الخميس، 5 ديسمبر 2013

لغة الحب

جونارة سيا

هذا انا

في هذا الليل الساكن الأسود
في هذه المدينة المحاطة
بالعواصف والبرد
والثلج والجبال
وصحراء
في هذه المدينة التي
تحتوي عشرات المدائن
في هذا الموت المتتابع
كالسيرة
المكتوب على الجدران
والبيوت والأسرة
الراعبة
في هذه الشوارع التي تتلوي
بالسيارات تزدان بناسها
الأصنام
في هذا الهاجس
القاهر الذي يقتات الناس
دون توقف
أشتاقك .. أشتاقك
زهرة المساء
وعندليب الصباح
أشتاق للحظة قادمة
فلا أشبع منك
حتى الشبع
ولا أرتوي منك
حتى الارتواء
فيك
ما هو غامض ليس
موجوداً في النساء
ما هو عميق كالسر
ومجهول كالأعماق
فيك الصعود إلى القمم
والهبوط دون هدف
فيك التضاد الدائم
بين الحزن والفرح
بين الليل والنهار
بين الغروب والشروق
فيك تميل الأشياء
حيث تريدين
وتتحرك في الجهة التي
تذهبين إليها وأنا وراء
الذكريات أشرق
بالبكاء وأختنق بالحنين
آآآآآآآآآآآآه
تذهب بين الحلق والفم
فأطبق عليها شفتي
كي تبقى في رحلتها
إليك بين الحلق والقلب
آآآآآآآآآآآه
منك
و
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
إليك
وأنت في التلاقي وفي الابتعاد
ويعز علي طيفك
حيث أنا أكون
وحيث لا أكون
تعز علي صورتك في الخيال
وفي كتبي وبين الرسائل التي أحفظها
وفي هذا الليل الذي بدأت خيوطه
تنسحب من كف الأرض أسامر
لحظة وراء لحظة نجمة الصبح
أسائلها عنك وعن وجهك المضيء
أية حسرة تأكل قلبي الواهن الآن ؟
فلا وسادة للأحلام ولا سرير أتكىء عليه ..
إنني أمام طاولتي وأوراقي
وهسيس الليل الحزين
أكتب لك وشوشات الحب الطاهر وأشتعل وأنطفئ
وراء كل كلمة أفكر فيها
وكل كلمة أكتبها وكل كلمة أقرأها
أين حنانك يا معذبتي النادرة ؟
أين قبضة الأوهام فيك ؟
أين العناق نشدو فيه غناء الحب الناعم الجميل ؟
أين نشيدنا الغريب نحلم أن يكون أغنية العشاق
في العالم الأول والأخير ؟
أين أنت هذا الليل والليل الآتي ؟
هل كان حبك غير كآبة عمري وأحزان أمسي
و يومي وغدي ؟
هل كان حبك غير الشجن يتلى كل صباح
وكل مساء بين دمي ودموعي ؟
ما كان يجمعنا هذا الحب إلا على النار
والجحيم .. لحظته المفرحة عذاب
وأعوامه الطويلة عذاب
دائما كان الوداع الحد الفاصل بين لحظات
اللقاء
دائماً دموع وأيدي تلوح بمناديل الفراق
دائماً على سفر وضياع و دون أمل بالمصادفات
إلا بما يجيء ولا يجيء دائماً ندخل لعبة التناقضات
فأنت في آخر الخط وأنا في الأول
أنت في المحطة الأولى
وأنا في المحطة الأخيرة
أنت في القطار المسافر
وأنا في القطار العائد
وإذا ما تلاقى القطاران في لحظات خاطفة لمحتك
بسرعة البرق ولمحتني بسرعة الضوء
وهكذا كان عشقنا منذ قلت لك أول كلمة
أهذا هو قدرنا حتى الممات ؟
أهكذا نظل في بعاد حتى الانطواء في رحم الأرض ؟
أهكذا كلانا ينأى عن الآخر ولا مرة ننام
في سرير واحد
او نلتقي في غرفة واحدة أو نشتعل في قدرٍ واحد
أنت عروستي هكذا أحلم
فمتى نتخذ معاً هذا القرار
يا جونارة سيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق