج لكي يقيم عمله إلا بعد انجاز جميع الخطوات اللازمة , وهنا لابد من التأكيد أن هناك نسبة واضحة من قبل متفرجي التلفزيون كي تقيم ما يعرض على الشاشة , ويختلف اقباله عند جمهور المسرح الذي يقبل لمشاهدة هذه المسرحية أم ولديه معاير معينه بموجبها العمل المسرحي الذي يشاهده ,
ويتشابه المخرج التلفزيوني مع المخرج المسرحي في ضرورة اهتمامهما في التعبير عن القيم الفنية وهي ثلاث: (1) القيم الفكرية ولابد ان يوضحها بمغزى العمل التلفزيوني والرسالة التي يريد بثها للمشاهدين (2) القيم العاطفية: (1)
هي القيمة التي تثير العواطف وتحقق استجابة المشاهد وبالتأكيد فن للقيم العاطفية علاقة بالقيم الفكرية –العقلية (3) القيم الجمالية: ويقصد بها القيم المجردة المضافة إلى القيمتين الفكرية العاطفية كما حدث في فيلم (كيلوباترا)وبطلته (إليزابيث تيلور) فقد إضافة بجمالها الذاتي قيمة جمالية للفيلم (1) وتتحقق القيم الجمالية في الصورة التلفزيونية بواسطة التكوين وعناصره وبواسطة الإضاءة وتسليطها وبواسطة الألوان ومناسبها .
من مبادئ الإخراج في المسرح وفي التلفزيون هو جغرافية مكان العرض أو مكان التصوير , ففي المسرح يقسم المسرح إلى تسع مناطق وفقاً ليسار المسرح وليمين المسرح , إن جغرافية الاستديو التلفزيوني مختلف في نقاط عديدة منها لايتحدد المخرج التلفزيوني بمكان واحد بمثلما يفعل المخرج المسرحي فقد يصور داخل الاستديو وفي عدد من المواقع وقد يصور خارج الاستديو وفي عدد من المواقع ,
ومثلما يقوم المخرج المسرحي بتشكيل الصور المسرحية المتعاقبة فان المخرج التلفزيوني هو الآخر يقوم بتشكيلها ولكن على نطاق أوسع وان سرعة تتابع اللقطات تحتم عليه أن يكون أكثر دقة في ذلك التشكيل وان لايفكر بالصورة الثابتة ودلالاتها كما يفعل المخرج المسرحي بل عليه أن يفكر بالصورة المتحركة ودلالاتها ,
--------------------------
(1) ينظر أونيل ,أر,أج,وأ ز,أم,بورتر) المخرج فناناً,الإخراج المسرحي المعاصر,ت, سامي عبد الحميد بغداد,مكتبة الفتح ,2011 ,ص, 73
ويختلف الإخراج التلفزيوني عن الإخراج المسرحي في توجيه حركة الممثلين والمؤدين الآخرين حيث يقيمون الكاميرا وحركتها وتغير عدساتها وبعدها البؤري الأهمية الأولى في تحريك الممثلين , بينما تكون علاقة الممثل بالمتفرج في المسرح هي التي تأخذ الأهمية الأولى,
ويختلف الإخراج التلفزيوني عن الإخراج المسرحي في الحوار والكلمات والجمل والمادة المكتوبة أو المرتجلة حيث يتطلب المسرح سنيناً من المبالغة والتصنع أحيانا وأحيانا يجب أن يكون الإلقاء أمام الكاميرا التلفزيونية والماكريفون طبيعياً بلا تكلف ولا اصطناع , (1)
وعند مناقشة نقل المسرحيات من المسرح إلى الشاشة التلفزيونية فان للمخرج خيارين , إما أن يضع الكاميرا بموجهة فتحة المسرح وينقل العرض المسرحي كما هو سائر وبدون إجراء أية تغيرات على الصور المسرحية وعلى الإضاءة وعلى حركة الممثلين , آو أن يستخدم عدد من الكاميرات ليلتقط المشاهد المسرحية والممتثلين فيها من زوايا مختلفة وبأحجام مختلفة وبعدسات محتلفة البعد البؤري ,
ويعتمد نجاح العرض المسرحي المقدم على الشاشة التلفزيونية على الالتقاط المباشر للصور المسرحية , وعدم اللجوء إلى التقنيات التلفزيونية المختلفة
يرى الباحث إن التنسيق بين المخرج المرسل لنقل المسرحية وبين المخرج المسرحي لايجاد صيغة مشتركة بين الاثنين واستعمل لقطات المخرج التلفزيوني لما للممثل المتحدث الذي يقدم فعل ذا أهمية مطلوب كشفها للمتلقي ليضع لها المخرج التلفزيوني تكوينياً صوريا مطلوب من خلال اختيار زاوية التصوير وحصر الإضاءة وتوزيع الإكسسوارات والديكور ماحول الممثل لايجاد ميزا نسين جديد ذا شان,
--------------------
(1) ينظر نيلمز هنينج, الإخراج المسرحي ,ت,امين سلامة, القاهرة, مكتبة الانجو مصرية,1962 ,ص,100 -113
لايحتاج الممثل التلفزيوني إلى جمهور يتفاعل معه بل إلى عدسة تنقل حركة المقننة وتعابيرة البسيطة بفعل متكامل وكأنه يحاور شخصية أمامه لاعدسة الكاميرا , ومن هنا فتحليل مشهده الذي يمثل ويكشف أيضاً دائرة علاقات بينه وبين جميع الشخصيات في المشهد مستعيناً بما حوله من ديكور وإكسسوار وإضاءة وموسيقى أيضاً, ليقوم المخرج بعد الانتهاء من تصوير هذه المشاهد المختلفة والمصورة في أوقات مختلفة أيضاً يقوم بتنظيمها وتبويبها حسب السيناريو الذي تم إعداده فيخلق من خلاله الإيقاع المتنامي في التمثيلية التلفزيونية أو المسلسل التلفزيوني وفي أيام معدودة بينا تأخذ التدريبات المسرحية من الممثلين والمخرج شهور للوصل إلى الكمال للتقارب بين الشخصيات وبعضها والتعود بين ممثل وآخر وممثل وديكور وممثل وإكسسوار وإضاءة, إلى أن تعي الشخصيات المسرحية ما يدور حولها , كأشخاص أو أدوات عمل الممثل المسرحي .
تفشل كثير من المسرحيات التي تقدم على خشبة المسرح لعدم فهم التعامل بين الممثلين وبين ماحولهم وكيفية ربطهم بالأحداث التي يقودها الممثل قاصداً توصيلها للجمهور القريب منه والذي يتفاعل معه بشكل مباشر متجاوبا مع هفوات الممثل في حين لايسمح للممثل أن يقدم مشهده التلفزيوني وهو محمل بهفوات يعتبرها المشاهد أخطاء وضعفاً في العرض بشكل عام, لكن يمكن تلافيها في المونتاج التلفزيوني في حين في المسرح تكون مباشرة مع المشاهد, ومن هنا فأخطاء التمثيل والإخراج والتمثيل أيضاً ستكون كارثة على العرض
يتحكم المخرج التلفزيوني مع كثير من الأجهزة والأدوات القادرة على مساعدة الممثل كي يقدم المضمون الشكلي الصوري إلى المتلقي من خلال إيقاع اللقطات طولاً وعرضاً , فيؤدي إلى تماسك أجزاء التمثلية التلفزيونية , ويستطيع المخرج التلفزيوني أن يقطع بشكل مباشر أثناء التصوير من لقطة إلى أخرى بواسطة (المكسر) أو يتم هذا التقطيع بعد التصوير من خلال المونتاج.
نستطيع القول إن محلل الشخصية المراد إيصالها للمتلقي هو الممثل بكل أنواع الدراما المسرحية أو التلفزيونية أو السينمائية أو الإذاعية, لان الوسائل التعبيرية كثيرة لدى الممثل من خلال طريقة الأداء. ويختلف بين كل ماذكرنا بالشكل فقط لان التشابه في أنواع الدراما واحد, وبما إن الممثل التلفزيوني يفهم بشكل وآخر لغة الكاميرا في التلفزيوني وطبيعة اللقطة التلفزيونية فيبدع في الأداء وينظم طريقة تمثيله من المسرح التلفزيون كي يتقبله المتلقي.
الديكور والإكسسوار وعلاقته في الإخراج التلفزيوني والمسرحي:
الديكور المسرحي له مواصفات كثيرة تختلف عن المواصفات للديكور التلفزيوني , الذي نشاهده من زاوية واحدة فقط بينما تنقل لنا الكاميرا الديكور التلفزيوني بأكثر من زاوية , وفق طبيعة اللقطة, ويستطيع المخرج أن يضع الكاميرا أمام الشباك ليصور مشهدا في قاعة, أو في غرفة نوم, أو تخفي الكاميرا هنا أو هناك وحتى من ثقب الباب لان الديكور في التلفزيون متعدد المناظر مرن في الحركة يتعاون في اختيار المخرج لأي زاوية من زوايا وضع الكاميرا للتصوير, في حين الأرضية المسرحية تقيد تحريك الديكور المسرحي بيس وبساطة , في حين تروي على لسان الشخصيات الأحداث التي تكون خارج الديكور, فالواقعية في التلفزيون تفرق الديكور الواقعي الملموس لتغني قرة المصمم والمخرج بجمالية رمزية مختصرة , فإذا كان الحدث يصور معركة حربية, فان الديكور يفترض أن يعرض جميع ما يحدث خلف الممثل بواقعية فتشاهد خلف الممثل كل شيء الجيوش والأسلحة والاعتدة وغبار المعركة. وفي التلفزيون كما يختار المخرج بواسطة الكاميرا الزوايا التي تخدم فكرته ويتم بناء المناظر العديدة , والجدار الرابع المسرحي غير موجود في المشهد التلفزيوني "فن المسرح ما هو إلا فن إيضاح وذلك بجعل المنظر على المسرح متشابه للواقع على قدر ما يستطاع لكنه ليست منقول نقلا حرفيا متطابقاً كما هو كائن في الحياة" (1)
تصميم أي ديكور يظهر على خشبة المسرح أو التلفزيون, يعبر عن إحدى المدارس والمذاهب, وفي حالة إخراج المسرحية تلفزيونياً, يتم الاهتمام بالديكور
------------------
(1) لويس مليكة الديكور المسرحي المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر القاهرة ص, 180
الذي يتناسب وطبيعة التلفزيون يوضح فكرة العمل وطبيعة الأحداث.
" إن إخراج مسرحية إلى السينما معناه أن نضفي على ديكورها الاتساع والواقعية التين لم يكن في وسع المسرح أن يهيئها لها من الناحية المادية ويكون معناه تحرير المتفرج من مقعده وإظهار قيمة أداء الممثل عن طريق تغير اللقطة (1)
ومن هنا نرى وبشكل واضح هذا التأثير على المسرحيات التي تحول إلى فيلم أو تمثيلية تلفزيونية فتكثر المناظر التي لم تكن موجودة أصلاً في المسرحية, ولايمكن أن تحقق هذه المناظر في المسرح, لكون المكان ذا مساحات محددة, وعند تسجيلها في الاستديو التلفزيوني, ييتم الاهتمام بالطبيعة الجمالية, والواقعية للديكور, كي لايفقد هويته, إضافة إلى اقترابه مع ما في التلفزيون من تقنيات.
طبيعة التمثيل وعلاقته في الإخراج التلفزيوني والمسرحي:
التمثيل: الشخصيات هي العمود الفقري للعمل الفني فالحبكة فيها والصراع تقوى بواسطة حركة الشخوص وطبيعة تفكيرها.فالممثل يجسد الشخصية, من خلال تحليل سلوكها وعلاقتها بالشخصيات الأخرى, وهو إحدى الأدوات المهمة في
توصيل أفكار المخرج المسرحي " المخرج يرسم حركة الممثلين على خشبة المسرح ويوزع تشكيلاته حسب مناطق المسرح القوية ,والضعيفة.
----------------
(1) بازان اندريه ماهي السينما, السينما والفنون الاخرى,ت,ريمون فرنسيس, مكتبة الانجلو المصرية, القاهرة, 1968 ,ض, 89
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق