الثلاثاء، 4 فبراير 2014

الموعد الاخير قصيدة الشاعرة الالقة سلمى الدزيري/ تونس




حديث... لا أذكر أقصر أم طال
احتسيت قهوتي بهدوء
وفنجانه يلزم الصمت ’ و يمل الانتظار
وكلماتي العابثة بعثرت أفكاره
والدهشة في عينيه ترمقني بانكسار.
ونظراته الحائرة بدأت تشتد
هي تحاصرني ... ولكن
ضعيف جدا ذلك الحصار
تمرد صدى ضحكاتي
وصرخاته الحبيسة ’ توشك على الانفجار

حديث... لا أذكر أقصر أم طال
احتسيت قهوتي بهدوء
وفنجانه يلزم الصمت ’ و يمل الانتظار
من وراء دخان السيجارة تعلقت بي عيناه
وأدركت فجأة... جدية الحوار

تضامنت كل حواسه فصاح
" لست من جنس النساء
أنت أنثى غريبة الأطوار
تسافرين بي بعنف
وأنا الذي من الصغر’ قد احترف الأسفار
تقلبينني بين مراكبك ’ تتلاعب بي أمواجك ...
فما لمزاجك طبع البحار؟
كيف تتمردين سيدتي
وكيف تقلب الموازين
ملعونة أنت ... أم أنها الأقدار؟
أنت يا امرأة كطفل يثور
ينام مساء بوجه بريء
ويلبس في الصباح <قناع الأشرار>
ويبكي خوفا من شبح الخرافة
واذا ما احتدت روح التحدي
يعشق ركوب الأخطار

أنثى مجنونة أنت
تسافرين وحيدة  بدوني
و أنا الذي لأجلك تركت الطائرة
وركبت القطار."

لا يهمني ذلك يا سيدي
أنا عابثة ... أجل
لكن على أرضك أنت لا يهمني الانتصار.
فأنا أنثى تتجدد
مرة بحرارة الشمس ’ مرة بصقيع الامطار
مرة بسواد الليل
مرة بضباب الفجر
ومرة بخضرة الاشجار.
انني أنثى صريحة
أتحدى الرجولة بكلمة
" أكره حياة الأوكار"
انا امرأة ... أنت رجل
وبين طباعي و طباعك
أميال و بعض أمتار.
و بين روحي و روحك
فصول تتتالى ...
وجبال و أنهار.
و بين تفاصيلي و غموضك
أقيمت ممالك و مدن بأسوار.

مستقلة عنك أنا ...
تفصلني عنك أفكاري
بل وأكثر من الافكار
يفصلني عن عالمك المحدود
فضاء لا أبواب فيه
جدرانه هدمها الاعصار.

فنساؤك تتكرر
و أيامك تتكرر
و حتى الغزل عندك... من باب الاضطرار
و انا أكره المجاملة
و أكره الروتين
و كرهت حتى... لعب " البيار " .
جرب يوما أن تعيش بلا  قواعد
جرب أن تغير كل شيء
جرب أن تكشف عنك الستار.

يفصلني عنك الكثير يا سيدي
تفصلني عن جلساتك السخيفة
الاف الأشعار.
سطحية ارائك لا تهمني
و معسول كلامك ملأني ...
حتى صار بلا اثار.
استثنائية كنت أم متكررة
فأنا أنا ... ولا حاجة لي باقرار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق