ارسال هذا الموضو من قبل
المسرح يهب لإنقاذ أمريكا من سياستها الخارجية
على إحدى القاعات التابعة لجامعة هنري فورد قدم قسم الفنون المسرحية العرض المسرحي الذي يحمل عنوان [ صانعو السلام ] والمسرحية من تأليف الكاتب المسرحي ( جيمس نوريز ) ومن إخراج الفنان المسرحي( كيري دوبلنسكي) وتمثيل نخبة من طلبة قسم الفنون المسرحية.
تشكل ظاهرة تطويع الأحداث للمواضيع المعاصرة مجالاً رحباً لخلق مادة أصيلة والمسرح كما هو معروف وسيلة وليس غاية تجسد الحياة أو تغيرها وأنه التصاق حميم بالهموم والمشكلات و يبدو هنا في الولايات المتحدة الأمريكية أن العاملين في الحقول الأدبية والفنية تحولوا إلى رجال سياسة نظراً لتفاقم الانعكاسات السلبية الناتجة عن السياسة الخارجية الأمريكية التي غالباً ما تجد معارضيها لدى الرأي العام الأمريكي.
و يندرج هذا الخطاب الفني الذي يسعى بعض المبدعين تقديمه للتعبير عن وجهة نظرهم فيما يحدث للعالم على خلفية سياسات الإدارة الأمريكية ولقد اختار المؤلف أحداثاً تاريخية منطلقاً منها في محاولة للإيحاء على أن رحلة الأخطاء بدأت منذ أيام الصراع مع الهنود الحمر .
و جاءت المعالجة الفنية النص و العرض متوائمة تماماً مع ما يحدث في العراق و في العالم الآن ولكن بأسلوب تاريخي رمزي متخذاً المؤلف إحدى قرى الهنود الحمر الذين يقطنون الشمال الأمريكي ليخضعها لمواصفات أكبر
مشكلة يعاني منها الشعب العراقي وكان قد صاغها صياغة عصرية ملائمة لما يقع في هذا العصر من تصادمات وصراعات في ظل نظام العولمة الجديد .
و قد نجح المسرحيون الأمريكيون في تمرير رسائلهم من أجل إنقاذ أمريكا من سياستها وتدخلها السافر في مختلف بقاع العالم و تعاملها مع الشعوب بطرق مغلوطة و مع تنامي وتيرة الإنتاج الفني الذي يصب في هذا الاتجاه ستثبت الثقافة أنها أكثر وطنية من السياسة .
و السياسة في نظري تخضع دائماً إلى الواقعية منطلقاً من شخصية [ الأب ] وهو الرمز الروحي للقيم والمبادئ والعدالة التي توصلنا إلى بر الأمان رافضاً لكل أشكال الطغيان وقهر الشعوب وداعياً الجميع إلى تصحيح الأوضاع من أجل عالم محب للعدل وحياة أفضل .
و إن المسرحية تجمع في مضمونها السياسي و الفكري و الأخلاقي والى دقة و عمق ووضوح بين الشخصيات و نفهم من كل ذلك أن هناك دوافع كثيرة و أسباب عديدة تؤدي إلى نبذ العنف و القوة و البحث عن الجديد الذي يتناسب مع متطلبات العصر داعياً المؤلف إلى السلام والمحبة من أجل عالم محب للعدل و حياة أفضل لكل الشعوب و إن هذه التحولات الواضحة في الحركة المسرحية لدى بعض المشتغلين في المسرح الأمريكي نصاً و رؤيا باتت توفرها حاجات و ضرورات تمليها ظروف الحياة في عصرنا هذا .
و جاء الإخراج أكثر جرأة حيث هيأ المخرج من خلال النص مجالاً للتنويع وإعطاء التكوينات الجذابة ، وأن الخيال الواسع الذي يمتلكه المخرج أستخدمه إستخداماً فنياً وعلمياً وفي الوقت نفسه حاول التمسك بالنزعة الجمالية الواقعية .
و جاءت عناصر الديكور و الملابس معززة لفضاء العرض [ البيئة المكانية ] التي كانت أحد أبطال العرض فلقد أقدم المخرج على توظيف القاعة و خشبة المسرح في آن واحد ليدور فيها الفعل المسرحي و أراد أن يخلق بهذا التوظيف غابة من غابات الشمال الأمريكي التي دار خلالها الحدث مع إستخدام جسد الممثل الذي شكل نقلة نوعية متمثلة في إضافة بريق للعرض .
و كان هؤلاء الممثلون الذين لا تتجاوز أعمارهم( 16) عاماً كتلة من نار دام توهجها طيلة فترة العرض حيث استطاعوا بأجسادهم المرنة تشكيل العديد من اللوحات الراقصة و غير الراقصة .
إذن جاءت المسرحية لحل عقدة من عقد قضايا الساعة الملحة.
قاسم ماضي
مخرج مسرحي - ديترويت
المسرح يهب لإنقاذ أمريكا من سياستها الخارجية
على إحدى القاعات التابعة لجامعة هنري فورد قدم قسم الفنون المسرحية العرض المسرحي الذي يحمل عنوان [ صانعو السلام ] والمسرحية من تأليف الكاتب المسرحي ( جيمس نوريز ) ومن إخراج الفنان المسرحي( كيري دوبلنسكي) وتمثيل نخبة من طلبة قسم الفنون المسرحية.
تشكل ظاهرة تطويع الأحداث للمواضيع المعاصرة مجالاً رحباً لخلق مادة أصيلة والمسرح كما هو معروف وسيلة وليس غاية تجسد الحياة أو تغيرها وأنه التصاق حميم بالهموم والمشكلات و يبدو هنا في الولايات المتحدة الأمريكية أن العاملين في الحقول الأدبية والفنية تحولوا إلى رجال سياسة نظراً لتفاقم الانعكاسات السلبية الناتجة عن السياسة الخارجية الأمريكية التي غالباً ما تجد معارضيها لدى الرأي العام الأمريكي.
و يندرج هذا الخطاب الفني الذي يسعى بعض المبدعين تقديمه للتعبير عن وجهة نظرهم فيما يحدث للعالم على خلفية سياسات الإدارة الأمريكية ولقد اختار المؤلف أحداثاً تاريخية منطلقاً منها في محاولة للإيحاء على أن رحلة الأخطاء بدأت منذ أيام الصراع مع الهنود الحمر .
و جاءت المعالجة الفنية النص و العرض متوائمة تماماً مع ما يحدث في العراق و في العالم الآن ولكن بأسلوب تاريخي رمزي متخذاً المؤلف إحدى قرى الهنود الحمر الذين يقطنون الشمال الأمريكي ليخضعها لمواصفات أكبر
مشكلة يعاني منها الشعب العراقي وكان قد صاغها صياغة عصرية ملائمة لما يقع في هذا العصر من تصادمات وصراعات في ظل نظام العولمة الجديد .
و قد نجح المسرحيون الأمريكيون في تمرير رسائلهم من أجل إنقاذ أمريكا من سياستها وتدخلها السافر في مختلف بقاع العالم و تعاملها مع الشعوب بطرق مغلوطة و مع تنامي وتيرة الإنتاج الفني الذي يصب في هذا الاتجاه ستثبت الثقافة أنها أكثر وطنية من السياسة .
و السياسة في نظري تخضع دائماً إلى الواقعية منطلقاً من شخصية [ الأب ] وهو الرمز الروحي للقيم والمبادئ والعدالة التي توصلنا إلى بر الأمان رافضاً لكل أشكال الطغيان وقهر الشعوب وداعياً الجميع إلى تصحيح الأوضاع من أجل عالم محب للعدل وحياة أفضل .
و إن المسرحية تجمع في مضمونها السياسي و الفكري و الأخلاقي والى دقة و عمق ووضوح بين الشخصيات و نفهم من كل ذلك أن هناك دوافع كثيرة و أسباب عديدة تؤدي إلى نبذ العنف و القوة و البحث عن الجديد الذي يتناسب مع متطلبات العصر داعياً المؤلف إلى السلام والمحبة من أجل عالم محب للعدل و حياة أفضل لكل الشعوب و إن هذه التحولات الواضحة في الحركة المسرحية لدى بعض المشتغلين في المسرح الأمريكي نصاً و رؤيا باتت توفرها حاجات و ضرورات تمليها ظروف الحياة في عصرنا هذا .
و جاء الإخراج أكثر جرأة حيث هيأ المخرج من خلال النص مجالاً للتنويع وإعطاء التكوينات الجذابة ، وأن الخيال الواسع الذي يمتلكه المخرج أستخدمه إستخداماً فنياً وعلمياً وفي الوقت نفسه حاول التمسك بالنزعة الجمالية الواقعية .
و جاءت عناصر الديكور و الملابس معززة لفضاء العرض [ البيئة المكانية ] التي كانت أحد أبطال العرض فلقد أقدم المخرج على توظيف القاعة و خشبة المسرح في آن واحد ليدور فيها الفعل المسرحي و أراد أن يخلق بهذا التوظيف غابة من غابات الشمال الأمريكي التي دار خلالها الحدث مع إستخدام جسد الممثل الذي شكل نقلة نوعية متمثلة في إضافة بريق للعرض .
و كان هؤلاء الممثلون الذين لا تتجاوز أعمارهم( 16) عاماً كتلة من نار دام توهجها طيلة فترة العرض حيث استطاعوا بأجسادهم المرنة تشكيل العديد من اللوحات الراقصة و غير الراقصة .
إذن جاءت المسرحية لحل عقدة من عقد قضايا الساعة الملحة.
قاسم ماضي
مخرج مسرحي - ديترويت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق