الخميس، 20 فبراير 2014

مسرح العبث " حوارات سيد العربي "/ مقالللكاتب ومحرر صحيفة فنون / محمد لفطيسي / المغرب



مسرح العبث " حوارات سيد العربي "
ما كان للحوار ان يكون، لولا أن أمه قالت له: تكلم ياسيد
سيد العربي: ان امي لاتعرف ما تقول، انها تهذي كعادتها كل صباح..يسكت..يحمر خجلا..
الام: لقد تركت لك بعض الحلويات على النافذة، ألم أقل لك انك لاترى بعينيك الا قلقا..وتظن ان الصباح رائق...
سيد العربي: الم تكن تلك النافذة عرجاء، طلبت منكم أن لاتطلوا؛ قد يسقط بعض الرذاذ من الشارع المكتظ بالوزراء...
الأم : قلت لك أن تدع أبناء الجيران وحالهم، انهم يهذون أكثر من هذياني؛ انهم جعلوا في الدرب حكومة ظل..
سيد العربي: لم أعرف انك تفهمين في السياسة، الا عندما طبخت القول، فهم والدي انك تحتجين عليه؛ فلم يأكل ذلك اليوم من أكلة القلق، وانتصب أخي مدافعا عن الصمت الذي تعشقه النساء..الا عندما يطلقن أو يعتقل لهن ابن او يموت..
الأم: حفظك الله ياابني من كل مكروه الزمن الرديء، اني لم أعد أطمئن لذهابك الى العمل، أحب أن تكون عاطلا...
سيد العربي: ومتى كنت يا أمي عاملا، أليست الحقيقة أن العمل كرامة، انني لاأملك احمرارا للوجه، ولا أعرف راحة بطن، أنا مسيح مسلم...
الأم: أعرف قدر بكائك في الظل، انك لا تحب الأضواء، وتشتهي ان تبتسم بغضب بين الفينة والأخرى، وتعتقل يديك في جيبك الفارغ الا من وظيفته الجيبية؛ وتنتقل كل مرة الى المطبخ الذي يفضحنا جميعا، الا والدك الذي لايستحيي من أطباقنا المكررة والمتنوعة في حديثنا عنها...
سيد العربي: هل طلبت مني ان أصمت، فان كلامي صمت مطبق على جدران الحكومة، فهي تعرف أننا غير موجودين؛ لذلك فهم يفتحون متأخرين...
الأم: وماذا يبيعون يا ولدي، هل في نظرك أن سوقهم طازج، وسلعهم تهرب الى قففها طائرة بسرعة لاتعترف للبرق الا ببرقيته...
سيد العربي: لم يكن هناك من يستطيع أن يطل على حفل التسلع الا بعض من يضعون كمامات على قلوبهم، لكي لايشموا المبيدات البشرية؛ وتعترضهم مشاكل في فتح صناديق القمامة، ففي الليل يفتح ويغلق نهارا في كل ثانية مزاد متهرب من مزاده وعيانه وعياله وأعوانه...لاتقلقي راحتي بأسئلة لاأعرف الاجابة عنها..أنا أمي في قرارات حرمة الحدود..وحصانة الاوراق..وفهم المفهوم..وطي صفحة الانتهاكات الجسيمة لغذاء ملكة النحل..
...............بعد أن استوت طبخة العدس...تمكن من نفخ ريح..وعاد واستوى في جلسة واقفا..انا لا أعترف بكم..حيوانات أليفة مفترسة في اصطبل عمي..ارغمت مؤخرا على الكلام بين ألف كلمة وجدت واحدة تغريني بالوجود...أمي..انا أعرف لماذا تغرق البوارج والسفن وتشنق المراكب...صمت..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق